عربي ودولي
العدوان الإسرائيلي على غزة.. حصيلة الضحايا تتصاعد وتنديد دولي باستهداف الصحفيين
في اليوم الـ94 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصل جيش الاحتلال غاراته على مناطق متفرقة من القطاع مخلفا مزيدًا من الشهداء والجرحى، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 22 ألفا و835، والمصابين إلى 58 ألفا و416 منذ بدء الحرب.
ووفقًا لمصادر صحافية، شن الطيران الحربي الإسرائيلي -اليوم الاثنين- غارات عنيفة على وسط وجنوبي قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات، بالتزامن مع تواصل الاشتباكات الضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في خان يونس.
وكانت غارات إسرائيلية استهدفت -فجر اليوم- منازل في دير البلح (وسط القطاع) وخلفت 18 شهيدا وعشرات المصابين، كما شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على مخيم المغازي الذي يقع أيضا وسط القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة صباح اليوم -في بيان- إن القصف الإسرائيلي على القطاع أوقع 73 شهيدا و99 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أمس مجازر جديدة بحق المدنيين أسفرت عن استشهاد 160 فلسطينيا وإصابة 250 آخرين.
ويتزامن ذلك مع احتدام المعارك بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة، وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما كبد القوات الإسرائيلية المتوغلة خسائر جديدة.
وفي الضفة الغربية، استشهد 8 فلسطينيين بنيران الاحتلال، بينهم 7 استهدفتهم مسيّرة في جنين، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل مجندة وإصابة 4 في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين.
استهداف الصحفيين
على الصعيد الدولي، تتوالى ردود الفعل المنددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين، حيث ركزت صحف ومواقع إخبارية عالمية على استمرار الاحتلال في استهداف الصحفيين وأثر ذلك في إيصال صور الدمار والقتل في القطاع، وعلى مخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وتطرقت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى مقتل الصحفيَين مصطفى ثريا، وحمزة الدحدوح نجل مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، مشيرة إلى أن بعض الصحفيين قتلوا أثناء تغطية الصراع، وبعضهم عندما كانوا في منازلهم أو لجؤوا إلى عائلاتهم، وفقا للجنة حماية الصحفيين.
وأدت وفاة بعض الصحفيين -تضيف الصحيفة الأميركية- إلى صعوبة الحصول على معلومات عن حجم القتال ومدى الدمار، وهي المشكلة التي تفاقمت بسبب تدهور شبكات الاتصالات وعدم الحصول على إذن من إسرائيل للصحفيين الأجانب لدخول غزة.
محكمة العدل
في غضون ذلك، لا تزال ردود الفعل متوالية بشأن تقديم جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، كأول دولة تقدم على هذه الخطوة، ويتوقع أن تسفر عن مزيد من الضغط الدولي على الاحتلال لوقف جرائمه المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 22 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال.
وفي الدعوى المكونة من 84 صفحة، التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى المحكمة يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشرح الأدلة المرفقة الوحشية التي تُرتكب في غزة، إضافة إلى طلب عاجل من المحكمة، التي تُعتبر الهيئة الأممية لفض النزاعات بين الدول، أن تعلن سريعا أن "إسرائيل خرقت التزاماتها بموجب القانون الدولي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
واتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، مشيرة إلى أن "إسرائيل قامت بأفعال محددة بقصد تدمير الفلسطينيين كمجموعة قومية وعنصرية وإثنية"، مما يشكل انتهاكا للاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية.
وأشارت في دعواها إلى أن "إسرائيل فشلت في منع الإبادة الجماعية وحرضت عليها"، ويدعو الطلب إلى "اتخاذ تدابير مؤقتة لحماية حقوق الفلسطينيين، وضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية".
وردا على الدعوى، نفت خارجية الاحتلال الإسرائيلي اتهامات الإبادة، لكن الكيان المحتل وافق لأول مرة في تاريخه، على الوقوف أمام المحكمة وتقديم الطعن في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا، وفي حين لا يعد هذا أول تحرك قضائي ضد إسرائيل في تاريخها، إلا أن هذه الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا تعد فارقة، لأنها استخدمت ورقة الاتفاقية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية، التي وافقت عليها إسرائيل وهي ضمن الموقعين عليها.