عربي ودولي

التلغراف: آخر فرقاطة بريطانية تستعد للانسحاب من الخليج رغم تهديدات الحوثيين

26/07/2025, 15:18:49

ذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية أنه مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر والخليج العربي، تستعد بريطانيا لسحب آخر فرقاطة تابعة للبحرية الملكية من منطقة الشرق الأوسط، في خطوة غير مسبوقة منذ ما يقارب قرنين، وسط تحذيرات من أنها تمثل "انتكاسة استراتيجية" في حضور المملكة العسكري والدبلوماسي في المنطقة.

وأوضحت الصحيفة، أنه من المقرر أن تغادر الفرقاطة البريطانية "HMS Lancaster"، وهي من طراز "Type 23"، قاعدتها في البحرين خلال الأسابيع المقبلة متجهة إلى المملكة المتحدة، حيث ستُخرج من الخدمة نهاية العام الجاري بعد 33 عامًا من العمل.

ووفق الصحيفة، يمثّل هذا الانسحاب نهاية لوجود بريطانيا العسكري الدائم بسفن حربية رئيسية في الخليج، والذي يعود إلى توقيع "الهدنة البحرية الدائمة" عام 1853 مع شيوخ الساحل المتصالح، ما يمهد الطريق لما بات يُعرف اليوم بدول الخليج العربي.

وأشارت الصحيفة إلى أن القرار البريطاني يأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة اضطرابات متزايدة، كان آخرها تصعيد جماعة الحوثي في اليمن لهجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر، حيث تسببت مؤخرًا في إغراق سفينتي شحن، "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي"، ما أدى إلى انخفاض حركة العبور عبر الممر الحيوي بنسبة 60%.

وكانت الفرقاطات البريطانية تلعب دورًا أساسيًا في حماية حرية الملاحة البحرية ومكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات في المنطقة، إلى جانب دعم عمليات التحالفات الدولية كقوة المهام البحرية المشتركة التي تضم 46 دولة.

تداعيات دبلوماسية وأمنية

واعتبرت الصحيفة أن انسحاب الفرقاطة "Lancaster" يُعد ضربة لصورة بريطانيا كفاعل أمني دولي، حيث سيقتصر التواجد البحري البريطاني في المنطقة على كاسحة ألغام واحدة فقط، "HMS Middleton"، بعدما كانت المملكة تحتفظ بست سفن حربية متمركزة في البحرين حتى وقت قريب.

ويحذّر خبراء عسكريون من أن هذا الانسحاب يضعف القدرة البريطانية على جمع المعلومات الاستخباراتية، والردع، والمشاركة في عمليات التحالف، بل ويهدد مكانتها في قيادة المناصب العليا في الشراكات البحرية الدولية، خاصة مع سعي فرنسا لتعزيز دورها في الخليج.

وتؤكد الأرقام أن أهمية الخليج بالنسبة لبريطانيا لم تتراجع، بل تعاظمت: إذ يعيش أكثر من 300 ألف بريطاني في دول الخليج، وتجاوزت صادرات المملكة المتحدة إلى دول مجلس التعاون الخليجي 36.7 مليار جنيه إسترليني العام الماضي، ما يجعلها ثالث أكبر سوق للصادرات البريطانية بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وتاريخيًا، لعبت الفرقاطات البريطانية دورًا محوريًا في تأمين مضيق هرمز ومنع إيران من استهداف السفن، كما ساهمت في اعتراض شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثيين، مثلما فعلت Lancaster وMontrose في الأعوام الأخيرة.

واعتبرت "التلغراف" أن الانسحاب لا يعكس قرارًا سياسيًا مقصودًا، بل يكشف أزمة أكبر في بنية البحرية الملكية نفسها، التي تعاني من نقص في السفن الحربية الحديثة بسبب سنوات من الإهمال والتقشف. فبعد فجوة امتدت 15 عامًا دون بناء فرقاطات جديدة، لن تدخل أولى الفرقاطات من طراز Type 26 الخدمة قبل عام 2028، في وقت تُحال فيه السفن القديمة إلى التقاعد.

ونقلت الصحيفة عن اللواء المتقاعد السير سايمون مايل، أحد مهندسي إعادة تأسيس قاعدة البحرية البريطانية في البحرين، القول إن "سحب Lancaster دون بديل مخصص هو خطوة متراجعة خطيرة في حضورنا العالمي، وانعكاس مؤلم على جاهزية البحرية الملكية".

ورغم هذه التطورات، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن التزامها الأمني في الخليج باقٍ، مشيرة إلى استمرار قيادة البحرية البريطانية للعمليات عبر UK Maritime Component Command في البحرين، وإلى وجود مجموعات قتالية بريطانية نشطة في مناطق أخرى مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

واختتمت الصحيفة البريطانية بالقول: "لكن، مع غياب الفرقاطات والمدمّرات، يبدو أن بريطانيا تتخلى عن أحد أهم تموضعاتها العسكرية في العالم، في وقت تبدو فيه المنطقة أحوج ما تكون إلى الردع والمراقبة، ومع تصاعد النفوذ الإيراني وهجمات الحوثيين".

ويعود الوجود العسكري البريطاني الدائم في مياه الخليج العربي إلى منتصف القرن التاسع عشر، وتحديدًا إلى توقيع "الهدنة البحرية الدائمة" عام 1853 بين بريطانيا وشيوخ الساحل المتصالح، وهو الاتفاق الذي وضع الأساس لتأمين طرق التجارة البحرية البريطانية نحو الهند، وضمن للندن موقعًا استراتيجيًا في قلب الخليج العربي حتى نهاية فترة الحماية البريطانية مطلع سبعينيات القرن الماضي.

ورغم انسحابها الرسمي من شرق السويس عام 1971، أبقت بريطانيا على تواجد بحري رمزي ومستمر في الخليج، تطور لاحقًا إلى قاعدة بحرية دائمة في البحرين عُرفت باسم UK Maritime Component Command، والتي دعمت عمليات مكافحة الإرهاب والقرصنة، وحماية خطوط الملاحة الحيوية في مضيق هرمز والبحر الأحمر.

عربي ودولي

إسرائيل وأمريكا تعيدان وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار بغزة

أعادت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من المحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة من أجل التشاور يوم الخميس، واتهم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعدم التصرف بحسن نية في المحادثات.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.