مقالات

من اليمن إلى العالم.. حينما تتحدث الموسيقى

18/11/2024, 16:58:13

الإبداع الفني ليس مجرد انعكاس للمهارة، بل هو ظاهرة اجتماعية تتشابك مع ثقافة المجتمع وتاريخه وقيمه، في هذا السياق كان الحفل الأوركسترالي اليمني في العاصمة السعودية (الرياض)، الليلة الماضية، الذي حمل طابعًا ثقافيًا عميقًا، حيث قدّم المايسترو اليمني محمد القحوم، وفريقه الموسيقي، عرضًا أوركستراليًا فريدًا احتفى بالموروث اليمني ضمن إطار فني عصري يعكس تاريخ اليمن وثقافته العريقة والمتنوعة.

جاء الحفل ضمن مشروع السيمفونيات التراثية، التي تهدف إلى إيصال الموسيقى اليمنية بطابع أوركسترالي عالمي، وتعزيز التبادل الثقافي، وإبراز التراث اليمني بتنوعاته وثرائه، وهو مثال واضح على كيفية تحويل التراث الثقافي إلى لغة عالمية مفهومة من خلال الموسيقى.

تميّز الحفل بإعادة صياغة المقطوعات التقليدية اليمنية ضمن قوالب أوركسترالية حديثة، مما يعكس قدرة الموسيقى على تجاوز الحواجز الجغرافية والثقافية، كما حدث في حفلة باريس والدوحة والقاهرة من قبل.

وقد أثبت هذا العرض كيف يمكن للموسيقى أن تكون أداة للحوار الثقافي، وتعزيز الهوية الوطنية.

ما جعل هذا الحفل مميزًا هو الأداء المتقن للفرقة، وإدخال مقطوعات جديدة لأول مرّة، التي أظهرت انسجامًا استثنائيًا بين الآلات التقليدية؛ مثل العُود و"الطربي" الصنعاني، والآلات الغربية؛ مثل الكمان و"التشيلو".

استطاع الموسيقيون أن يمزجوا بين الإيقاعات والألحان الكلاسيكية كفريق واحد بأسلوب متوازن يعكس فهمًا عميقًا للموروث الموسيقي اليمني، وإمكانياته في التطوّر.

لم يتوقف التميّز عند الموسيقى اليمنية فقط، بل أضافت الفرقة بُعدًا جديدًا للحفل من خلال تقديم "ميدلي" سعودي متقن؛ جمع بين الألحان التراثية السعودية والتوزيع الأوركسترالي الحديث.

الحفل لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل رسالة تحمل في طيّاتها أبعادًا اجتماعية وثقافية وتاريخية عميقة.

فمن خلال توزيع المقطوعات اليمنية بطريقة أوركسترالية حديثة، أعاد القحوم وفريقه إحياء التراث بأسلوب يواكب العصر، ويُثري التجربة الموسيقية.

هذه الخطوة لا تُبرز فقط جمال الموسيقى اليمنية، بل تُظهر أيضًا قدرتها على الاندماج مع الفنون العالمية، مما يُساهم في التعريف بها، وتسويقها كتراث فني فريد.

مقالات

ممدوح الحميري.. المدينة والصبر والمعنى

الصبر عند ممدوح الحميري كان حياة كاملة. حمل آلامه وأوجاعه بصمت، واستمر في الحركة والعمل رغم كل الصعاب. مرضه لم يمنعه من الحضور الدائم والوقوف مع الناس وفيهم، لم يظهر ضعفًا، وظل حاضرًا في منابر المساجد والأزقة والجبهات، يذكرنا بحاجة الحياة إلى الثبات.

مقالات

رحلتي الجهنمية إلى عدن - ٢- (سيرة ذاتية -٢١-)

عند وصولنا آخر منحدر في "نقيل سُمارة" اصطدمت سيارتنا بسيارة بيجو قادمة من أسفل النقيل، ولا أذكر ما الذي حدث بعد ذلك. أذكر فقط أنني وجدت نفسي راقدًا فوق سرير في مستشفى بمدينة إب، وكل عضو من أعضاء جسدي يكاد يصرخ من شدة الألم.

مقالات

الهارب من الجحيم متهم في المخا

في المخا تُعامَل كلّ نفسٍ هاربةٍ من بطش الميليشيا كما لو أنها خيانةٌ تمشي على قدمين. وكأنّ النجاة من الجحيم أصبحت جرمًا يستوجب العقاب، لا حقًّا من حقوق الإنسان والوطن. بيدَ أنَّ من أبسط مقوّمات الانتماء أن يُتاح لليمني أن يعود إلى حضن أرضه، مهما تلطّخ ماضيه بظلال الخديعة

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.