مقالات
ذكرى تأسيس الاشتراكي وسؤال المنجزات الوطنية في اليمن
مقدمة نظرية
وفق الإمكانيات والظروف المتاحة يحتفل أعضاء وقيادات الحزب الاشتراكي اليمني على الصعيد الوطني بالذكرى الـ46 لتأسيس الحزب الاشتراكي صاحب اكبر تجربة تاريخية نضالية للأحزاب السياسية ليس على مستوى اليمن بل على مستوى الوطن العربي إذا ما قيس الأمر في المقام الأول مسألة النضال السياسي للحزب الاشتراكي اليمني ومنجزاته السياسية والاجتماعية النوعية على الصعيد الوطني، وفي المقام الثاني عمر الحزب وتجربته التاريخية منذ أن تشكلت فصائله السياسية الاولى في أواخر الخمسينات من القرن الماضي مقارنة بالأحزاب السياسية التي تأسست في جميع الدول العربية، الأمر الذي يجعل حاصل تاريخ الحزب الاشتراكي ومنجزاته الوطنية تشكلان حالة سياسية حزبية وطنية نضالية استثنائية.
من هنا اي من حاصل التجربة التاريخية و المنجزات الوطنية يأتي الكثير والكثير من مصادر الفخر والاعتزاز السياسي وحتى الشعور بالوجدان الوطني المستمر لأعضاء وقيادات الاشتراكي لاسيما وهم يجددون انتمائهم إلى صفوف حزبهم مع كل احتفال سنوي بذكرى تأسيسه، ناهيك عن ما هو نوعي في ثقافتهم السياسية وجوهري في انتمائهم الفكري لمسألة التقدم،
اقصد إيمانهم الفكري بفلسفة الاشتراكية التي كانت وماتزال هي حاصل القيم والمبادئ والأفكار الإنسانية التي لم تتول مطاردة الإستغلال والعبودية فحسب، بل خاضت معاركها السياسية والاجتماعية والاقتصادية من أجل ان تتحول العدالة الاجتماعية بكل أبعادها السياسية والاقتصادية إلى نظام سياسي وفلسفة حياة ناظمة للانسان على هذه الأرض.
مع كل المتغيرات ستظل ذكرى تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني لها من جهة أولى دلالاتها السياسية التى تتعلق بأهمية وجود العقل السياسي الحزبي الذي خاض معركة التغيير في اليمن، ولها من جهة ثانية قراتها الوطنية التي تستحضر المنجزات التاريخية والوطنية للاشتراكي، وفق نظرة معيارية غير منفصلة عن طبيعة المشكلة اليمنية وعن سؤال المستقبل الذي يجب أن يكون ناتج لتقدم التاريخ على حساب الماضي٠
على هذا الأساس اذا كان التاريخ بمفهومه التقدمي والإنساني يقدم نفسه حليف للشعوب المتطلعة نحو المستقبل على حد وصف الباحث والمفكر علي امليل. فإن طبيعية المشكلة اليمنية منذ سبتمبر واكتوبر و قابليتها للامتداد الزمني دون حلول جذرية، ستظل هي المعظلة التي تجعل حاضر الأجيال المتعاقبة مجرد تكرار زمني منفصل عن حركة التاريخ وعن مسار التقدم نحو المستقبل على حساب الماضي.
وعطفا على ذلك اذا كانت الفكرة الوطنية بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية هي الجهاز المفاهيمي الذي تولى نفخ روح التحولات التاريخية التي حولت كثير بلدان العالم إلى دولة واوطان، فإن احتفالات الاشتراكيين بذكرى تأسيس حزبهم على الصعيد الوطني، لا تعني ابتهاج الجماهير بتاسيس الحزب الذي شكل علامة سياسية فارقة في التاريخ السياسي المعاصر { لاسيما في حال النظر إلى حاصل الممكنات / السياسية/ والوطنية/ التي تحققت للحزب بمقياس الفكرة الوطنية } بل تعني هذه الاحتفالات أن الحزب الاشتراكي اليمني سيظل يحصل على قيمة سياسية وطنية مضافة تشرعن لوجوده على مع كل ذكرى سنوية، وهي قيمة لا تستمد فقط من الزخم الجماهيرى لأعضاء الحزب وأنصاره في مثل هذه الظروف، بل من حاجة اليمنيين إلى تغيير واقعهم،الأمر الذي يتطلب تنظيمات سياسية حزبية مؤهلة للتعاطي مع حاجة اليمنيين لفكرة التغيير.
بتوصيف مكثف اذا كانت مشكلة اليمنيين منذ سبتمبر واكتوبر تكمن بعدم تحول اليمن حتى اليوم إلى دولة ووطن، فإن القيمة السياسية والوطنية المضافة للاشتراكي في الوقت الحاضر ، ستظل من جهة أولى نتيجة للوعي السياسي المدني بطبيعة المشكله اليمنية، ومن جهة ثانية نتيجة للوعي /السياسي/ الجماهيري/ بأهمية وجود العقل السياسي الحزبي ودوره النضالي، لاسيما حين يتم استحضار سؤال المنجزات الوطنية التي حققها الاشتراكي ووضعها في سياقات تاريخيه سياسية وطنية من أجل ان تتحول اليمن إلى دولة ووطن لليمنيين، الأمر الذي يستدعي الحديث بعد هذه المقدمة عن 12 حلقة تتعلق بالفعل السياسي الحزبي والمنجزات الوطنية للحزب الاشراكي على النحو الآتي:
1- الاشتراكي وتأسيس العقل السياسي الحزبي في اليمن
2- الاشتراكي من ثورة الجمهورية إلى ثورة التحرير
3- الاشتراكي وسلطة الدولة الحاكمة في اليمن
4- الاشتراكي مشروع الحداثة وسلطة الحزب الحاكم
5- الاشتراكي وديمقراطية التعددية الحزبية
6- الاشتراكي وتحقيق الوحدة اليمنية
7- الاشتراكي ودولة الوحدة الوطنية الديمقراطية
8- الاشتراكي والقضية الجنوبية
9- الاشتراكي ومعارضة العقل السياسي الحزبي في سبيل فكرة التغيير
10- الاشتراكي والفعل السياسي من الثورة الثالثة إلى الدولة الوطنية الاتحادية
11- الاشتراكي والموقف السياسي تجاه الانقلاب والحرب والتحالف العربي
12- الاشتراكي الموقف والفعل السياسي تجاه حاضر اليمنيين ومستقبلهم.