عربي ودولي
المجلس العربي يجدد تمسكه بوحدة السودان وسيادته ورفض أي مشروع للتقسيم
جدد المجلس العربي تمسكه بوحدة السودان وسيادته ورفض أي مشروع للتقسيم أو شرعنة الأمر الواقع المفروض بالقوة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل موسعة نظمها المجلس وخصصت لبحث تطورات الأزمة السودانية وسبل الخروج منها.
وترأس الورشة رئيس المجلس والرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي، بمشاركة نخبة من الخبراء والفاعلين السودانيين والعرب في مجالات السياسة والحقوق والإعلام.
وأكد المرزوقي المكانة الخاصة للسودان في الوجدان العربي، واعتبر وحدة السودان وسلامة أراضيه ركناً أساسياً في منظومة الأمن القومي العربي. وشدد على أن المجلس العربي يمنح الملف السوداني أولوية متقدمة من خلال تنظيم لقاءات سودانية تهدف إلى تقريب وجهات النظر ودعم مسار وطني جامع، مع رفض واضح لأي مشاريع تستهدف تقسيم السودان أو فرض وقائع بالسلاح خارج إرادة الشعب.
واستعرض المشاركون في مداخلاتهم انعكاسات الحرب المندلعة منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وما نتج عنها من انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور والفاشر ومناطق متعددة، بما في ذلك القتل الجماعي والقصف العشوائي والاغتصاب وتدمير البنى التحتية، إلى جانب واحدة من أكبر موجات النزوح واللجوء في العصر الحديث، حيث بات عشرات الملايين من السودانيين في حاجة عاجلة إلى المساعدات الإنسانية.
كما تناولت المداخلات التدخلات الخارجية التي أسهمت في إطالة أمد الحرب، خصوصاً الدعم الإقليمي الذي تتلقاه المليشيات المتمردة من تمويل وتسليح ودعم سياسي وإعلامي، ضمن مخططات تهدد وحدة السودان وأمن المنطقة.
وطرح المتحدثون عدداً من المبادئ التي اعتبروها أساسية لأي مسار للحل، من أبرزها التمسك بوحدة السودان وسيادته ورفض أي مشروع للتقسيم، إلى جانب تفكيك المليشيات واستعادة الدولة لاحتكار السلاح، وإعادة بناء جيش وطني موحد ومؤسسات مدنية قوية.
وطالبوا بوقف الانتهاكات وحماية المدنيين واعتماد العدالة الانتقالية والمساءلة مدخلاً للمصالحة ومنع تكرار الجرائم، بالإضافة إلى تفعيل الآليات القانونية الدولية، بما في ذلك إحالة ملف دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإعداد ملفات توثيق مهنية، والنظر في استخدام الولاية القضائية العالمية لملاحقة المتورطين.
كما دعوا إلى إطلاق تحرك إعلامي سوداني عربي لكشف حقيقة معاناة الشعب السوداني ومواجهة حالة التعتيم مقارنة بأزمات أخرى، وإلى مبادرة إغاثية عربية واسعة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والجاليات والهيئات الخيرية لمواجهة الكارثة الإنسانية.
وأكدوا أيضاً أن الحل يجب أن يكون سودانياً خالصاً ينبع من الإرادة الشعبية بعيداً عن الإملاءات الخارجية، معتبرين أن ما يشهده السودان يتجاوز البعد المحلي ويعبر عن محاولات ممنهجة لاستهداف وحدة دول المنطقة واستقرارها.