عربي ودولي
تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة.. بدء إخلاء مجمع الشفاء ونعي قيادي بارز في حماس
أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على إخلاء مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة من معظم الجرحى والمرضى والنازحين والأطباء بعد إمهالهم ساعة واحدة، في وقت يستمر العدوان الإسرائيلي على القطاع لليوم الـ43 على التوالي، بالتوازي مع استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة، ما أدى إلى استشهاد نحو 100 فلسطيني في شمال القطاع وجنوبه خلال ساعات.
وأفادت مصادر فلسطينية أن الجرحى والمرضى الذين غادروا مجمع الشفاء بدؤوا بالتوجه نحو الجنوب سيرا على الأقدام في مشهد مأساوي.
وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، لقناة الجزيرة، إن الاحتلال بدأ صباح اليوم السبت إخلاء مجمع الشفاء الطبي بعد طرد الجرحى والنازحين منه، مضيفا بأن 5 أطباء فقط لا يزالون في المجمع للإشراف على عملية تنسيق خروج الجرحى، فيما لا يزال 120 جريحا داخله من أصل 650، كما أن الأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى، والكادر الطبي على تواصل مع الصليب الأحمر بشأنهم.
وقال البرش: "نتوجه الآن نحو الجنوب، والمشاهد مأساوية، حتى اللحظة قطعنا مسافة كيلومترين مشيا، والمنطقة مدمرة بالكامل"، وتابع: "نسمع الجرحى ولا نستطيع مساعدتهم، والناس يموتون".
إلى ذلك، اعتبر مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن ما حدث في مجمع الشفاء الطبي جريمة حرب.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت منذ أيام مستشفى الشفاء، وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، وقامت بتحويله إلى سجن كبير بعد منع الدخول إليه والخروج منه وتفجيرها مستودعا للأدوية وأجهزة طبية وإطلاق النار على كل ما يتحرك، وفق مصادر من داخله.
تصريح أممي
بدوره، اعتبر مدير منظمة الصحة العالمية أن ما يشهده قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي يعتبر "أزمة للأمم المتحدة وللإنسانية كافة"، مجددا دعوته للاحتلال إلى ضرورة وقف عدوانه على غزة وضمان الوصول غير المقيد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
وقال إن المنظمة الأممية تحققت من وقوع 152 هجوما على المرافق الصحية في قطاع غزة، و170 في الضفة الغربية، محذرا من أن انقطاع العلاج يهدد حياة أكثر من 2000 مريض بالسرطان، و1000 مريض بأمراض الكلى، و50 ألف مريض بأمراض القلب والأوعية الدموية، و60 ألف مريض بالسكري.
ويعد مجمع الشفاء أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، تأسس عام 1946 وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي يضم 3 مستشفيات متخصصة، ويعمل فيه 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله، واستقبل آلاف المرضى والنازحين الذين لجؤوا إليه للاحتماء فيه.
تورط أمريكي
وتتبنى الولايات المتحدة مزاعم جيش الاحتلال حول استخدام حركة حماس المستشفيات كمقرات عسكرية، في محاولة لتبرير الهجمات التي تقوم بها على تلك المنشآت الصحية.
وكان البيت الأبيض قد أعلن، في وقت سابق، أنّ لديه معلومات مخابراتية خاصة به تفيد بأن حركة حماس تستخدم مستشفى الشفاء في غزة لإدارة عملياتها العسكرية، وربما لتخزين الأسلحة، وأنّ "هذا يشكل جريمة حرب".
لكن الجيش الصهيوني فشل في إثبات مزاعمه بهذا الشأن، وأثارت التسجيلات المصورة من داخل مجمع الشفاء سخرية واسعة، حيث تحوّل عرض الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، لما زعم أنه أدلة دامغة على وجود حماس في المستشفيات، إلى مادة للسخرية بكل اللغات.
فقد بدا هاغاري متحمسًا في مستشفى الرنتيسي وهو يدّعي أنّ المقاومة "احتجزت الأسرى في المستشفى، واستخدمته لأغراض عسكرية"، وكيف عثر على بِنية حماس التحتية في الطابق السفلي من المستشفى، بالإضافة إلى أسلحة ومعدات.
وكانت أدلته في ذلك وجود حفاظات أطفال، وستار على الحائط، ورزنامة تاريخ، وأشياء أخرى وضعته في موقف لا يحسد عليه.
نعي أحمد بحر
إلى ذلك، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر الذي استشهد أمس الجمعة متأثرا بإصابته جراء قصف إسرائيلي.
وقالت الحركة في بيان إن بحر استشهد "بعد أن رأى مشاهد العز والانتصار والإثخان في جيش العدو الصهيوني، والتي سطرها رجال كتائب القسام في معركة طوفان الأقصى".
وجاء في بيان النعي: "مضى القائد الوطني الكبير (أبو أكرم) شهيداً، بعد مسيرة حافلة بالتّضحيات والدعوة والجهاد والعمل البرلماني المشهود، خدمة لشعبنا الفلسطيني ونضاله المشروع وقضيته العادلة، وكان بمواقفه المشرّفة وإنجازاته المقدّرة في كلّ المجالات والميادين، رمزاً وطنياً جامعاً، وموجّهاً ورائداً وأميناً في التمسّك بالحقوق والثوابت الوطنية، وفي مقدّمتها القدس والأقصى والأسرى والعودة ، وقامة من قامات العمل البرلماني،فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، وستبقى مسيرته وجهاده وتضحيَّاته، معلماً من معالم طريق شعبنا نحو تحرير الأرض والمقدسات”.
الصعيد الميداني
ميدانيا، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن مقاتليها استهدفوا 7 آليات عسكرية إسرائيلية بعمليات منفصلة في تل الهوى والصبرة جنوب غرب مدينة غزة.
وقال أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن مجاهدي الكتائب تمكنوا خلال 4 أيام من إعطاب وتدمير 62 آلية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كما أجهزوا على ما لا يقل عن 9 جنود خلال عمليتين منفصلتين قبل 3 أيام.
وأوضح أبو عبيدة -في كلمة مسجلة- أن هذه الآليات تنوعت ما بين دبابات وناقلات جند وجرافات، كما جرى استهداف تجمعات وأفراد من القوات الراجلة والمتحصنة في البنايات بالعبوات والأسلحة المتوسطة وأسلحة القنص.
وأضاف أن الكتائب تمكنت في عمليتين منفصلتين قبل 3 أيام من الإجهاز على ما لا يقل عن 9 جنود إسرائيليين خارج آلياتهم، كما دمر عناصر القسام عربتي جيب عسكريتين بالقذائف المضادة للدروع في شمال غرب لاهيا.
وحول الأسرى الإسرائيليين، قال "عرضنا إتمام صفقة تبادل منذ بداية المعركة، ونحيطكم علما بأن قيادتكم تضللكم ويبدو أنها قررت أن تجعل مصير أسراكم الفقد والضياع، أو القتل، أو النسيان".