مقالات

الجيش الأمريكي والحوثيون.. مِن عض الأصابع إلى تكسير العظام

31/03/2025, 07:14:06

لا أحد يمكنه التنبؤ بمآلات المواجهة، غير المتكافئة على الإطلاق، الدائرة الآن بين الجيش الأمريكي وجماعة الحوثيين.

الجماعة ومن خلفها إيران تقفان اليوم وحدهما في مقابل جبروت قوة غاشمة كالولايات المتحدة لم يجرؤ أحد على إدانة أو حتى انتقاد عملياتها الهجومية الماحقة في اليمن، باستثناء ثرثرات بعض الفصائل الشيعية الصغيرة الموالية لإيران في العراق، بل أن قادة إيران أنفسهم بلعوا ألسنتهم وهم يشاهدون المقاتلات الأمريكية تدك معاقل حلفائهم الحوثيين بلا هوادة.

 ما جرى في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كان نوعاً من معالجة المشكلة مع الحوثيين بـ "الوخز الخفيف" أما إدارة خلفه، دونالد ترمب فقررت التعامل مع الجماعة بشكلٍ بشبه "جراحة" عنيفة دون تخدير.

 القصف الجوي الأمريكي الواسع النطاق والمرعب طال حتى الآن معظم مناطق سيطرة الحوثيين إن لم تكن كلها تقريباً.

صحيحٌ أننا لا نعرف تقييماً شاملاً لنتائجها حتى اللحظة، لكننا نفهم من تصريحات المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) والقيادة العسكرية المركزية التي تقود الحملة الجوية أن الهجمات الصاروخية لن تتوقف قريباً دون سحق القدرات العسكرية واستهداف القيادات الميدانية والسياسية، وتجفيف الموارد المالية للحوثيين في المدى المنظور على الأقل.

لكننا لا نعرف ما الذي لا يزال في جعبة ترامب من صواريخ ينوي إلقاءها، أو أهداف يعتزم إصابتها أو حساب طويل مع الجماعة لا يبدو أن تصفيته سوف تكتمل قريباً ودون خسائر كبيرة وآلامٍ مميتة.

ولا نعلم كذلك مدى قدرة جماعة مسلحة كالحوثيين على "الصمود" في مواجهة قوة عسكرية واقتصادية عالمية ضخمة كالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.

 يُبدي كثير من اليمنيين حزنهم وتشاؤمهم مما يحدث بوصفه تدخلاً أجنبياً مقيتاً لنهم يرون أن الجماعة هي التي استدعته وتسببت فيه.. هناك من يتوجس خيفةً من أن تتوقف العمليات العسكرية الأمريكية اذا أوقفت جماعة الحوثيين استهداف إسرائيل وخطوط الملاحة، لتعود الجماعة للانتقام من خصومها في الداخل أو حتى الجوار، وإن كان هذا مستبعداً بسبب الإنهاك الذي تتسبب فيه الضربات الأمريكية الموجعة التي لن تدع للجماعة، في رأي عدد من الخبراء والمحللين، امكانية للنهوض مجدداً لعشرة أعوامٍ على الأقل، إذا تُركت في سبيل حالها ولن تنقضَّ عليها في لحظة انكسارها بقية خصومها في الداخل والإقليم.

 لكن البعض الآخر من اليمنيين يرى الواقع من زاوية أخرى وهي أن إدارة ترمب لن تكرر ما فعلته إدارة بايدن في أفغانستان عندما قررت الأخيرة الانسحاب من هناك لتعود حركة طالبان للسيطرة على كابول وبقية مناطق البلاد ، فاليمن، في رأيهم، بأهمية موقعه الاستراتيجي وإطلالته على ممرين مائيين ومضيق باب المندب الحيوي وجواره لدولٍ تضم أضخم احتياطيات النفط في العالم، ليس افغانستان المعزولة جغرافياً داخل حدودها ولا تطل على بحرٍ أو مضيقٍ تهدد بهما مصالح العالم، كما أن ترمب في تقديرهم غير بايدن، فهو كأسلافه من الجمهوريين "رئيس حرب" وإن بدرجةٍ أقل من جورج بوش، أو جورج دبليو بوش الابن، ولكنه لا يفتقر الجرأة والجسارة كما فعل عندما قرر اغتيال (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس الإيراني.

 إنها الكارثة على أي حال، إذا لم يدرك الحوثيون ومعهم إيران أن اللعبة انتهت، أو أنهم لا يزالون يعتقدون أن مناورات الخداع والمخاتلة لا تزال ممكنة، فالليلة اليوم، بالتأكيد، لا تشبه البارحة!

مقالات

غزَّة أولاً

حرب الإبادة على غزة، وصمود شعبها، فيه تقرير مصير أمَّتِنَا العربية، ومستقبل سيادتها على أرضها.

مقالات

"خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء" (2)

في أول اجتماعٍ حزبي كنا خمسة أو ستة أعضاء، ولم يكن بينهم أحد من قريتي، لكن خوفي كان قد تبخّر، وكان المسؤول الحزبي شخصاً في غاية اللطف، يقول كلامًا بسيطًا عن الظلم والعدالة وعن الحزب، وكنت قد بدأت أستلطفه.

مقالات

الحوثي.. وحشية بلا هوادة تفتت النسيج اليمني

لم يعد بيننا وبين الحوثي مساحة يمكن البناء عليها. لا رابط نقي يمكن ترميمه، ولا أرضية أخلاقية تصلح لحوار. ما فعله بهذه البلاد تجاوز حدود الخلاف، هوى بها إلى درك من الوحشية والتفكك، مزّق النسيج الاجتماعي، وحوّل الروابط إلى رماد. ارتكب مجازر لم توثقها كل الكاميرات، وقتل الآلاف بدم بارد. مارس انتهاك الكرامات، وسحق الحقوق، وزرع الخوف داخل كل بيت. من السجون خرجت صرخات لا تجد من يصغي، ومن البيوت خرج الناجون بلا ذاكرة، محملين بألم لا يُحتمل. لا يمكن توصيف الحوثي كجماعة مسلحة فقط، هو منظومة متكاملة لصناعة الرعب.

مقالات

فؤاد الحِميري: فبراير الذي لا يموت

عندما تتأمل قصائد وكتابات وأشعار فقيد الوطن وأديب فبراير، الأستاذ الثائر فؤاد الحِميري، تجد أنها جميعًا تصب في ينابيع مبادئ الحرية والكرامة ومقاومة الظلم. هذه المبادئ هي ذاتها الأهداف السامية لثورة 11 فبراير، ثورة الشباب السلمية اليمنية، التي كان الحِميري أحد أبرز شبابها وشاعرها الملهم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.