مقالات

(أقيال).. النهج والمنهج

05/01/2021, 09:51:28

في ظل الانتشار المتنامي لتيار القومية اليمنية (أقيال)، بات من الجيد أن تكون هناك وقفات ومراجعات مهمة لغرض التبيين والتوضيح، خصوصا أن هذا التيار في أغلبه جيل شبابي من أصحاب المصلحة الحقيقية في المستقبل والتغيير، أسس هذا الحراك بناء على تراكمات القومية اليمنية عبر التاريخ من الرواد الأوائل لهذه الأمة من ثوار ومصلحين، شوّهت الإمامة الهاشمية رمزياتهم وتاريخهم.

 إن تيار القومية اليمنية (أقيال) تنبّه من اللحظة الأولى لإطلاق شرارة الحراك، الذي يسير نحو الثورة القومية الشاملة، إلى أهمية أن يكون أساسه الفكري مؤسسا على نصوص مركزية تمثل منطلقا أساسيا لنهجه ومنهجه، تحوي خلاصة لمنطلقات الرؤية الوطنية الشاملة، ممثلة بالتعريف والأهداف التي وُضعت على منصات القومية ومنابرها.

وهي الفكرة التي توافقت عليها طلائع الحراك بكل تبايناتها وخلفياتها السابقة، قبل ميلاد القومية اليمنية، مستقلين ومستقلات وحزبيين وحزبيات، وسأبني عليها سلسلة المقالات التي أوضّح من خلالها النهج والمنهج للقومية اليمنية.

من الجيد أن يتم تعريف وفهم أي مشروع من خلال نصوصه المركزية التي تعبّر عنه، وهو ما لم يحدث من قِبل البعض عندما يحاولون خلق تعريفات خاصة بهم للنيل من هذا التيار الذي كان على قدر من اليقظة، لتبيين نهجه ومنهجه.

 إن أبرز المغالطات، التي يروجها المنزعجون من هذا الانبعاث الفكري والسياسي الكبير للذات اليمنية، هو محاولة حشر بعض ثوابت الشعب اليمني كالعروبة والإسلام في النيل من هذا الحراك، الذي تقوده طلائع من اليمنيين، أكدوا مرارا أن معركتهم مع الإمامة الهاشمية، ولن ينجروا إلى معارك جانبية، خصوصا مع من يؤمنون باليمن الجمهوري.

 القومية اليمنية امتداد للذات اليمنية عبر التاريخ، أمة مؤمنة عبر التاريخ استجابة لنداء الإيمان، أمة سمت روحيا نحو المعنى الكبير للوجود.
 ولقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم ”تُبَّعاً” ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ). سورة الدخان، الآية: 37 ..
 ونَهى النبي عن سبِّ هذا الرجل؛ فقال صلى الله عليه وسلم:(لَا تَسُبُّوا تُبَّعاً، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ)، وكان اليمنيون في مكة والمدينة طلائع الدعوة المحمدية التي حملت في مضمونها السياسي والاجتماعي ثورة ضد عصبوية قريش وهيمنة الفرس، ثم عادت تلك العصبوية وتلك الهيمنة للنيل من الأمة اليمنية تحت غطاء التأويل السلالي العنصري للإسلام، وضرب قيمتي العدل والمساواة في جوهر الدين الحنيف، 

بالتالي نحن امتداد لذلك النهج والمسلك الإنساني والحضاري النبيل الثائر والمقاوم لكل أشكال الاستلاب لذاتنا اليمنية، وعلى هذا النهج نسير.  ولحسم علاقة العروبة والإسلام والقيم الوطنية والإنسانية بالجمهورية والديمقراطية، نص الهدف الرابع للقومية اليمنية بدلالة صريحة المضمون والتأويل على أن الدولة اليمنية يجب أن تُبنى "استنادا على أن لليمن هويته وشخصيته التاريخية المستقلة التي ميزت اجتماعها المدني منذ خمسة آلاف عام، مرورا بإضافاتها التراكمية من عروبة وإسلام، وليس انتهاء بانفتاحها على كل المشترك الإنساني، الذي راكمته البشرية من قيم وأفكار ونمو وإسهامات وحقوق إنسان"،

 كما حملت أهداف القومية: الخامس والسادس والسابع، منطلقات نهج القومية اليمنية، وأسسها الفكرية والسياسية، ورؤيتها للأمة اليمنية المنشودة التي يسعى الحراك الفكري لتحويلها إلى وعي جمعي، تنبثق عنه الدولة اليمنية الحديثة، باعتبارها التعبير المؤسسي للأمة اليمنية الحضارية.

 ونضع بين أيديكم الهدف: الخامس والسادس والسابع، ونؤكد أن هذه الأهداف هي التي توافقنا عليها جميعا لحظة تأسيس الحراك، وسنفصل أكثر عن النهج والمنهج في سلسلة المقالات القادمة.
 "٥_ تقديم بديل وطني ومدني وعصري بعيدا عن الثنائية التاريخية التي شطرت الأمة اليمنية إلى قسمين (سنة/ شيعة، شافعية/ زيدية)، وإعادة بناء الشخصية اليمنية على أسس مواطنة يمنية قومية خالصة، وضمان حرية الضمير والاعتقاد والتعبير لكل المذاهب والأديان والطوائف والمعتقدات والأفكار، واعتبار التنوع المذهبي والديني والثقافي والأيديولوجي والفكري عوامل إثراء وبناء للإنسان والأمة اليمنية لا عوامل خصم وهدم وتمزيق.

٦- تشجيع ودعوة الجميع والمختصين لإعادة قراءة وكتابة التاريخ اليمني بجميع مراحله، وفقا لأسس ومناهج علم التاريخ الحديثة، وبعيدا عن الأخباريات والمرويات والأساطير التي كرّست هوية يمنية مشوهة وشخصية لليمني خاضعة ومنهزمة ومستسلمة للاستبداد بشقيه السياسي والديني، قراءة تعيد إحياء القيم اليمنية الحضارية والمنسجمة مع القيم العصرية والمدنية والإنسانية الحديثة والمساهمة في إعادة ترميم التمزقات التي طرأت على نسيج الأمة اليمنية، كما وإعادة الاعتبار للغة اليمنية القديمة، والحفاظ على ما تبقى من حضور لها في لغات المهرة وسقطرى وغيرها من اللهجات.


 ٧_ العمل على كل ما سبق من المضامين وتكريسها في الدستور القادم والقوانين والمناهج التعليمية، باعتبارها الحد الأدنى لمكونات العقد الاجتماعي لليمنيين وتطلعاتهم في القرن الواحد والعشرين".
إن النقاط أعلاه تضع مسارا واضحا للعمل القومي، الذي يحافظ على خصوصية البلاد ويمنع ذوبان الشخصية اليمنية، أو تماهيها مع المشاريع الخارجية، ويحدد للبلاد مسارا مستقبليا يحفظ مكانتها الحضارية الرائدة، ويعيد الاعتزاز بالذات اليمنية وينميها لدى الأجيال المتعاقبة، وهو الأمر الذي يضمن بقاء البلاد متماسكة أمام حملات التخريب والهدم التي تفرزها الجماعات العنصرية والرجعية، أو تلك المشاريع الهدامة التي تقدم من الخارج.

مقالات

الخيانة بلباس الجمهورية

يتشدّق أتباع طارق صالح "بالجمهورية"، كما لو أنهم استيقظوا فجأة ذات فجر على صوت المعركة، وقرروا أنهم أرباب الدولة وورثتها الشرعيون، وأن الشعب لا يُؤتمن على تاريخه، ولا يحق له أن يحدد هوية من يمثله، أو من يتكلم باسمه. يتحدثون عن الجمهورية كما يتحدث الكهنة عن كتبهم المقدسة، لكنهم ينسون أو يتناسون أن أول خنجر غُرس في جسد الجمهورية لم يكن بيد الحوثي، وإنما بيد من تربّى طارق في بيته، ورضع من ثدي سلطته، وتكوّن في دهاليز خياناته.

مقالات

أساليب حوثية تعزز ما يفعله سلاحها

لا تستند الحركة الحوثية في استمرار هيمنتها وسيطرتها في صنعاء إلى السلطة والقوة العسكرية وحدها، فالسلطة وقوة السلاح لا يكفيان لضمان استمرارها في موقع الهيمنة، من دون اتباع أساليب وحيل من شأنها إنهاك المجتمع، وإشغال الناس، وإغراقهم في قضايا كونية ومعارك وهمية كبرى تُفرض عليهم دون أن يخوضوها فعلياً. لكنها، من ناحية أخرى، فعالة في صرف الناس عن التفكير أو الاهتمام بمسائل حياتهم اليومية، وما يتصل بشؤونهم الشخصية والعائلية والمهنية والعلمية والاقتصادية، وتأخذهم بعيداً عن القيام بأي نشاط أو فعل مستقل عن الجماعة، أو حتى معها، ما لم تكن هي من حددت فكرة النشاط وطبيعته وحجمه ومجاله والحاجة إليه.

مقالات

حق المرأة في الولاية وحقها في الدية ( 1-2)

هذا هو الجزء الثاني من الندوة التي أقامها «منتدى التنمية السياسية»، و«منظمة صحفيات بلا قيود»، في صنعاء، فندق «تاج سبأ»، في 27 / 5/ 2007. والجزء الثاني مكرسٌ للرد على أوراق الأساتذة: عبد الملك التاج، والشيخ عارف الصبري. في البدء ألقت الأستاذة توكل كرمان- رئيسة «منظمة صحفيات بلا قيود»، كلمةً حَيَّتْ الحاضرين، وتحدثت عن التخلف في البلدان الإسلامية، وأنَّ خروج المرأة مسئولية المرأة والرجل مَعًا. داعية كُلَّ صاحبِ فقه، ومِنْ أوتي حظًا من العلم الشرعي إلى دعوة المرأة للمشاركة في الحياة والنهوض، وإلى نهج واجتهاد جديدين يرفدان إعلان حقوق الإنسان والعهد الدولي؛ تنير الطريق، ولا ترى في الانتخابات بدعةً وَضَلالاً، ولا في مشاركة المرأة فِسْقًا وفجورًا.

مقالات

تعز... الوجه الذي كان يودّعنا!

لم يكن أيُّ مسافرٍ يطيب له السفر إلَّا من خلال مدينة تعز، أو أن تكون تعز آخرَ ما تقع عليه عيناه، يكحّلهما بها حتى تقرَّ نفسه في رحلة قد تطول أو تقصر، داخل اليمن أو خارجه.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.