مقالات
"بلقيس".. عشر سنوات فوق العرش
القناة التي استوحت اسمها من اسم الملكة السبئية بلقيس لا يمكن أن ترضى بما دون مستوى الملوك، أو تقبل بأقل من مكانة الأمراء.
القناة التي استوحت اسمها من اسم الملكة السبئية بلقيس لا يمكن أن ترضى بما دون مستوى الملوك، أو تقبل بأقل من مكانة الأمراء.
في خضم الأحداث والتحولات التي يمر بها اليمن حالياً، كسائر دول المنطقة، جاءت إقالة أو استقالة رئيس الحكومة اليمنية السابق (أحمد عوض بن مبارك) لتكشف، ليس فقط عن أزمة بنيوية مركبة تعانيها جميع مؤسسات “الشرعية”، أي القيادة والحكومة، بل لتوضح عمق تلك الأزمة، سواء على مستوى الأداء السياسي أو المالي والإداري، أو على صعيد تعثّر محاولات معالجة الوضع الاقتصادي، الذي يشهد تدهوراً ملحوظاً يتمثل في شُحّ واردات الدولة من قيمة النفط والغاز بعد استهداف جماعة الحوثيين لموانئ التصدير والتهديد بمهاجمة الناقلات القادمة إليها، والتراجع الحاد لسعر العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وما يترتب على ذلك من غلاء في معيشة المواطنين وحصولهم على قدر مقبول من احتياجاتهم الضرورية.
في زحام الأيام، لا ندرك كم مرّ من الوقت إلا عندما يستوقفنا تاريخ ما، أو ذكرى، أو لحظة تستحق التأمل. واليوم، نتوقف طويلًا عند هذه اللحظة، عشرة أعوام من العمل في قناة "بلقيس"، عشر سنوات ليست مجرد رقم بل مسار طويل من التجربة، ومن الحكايات، من وجوه الناس، من صدى أصواتهم، من تعبهم وأحلامهم، عشر سنوات من الإيمان بقضية، والتمسك بها، رغم العواصف، ورغم الرّياح التي حاولت إغراق السفينة.
عشرة أعوام مضت على تأسيس قناة بلقيس، كأنها عبور كوكبي في مدار الحقيقة، عشر سنوات لم تكن مجرد زمنٍ يُقاس بالساعة والتقويم، وانما كانت تشكُّلًا وجوديًا لقناةٍ لم تكتفِ أن تكون مرآة للواقع، بل أرادت أن تُعيد صياغته،
الاستعراض الحوثي بالأسلحة الإيرانية في البحر الأحمر انتهى إلى صفقة مع ترمب.
بعد الهزيمة -1967- وأنا في صف أول إعدادي، انهزمت وانكسرت وانحدرت معنواتي إلى الحضيض، وأصبت بالاكتئاب، لكنها السينما أخرجتني من كآبتي،
ابتداءً من الاسم، مرورًا بالمحتوى، ووصولًا إلى الغاية، استجابت بلقيس، القناة والموقع، لجانبٍ من شغف اليمنيين إلى رؤية بلادهم بالصوت الطبيعي الحميم بكل لهجاته، وبالصورة المأخوذة من الواقع بلا رتوش أو تنميق، حتى لكأننا معها نعيش في اليمن الذي يعيش فينا ولم نغادره.
بينما تتوالى الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية على مواقع الحوثيين في اليمن، يتصاعد في أوساط الرأي العام اليمني والعربي سؤال محيّر: لماذا فشلت تلك الحملة العسكرية المشتركة ضد الحوثيين في إزاحتهم من المشهد اليمني
قناة "بلقيس" الابنة النجيبة للربيع العربي الذي غمر الأرض اليمنية، وكان مَطرُه فيها غزيرًا وعميقًا.
في الذكرى العاشرة لقناة "بلقيس"، أكتب وأنا أستحضر المشاهد الأولى، كمن يُطل من شُرفة في الذاكرة مفتوحة على عقد من الزمن.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.