أخبار محلية

الحوثيون يغلقون أقسامًا دراسية ويستبعدون أكاديميين في جامعتي صنعاء وإب

08/02/2025, 09:01:19

أغلقت جماعة الحوثي عدة أقسام دراسية في جامعتي صنعاء وإب، في خطوة غير مسبوقة أثارت جدلًا واسعًا بين الأكاديميين والطلاب في مناطق سيطرة الجماعة. 

وأقدمت  مليشيا الحوثي على إغلاق عدة أقسام دراسية في جامعة صنعاء، أبرزها أقسام اللغة الفرنسية، واللغة العربية، والتاريخ، والعلاقات الدولية، والجغرافيا، والفلسفة، والآثار والسياحة، وعلم المعلومات، وذلك بحجة ضعف إيرادات هذه الأقسام الناتج عن تراجع عدد الطلاب المقيدين فيها.

كما أصدرت المليشيا قرارًا بفصل قسمين من كلية الطب في جامعة صنعاء، في مسعى لإنشاء كلية جديدة مستقلة تحت مسمى “العلوم الصحية”، وذلك لتقوية موارد الجامعة. فيما أبدى أعضاء هيئة التدريس في الكلية اعتراضهم على هذه الإجراءات التي وصفوها بالارتجالية والتي ستؤثر سلبًا على سير العملية الأكاديمية.

ويأتي هذا القرار بالتزامن مع سلسلة من الإجراءات التي تستهدف استبعاد أكاديميين وإداريين في الجامعتين، في إطار خطة تهدف إلى إعادة هيكلة التعليم العالي وفقًا لتوجهات الجماعة، التي تسعى إلى تحقيق مزيد من السيطرة على مؤسسات التعليم.

تأثيرات وتغيرات 

في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن، يعاني التعليم الجامعي من أزمة مالية حادة. وقد أغلقت جامعة صنعاء، أكبر الجامعات في اليمن، العديد من الأقسام الدراسية بسبب قلة عدد الطلاب في هذه التخصصات، ما أدى إلى تقليص الخيارات الأكاديمية المتاحة أمام الطلاب.

وحولت جماعة الحوثي  خلال السنوات الأخيرة زيادة الرسوم الدراسية لبعض الأقسام التي تعاني من قلة الإقبال، ولكن ذلك لم يكن له تأثير إيجابي بل أدى إلى مزيد من عزوف الطلاب عن التسجيل في هذه التخصصات.

يوضح نصر الحجيلي، الذي تم تعيينه من قبل الحوثيين رئيسًا لجامعة إب، أن هذا القرار جاء بناء على تعميم من قطاع الخدمة المدنية الذي تسيطر عليه الجماعة، 

بشأن تنظيف كشوفات الرواتب من الموظفين المنقطعين والمزدوجين. 

وكان الحجيلي قد وجه عمداء الكليات بضرورة رفع أسماء أعضاء هيئة التدريس الذين لم يحضروا إلى العمل، تمهيدًا لإسقاطهم من كشوفات الرواتب.

وكما هو الحال في جامعة صنعاء، فرض الحوثيون تغييرات جذرية على الهيكل التعليمي في جامعة إب، حيث سعت الجماعة إلى تفريغ الوظائف الأكاديمية لصالح أتباعها المعينين في قرارات خاصة. 

ومن خلال محاولاتهم لتحويل الجامعة إلى جهة إيرادية، حاولت الجماعة فصْل أقسام بأكملها من كليات معينة، ما أثر على الوضع التعليمي في الجامعة.

تشير المعلومات بأن هذه القرارات هي جزء من مسعى الحوثيين لتحقيق أرباح مادية من خلال التعليم، حيث يسعون إلى تحويل بعض التخصصات إلى مجالات ذات إقبال عالٍ، مثل الطب والصيدلة، في حين أن الأقسام ذات التخصصات الأقل شعبية سيتم إغلاقها. 

في الوقت ذاته، فإنّ هذه الإجراءات تتسبب في خسارة للطلاب الأكاديميين الذين كانوا يعوّلون على هذه الأقسام لاستكمال تعليمهم العالي.

زيادات وقرارات 

في خطوة جديدة لزيادة إيرادات الجامعات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، يتوقع أن تزداد الرسوم الدراسية بشكل ملحوظ خلال الأشهر المقبلة، خاصة في الأقسام ذات الإقبال العالي مثل الطب والصيدلة.

 وفي إطار ذلك، سيتم توجيه الطلاب إلى التخصصات الأكثر ربحًا، بينما سيتم تقليل الإنفاق على الأقسام الأخرى التي تعاني من انخفاض في عدد الطلاب.

وتشير المصادر إلى أن هذه الزيادة في الرسوم قد تساهم في توفير بعض التمويل للجامعات، لكنها في الوقت نفسه ستؤدي إلى تراجع كبير في فرص التعليم بالنسبة للفقراء والمحرومين في اليمن. 

يذكر أن الزيادة المحتملة في الرسوم الجامعية ستؤدي إلى تضييق الفرص التعليمية على شرائح واسعة من الشباب اليمني الذين لا يستطيعون تحمل التكاليف المرتفعة.

وكانت إحدى الخطوات الأكثر جدلًا هي فصل أكاديميين وإداريين في جامعة إب الذين كانوا قد نزحوا إلى صنعاء هربًا من الملاحقة. حيث أرسل الحوثيون إلى الجامعات توجيهات لإسقاط أسماء هؤلاء الأكاديميين من كشوفات الرواتب، مما زاد من معاناتهم المعيشية. 

وبالنسبة لأولئك الذين نزحوا من مناطق أخرى، كان القرار ضربة قاسية لمستقبلهم المهني، إذ أصبحوا يعانون من عدم القدرة على التفاعل مع مجالاتهم الأكاديمية في مناطق جديدة.

يقول أحد الأساتذة الجامعيين: “منذ بداية الأزمة، كنا نعيش في خوف دائم من التهديدات والتهجير، والآن حتى في مكاننا الجديد في صنعاء، لم نعد قادرين على العمل أو الحصول على راتب. إنها معركة من أجل البقاء لا أكثر.”

وبينما يستمر الوضع الاقتصادي في اليمن في التدهور، وتستمر الجماعة الحوثية في توسيع سيطرتها على النظام التعليمي، فإن التعليم العالي في اليمن قد يواجه مزيدًا من التحديات في المستقبل.

ومع ارتفاع الرسوم الدراسية، والضغط على الأكاديميين، والقيود التي تفرضها الجماعة، سيواجه الطلاب في مناطق سيطرة الحوثيين صعوبات متزايدة في الحصول على تعليم جيد ومستدام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.