مقالات

علي السِّمة وبلقيس وصوت أمي

22/03/2022, 07:31:37

استمعت لعلي السِّمة أول مرّة في حياتي بصوت أمي، أغنية: تعيش أنت وتبقى.. أنا الذي مت حقا..
على وجه التحديد سأل الطفل أمه -بلكنة شعبية من هذا الفنان: أمي.. هذا علي عبد الله السِّمة؟

تهجأت اسمه الثلاثي على هذا النحو، وحاز مكانا نوعيا في ذاكرتي، فلقد سامحت كثيرا. لمجرد أن يرسل المقربون أغنية السِّمة، أتسامح فوراً، وقبلت بهذه الهشاشة أن تستمر فيما يتعلق بالصوت السِّماوي، الذي يشبه الجداول، تُروي ولا تُغرق، بحسب العظيم عبد الله البردوني.

كان الشجن يتدفق إلى أعماقي من هذا اللحن، وفوراً ذهبت إلى وسط القرية عند العم إسماعيل، كان مشهوراً،  وكان بحوزته أشرطة تخصّ الفنانين الكبار..
 قلت له: افتح لي شريط علي السِّمة؟
 أخرج شريطا أسود، كُتب عليه بخط الرقعة: علي السِّمة "نظرة منك".

أدخل الشريط إلى غلاف المسجّل الخشبي، الذي كان يُسمى "ناشيونال"..
ضغط الزر الثاني (العزف)، وبدأ العزف المميّز لأغنية "نظرة منك يا جميل المحيا.. هي أغلى ما في الحياة لديا"..
كان الجو علاني في شهر أغسطس، الماء وخضر الروابي، ثم خيالي يسبح، وفيض الشعور ينمو مع صوت السِّمة الشجن الغزير، الصوت الممتلئ بالحنين، إلى ما يقترب منه الخيال، وما لا يقترب منه.. وفتحة الصدر تفور بالدهشة على طريقة ما قاله جبران خليل جبران في إحد رسائله: "لمي زيادة.. يا مي إن في صدري فوهة بركان مكتومة".

بعد ذلك ظليت أتابع السِّمة والشجن الذي يحمله، والانتقاء النوعي لأغانيه إلى أن توصلت إلى أجمل ما غنّى. وتضاعف شجني، كون الكلمات هي للعلَم الخالد مطهر بن علي الإرياني، مثل: "البالة"، التي هي تراثنا الشعبي، جددها وكتب كلماتها الجديدة، في أغانٍ معيّنة، مثل أغنية: "نظرة منك"، وأغنية: "يا ريم وادي بنا يا خجم"، وأغنية "امشي دلا"، كشف السِّمة عن أبرع وأشجن ما لديه في الأداء، بصوته المميّز، والخامة التي أكسبت السِّمة هُوية خاصة.

اليوم يطلّ السِّمة مجدداً من على قناة "بلقيس" في برنامج "المساء اليمني"، البرنامج التلفزيون الأول بلا منازع، في إحياء الرّمزيات اليمنية، وهو أول حلقة تلفزيونية عن السِّمة وفق تقديري..

وأظن أنّ هذه الحلقة على المستوى الشخصي هديّة لأمّي في "عيد الأم"، فمن صوتها الشجيّ كان العبور لعالم السِّمة.

مقالات

الخيانة بلباس الجمهورية

يتشدّق أتباع طارق صالح "بالجمهورية"، كما لو أنهم استيقظوا فجأة ذات فجر على صوت المعركة، وقرروا أنهم أرباب الدولة وورثتها الشرعيون، وأن الشعب لا يُؤتمن على تاريخه، ولا يحق له أن يحدد هوية من يمثله، أو من يتكلم باسمه. يتحدثون عن الجمهورية كما يتحدث الكهنة عن كتبهم المقدسة، لكنهم ينسون أو يتناسون أن أول خنجر غُرس في جسد الجمهورية لم يكن بيد الحوثي، وإنما بيد من تربّى طارق في بيته، ورضع من ثدي سلطته، وتكوّن في دهاليز خياناته.

مقالات

أساليب حوثية تعزز ما يفعله سلاحها

لا تستند الحركة الحوثية في استمرار هيمنتها وسيطرتها في صنعاء إلى السلطة والقوة العسكرية وحدها، فالسلطة وقوة السلاح لا يكفيان لضمان استمرارها في موقع الهيمنة، من دون اتباع أساليب وحيل من شأنها إنهاك المجتمع، وإشغال الناس، وإغراقهم في قضايا كونية ومعارك وهمية كبرى تُفرض عليهم دون أن يخوضوها فعلياً. لكنها، من ناحية أخرى، فعالة في صرف الناس عن التفكير أو الاهتمام بمسائل حياتهم اليومية، وما يتصل بشؤونهم الشخصية والعائلية والمهنية والعلمية والاقتصادية، وتأخذهم بعيداً عن القيام بأي نشاط أو فعل مستقل عن الجماعة، أو حتى معها، ما لم تكن هي من حددت فكرة النشاط وطبيعته وحجمه ومجاله والحاجة إليه.

مقالات

حق المرأة في الولاية وحقها في الدية ( 1-2)

هذا هو الجزء الثاني من الندوة التي أقامها «منتدى التنمية السياسية»، و«منظمة صحفيات بلا قيود»، في صنعاء، فندق «تاج سبأ»، في 27 / 5/ 2007. والجزء الثاني مكرسٌ للرد على أوراق الأساتذة: عبد الملك التاج، والشيخ عارف الصبري. في البدء ألقت الأستاذة توكل كرمان- رئيسة «منظمة صحفيات بلا قيود»، كلمةً حَيَّتْ الحاضرين، وتحدثت عن التخلف في البلدان الإسلامية، وأنَّ خروج المرأة مسئولية المرأة والرجل مَعًا. داعية كُلَّ صاحبِ فقه، ومِنْ أوتي حظًا من العلم الشرعي إلى دعوة المرأة للمشاركة في الحياة والنهوض، وإلى نهج واجتهاد جديدين يرفدان إعلان حقوق الإنسان والعهد الدولي؛ تنير الطريق، ولا ترى في الانتخابات بدعةً وَضَلالاً، ولا في مشاركة المرأة فِسْقًا وفجورًا.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.