مقالات

المبادرة الأمريكية شكل من أشكال الحرب!!

10/06/2024, 18:12:49

في الـ2 من يونيو/ حزيران، قدَّم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مبادرة اعتبرت خارطة طريق للحرب على غزة، ونسبها لإسرائيل.

تتكون المبادرة من ثلاث مراحل: الأولى: وقف إطلاق النار لستة أسابيع، الثانية: انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة، والإفراج عن عدد من الرهائن، لاسيما النساء والعجائز والجرحى مقابل إطلاق مئات من الفلسطينيين، انسحاب الإسرائيليين بشكل كامل من غزة مقابل إطلاق جميع الرهائن بمن فيهم الجنود، وسيتم الانتقال بوقف إطلاق النار ليكون وقفا دائما للأعمال العدائية.  

أما المرحلة الثالثة: فإعادة إعمار غزة، ودعم استقرارها من قِبل الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي.

في المراحل الأولى للحرب، راهنت إسرائيل ومعها أمريكا (الشريك في الحرب)، وأوروبا الاستعمارية على حسم المعركة خلال أسابيع أو أشهر قليلة، وكانوا يرفضون مجرد الحديث عن هدنة، أو وقف إنساني مؤقت للحرب؛ فَلِمَ الرمي بالمبادرات المكررة، ودعوات الحلول؟ فهل هذا لعجز الجيش الإسرائيلي عن القضاء على المقاومة الفسلطينية؛ رغم حرب الإبادة، وتدمير المدن والقرى في غزة، وكل معالم الحياة؟ وهل سبب ذلك الاحتجاجات المتصاعدة داخل الكيان، الداعية إلى وقف الحرب وعودة الأسرى؟ وهل الانقسامات داخل مجلس الحرب سبب في ذلك، وكذا المظاهرات في أوروبا وأمريكا وكثير من مدن العالم؟ وهل لزيادة ضغط الرأي العام الدولي، والموقف في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الرافض للحرب، أثر في ذلك؟

وهل لما يدور في محكمة العدل الدولية، وتوالي الانضمام إلى جنوب أفريقيا، أثر؟ وهل يكون الدافع التراجع النسبي في موقف أوروبا الاستعمارية، ورفض شعوبها حرب الإبادة؟
وما مدى ارتباط ذلك بمبادرة بايدن بالانتخابات الرئاسية، وانشقاق حزبه، وموقف العرب والمسلمين، وبعض الأمريكان واليهود من التصويت له؟
وهل للأمر علاقة بالصراع الخفي بين بايدن ونتن ياهو المراهن على إطالة الحرب وعلى انتصار الجمهوريين ومجيء ترامب؟

صحيح أن بايدن يتصرف إزاء إسرائيل وإزاء الحرب كصهيوني، وهو يدرك ضغط اللوبيات الكثيرة الداعمة لإسرائيل وللحرب، وأهمها: أيباك، ولوبيات السلاح والنفط، والإنجيليون الصهاينة.

يتصرّف نتن ياهو كلاعب في صراع الانتخابات الأمريكية، وحضوره الصهيوني كبير في اللعبة، ويستغل ضعف بايدن وتردده، وانقسام حزبه.

ترحب المقاومة الفلسطينية بالمبادرة؛ واعدة بالتعاطي الإيجابي معها، في حين يرفضها نتن ياهو وحلفاؤه (اليمين التوراتي الصهيوني)، وبعض قادة الحرب، ويكون الرد الأمريكي اتهام حماس، وتحميلها مسؤولية الحرب، ورفض المبادرة، كما يجري الضغط على مصر وقطر (الوسطاء العرب)؛ لممارسة الضغط على حماس للقبول بالمبادرة الملتبسة، التي تترك باب استمرار الحرب مواربا، وتتيح لإسرائيل في المرحلة الثانية عدم الالتزام بوقف الحرب.

حصار غزة المطبق، واحتلال معبر رفح وفلادلفيا يعني أول ما يعني عودة الاحتلال، والمضي بالحرب إلى جعل غزة منطقة غير صالحة للسكنى.

ويقيناً، فإن قتل وتدمير المخيمات والأحياء وآبار الشرب والمدارس والمستشفيات ووسائل الإسعاف والنقل والمخابز، وتقتيل الأطباء والمسعفين، ومنع إرسال المساعدات، ومنع الغذاء والماء والدواء، وإجبار الغزيين على الفرار من مكان لآخر، وتقتيلهم، لا غاية لها غير التهجير.

المجزرتان الأخيرتان في مدرسة "الأونروا في النصيرات"، ومجزرة مخيم النصيرات (8 يونيو)، تتحدث الأنباء عن مقتل أربعين لاجئا في المدرسة، وأكثر من مئتين وأربعة وسبعين، ومئات الجرحى في هذه المجزرة.

ابتهج بايدن للمجزرة التي سماها نتن ياهو "المعجزة"، وتؤكد الأنباء اشتراك أمريكا في الإعداد والتخطيط والمشاركة عبر تحرك شاحنتين خاصتين بالمساعدات من الجسر العائم تحمل جنوداً بأزياء مدنية لمباغتة المقاومة.

ويقيناً، فإن للأقمار الصناعية ووسائل الاستخبارات الفائقة التطوّر دخلاً في تحديد مواقع الرهائن. والأخطر أن المبادرة اعتبرت تحولاً في الموقف الأمريكي الرافض أي حديث لوقف الحرب، وانحياز بريطانيا وأوروبا الاستعمارية للمبادرة الملغومة.  

مجزرتا النصيرات، وخروج أربعة أسرى، اعتبرت إنجازاً معجزاً للنهج الإسرائيلي والأمريكي، ودللت على انخراط أمريكا في الحرب، واستمرارها، وتُدلل أيضاً على أن المبادرة والقبول بالهدنة في المرحلة الأولى تكتيك جهنمي للحصول على الأسرى، ثم مواصلة الحرب وصولاً إلى الهدف الأساس، والغاية البعيدة المدى، وهما جعل غزة غير صالحة للسكنى، وإرغام أهلها على تركها "طوعًا" بعد إعدام الحياة، وتدمير كل شيء فيها.

المبادرة الأمريكية الآتية من إسرائيل صورة أخرى من صور الحرب مهّدت للمجزرتين، ولتدمير جباليا، وخلقت وهم الحل السياسي، والانشغال بالجدل حولها، وصرفت الأنظار -بمستوى معين- للإعداد للمجزرتين، وتهدئة الاحتجاجات داخل إسرائيل وعالمياً: للمبادرة أكثر من صيغة، وأكثر من نص متداول.

مقالات

الخيانة بلباس الجمهورية

يتشدّق أتباع طارق صالح "بالجمهورية"، كما لو أنهم استيقظوا فجأة ذات فجر على صوت المعركة، وقرروا أنهم أرباب الدولة وورثتها الشرعيون، وأن الشعب لا يُؤتمن على تاريخه، ولا يحق له أن يحدد هوية من يمثله، أو من يتكلم باسمه. يتحدثون عن الجمهورية كما يتحدث الكهنة عن كتبهم المقدسة، لكنهم ينسون أو يتناسون أن أول خنجر غُرس في جسد الجمهورية لم يكن بيد الحوثي، وإنما بيد من تربّى طارق في بيته، ورضع من ثدي سلطته، وتكوّن في دهاليز خياناته.

مقالات

أساليب حوثية تعزز ما يفعله سلاحها

لا تستند الحركة الحوثية في استمرار هيمنتها وسيطرتها في صنعاء إلى السلطة والقوة العسكرية وحدها، فالسلطة وقوة السلاح لا يكفيان لضمان استمرارها في موقع الهيمنة، من دون اتباع أساليب وحيل من شأنها إنهاك المجتمع، وإشغال الناس، وإغراقهم في قضايا كونية ومعارك وهمية كبرى تُفرض عليهم دون أن يخوضوها فعلياً. لكنها، من ناحية أخرى، فعالة في صرف الناس عن التفكير أو الاهتمام بمسائل حياتهم اليومية، وما يتصل بشؤونهم الشخصية والعائلية والمهنية والعلمية والاقتصادية، وتأخذهم بعيداً عن القيام بأي نشاط أو فعل مستقل عن الجماعة، أو حتى معها، ما لم تكن هي من حددت فكرة النشاط وطبيعته وحجمه ومجاله والحاجة إليه.

مقالات

حق المرأة في الولاية وحقها في الدية ( 1-2)

هذا هو الجزء الثاني من الندوة التي أقامها «منتدى التنمية السياسية»، و«منظمة صحفيات بلا قيود»، في صنعاء، فندق «تاج سبأ»، في 27 / 5/ 2007. والجزء الثاني مكرسٌ للرد على أوراق الأساتذة: عبد الملك التاج، والشيخ عارف الصبري. في البدء ألقت الأستاذة توكل كرمان- رئيسة «منظمة صحفيات بلا قيود»، كلمةً حَيَّتْ الحاضرين، وتحدثت عن التخلف في البلدان الإسلامية، وأنَّ خروج المرأة مسئولية المرأة والرجل مَعًا. داعية كُلَّ صاحبِ فقه، ومِنْ أوتي حظًا من العلم الشرعي إلى دعوة المرأة للمشاركة في الحياة والنهوض، وإلى نهج واجتهاد جديدين يرفدان إعلان حقوق الإنسان والعهد الدولي؛ تنير الطريق، ولا ترى في الانتخابات بدعةً وَضَلالاً، ولا في مشاركة المرأة فِسْقًا وفجورًا.

مقالات

تعز... الوجه الذي كان يودّعنا!

لم يكن أيُّ مسافرٍ يطيب له السفر إلَّا من خلال مدينة تعز، أو أن تكون تعز آخرَ ما تقع عليه عيناه، يكحّلهما بها حتى تقرَّ نفسه في رحلة قد تطول أو تقصر، داخل اليمن أو خارجه.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.