عربي ودولي
صحيفة بريطانية: ارتفاع حركة الملاحة في باب المندب إلى أعلى مستوى منذ 2024 رغم تهديدات الحوثيين
قالت منصة “لويدز ليست إنتليجنس” البريطانية المتخصصة في شؤون الملاحة البحرية، إن حركة العبور عبر مضيق باب المندب سجلت في أغسطس 2025 أعلى مستوى لها منذ يناير 2024، رغم استمرار الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر.
وبحسب البيانات، ارتفع عدد الرحلات إلى 1,044 رحلة في أغسطس، بزيادة تقارب 10% مقارنة بيوليو الذي شهد 952 رحلة. ويرى محللون أن هذه الزيادة تعكس عودة تدريجية لبعض الشركات لاستخدام المضيق، رغم المخاطر التي أبرزتها حوادث غرق سفينتي “ماجيك سيز” و”إتيرنيتي سي” في يوليو، وما خلفته من خسائر بشرية ومادية.
وسجلت ناقلات الغاز المسال أكبر نمو، حيث ارتفع عدد رحلاتها من 12 في يوليو إلى 21 في أغسطس (زيادة 75%)، كما ارتفعت رحلات ناقلات الحبوب من 288 إلى 352 رحلة بدفع من الطلب الموسمي على صادرات البحر الأسود. ومع ذلك، لا تزال الحركة أقل بكثير من مستويات ما قبل الأزمة، إذ بلغت في أغسطس 2023 نحو 68 رحلة لناقلات الغاز فقط.
وتشير البيانات إلى أن السفن المرتبطة بالصين واليونان تسيطر على جزء كبير من حركة المرور، فيما عبّر ملاك سفن يونانيون عن استمرار القلق بشأن سلامة البحارة والممتلكات. وقال جون زيلاس، الرئيس التنفيذي لشركة “أريستون نيفغيشن”، إن المخاطر ما تزال مرتفعة جدًا، بينما أكد بوليس هاجيوانو، الرئيس التنفيذي لـ”سيف بولكرز”، أن شركته لا ترسل سفنًا إلى مناطق لا يشعر مالكوها بالأمان.
وفي محاولة لطمأنة السوق، نشرت جماعة الحوثي في أغسطس قائمة “أسئلة متكررة” تعهّدت فيها بمرور آمن للسفن غير المرتبطة بإسرائيل أو الشركات المدرجة على قوائم العقوبات الخاصة بها. لكن الهجوم المزعوم على ناقلة “سكارليت راي” في 31 أغسطس عزز الشكوك حول مصداقية هذه التعهدات.
ويرى خبراء أن الزيادة الأخيرة لا تعني عودة جماعية للملاحة عبر البحر الأحمر، بل تمثل ما وصفوه بـ”الوضع الطبيعي الجديد”، حيث توازن الشركات بين المخاطر وتكلفة الطرق البديلة عبر رأس الرجاء الصالح.
وأكد محللون أن بيئة التشغيل في المضيق لا تزال متقلبة، في ظل تراجع الوجود العسكري الدولي، واستمرار الحوثيين في استخدام الهجمات والتهديدات كأداة ضغط. وحذرت سكارليت سواريز، محللة لدى “درايد غلوبال”، من أن استخدام الحوثيين بيانات قديمة في تهديداتهم الأخيرة ضد 64 شركة “يقوض أي ضمانات سابقة”، فيما اعتبر آرن كيندي من “كونترول ريسكس” أن محاولاتهم للظهور كجهة تنظيمية للسفن “مجرد خطوة إعلامية لا تغير من واقع المخاطر”.
وبينما ارتفعت حركة السفن عبر باب المندب في أغسطس، فإن التهديدات الحوثية تبقى حرجة، خاصة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، فيما يظل الخطر العام قائمًا على جميع السفن المارة بالمنطقة.