أخبار محلية

تعز تغرق في النفايات.. أزمة بيئية تتوسع وسط غياب الحلول

10/04/2025, 06:53:24

يتنقل سكان مدينة تعز بين أحياء تغمرها النفايات وشوارع باتت مصائد للأمراض، وسط اتهامات للسلطات المحلية بالعجز عن إدارة ملف النظافة، وغياب أي مؤشرات على تحسن الوضع البيئي الذي يزداد سوءاً يوماً بعد آخر.

فمنذ سنوات، تتراكم القمامة في مجاري السيول ومداخل الحارات وحتى أمام المدارس والمراكز الصحية، مسببة انسدادات كارثية أدت إلى فيضانات مياه المجاري، خاصة في موسم الأمطار، كما هو الحال في شارع جمال عبد الناصر وسط المدينة.

عمار الطويل، أحد سكان تعز، يروي أنه اضطر إلى مغادرة حيّه السكني في التحرير بسبب تكدّس القمامة وانتشار الحشرات، قائلاً: “ابني أصيب بالكوليرا، ولم أعد أحتمل الروائح والأمراض.. المشكلة مستمرة منذ سنوات ولا أحد يتحرك”.

الواقع الذي يصفه عمار ليس حالة فردية، بل أزمة عامة تتسع رقعتها، لا سيما بعد أن تحوّلت مناطق سكنية إلى أماكن مؤقتة لتجميع النفايات عقب سيطرة الحوثيين على المكبّ الرئيسي غرب المدينة.

وبرغم الجهود التي يبذلها عمال النظافة، إلا أن إمكانياتهم المحدودة تقف حجر عثرة أمام السيطرة على الكارثة. فوفق تصريحات مدير عام صندوق النظافة والتحسين في تعز، فإن العمال يرفعون نحو 600 طن من النفايات يوميًا، باستخدام نحو 20 آلية فقط، معظمها متهالكة أو تتعرض لأعطال متكررة.

وقبل اندلاع الحرب عام 2015، كان الصندوق يمتلك أكثر من 140 آلية، نقل الحوثيون معظمها إلى مناطق سيطرتهم في الحوبان، ولم يتبقَّ للحكومة المحلية إلا بضع آليات شبه معطّلة.

وليد شمسان، مدير إدارة المشتريات في صندوق النظافة، يكشف أن الإيرادات الحالية لا تتجاوز 150 مليون ريال شهرياً، بينما الاحتياج الفعلي يبلغ نصف مليار ريال، لتغطية تكاليف الوقود والصيانة ومستحقات العمال.

ويقول شمسان إن السلطة المحلية لا تتعاون في تحصيل رسوم النظافة من الأسواق أو الشركات التجارية، كما أن قرار الحكومة بتحصيل رسوم الدعاية والإعلان ما زال غير مطبّق، ما يفاقم العجز المالي للصندوق.

إلى جانب التحديات المالية والإدارية، يواجه الصندوق أزمة في عدد الكادر العامل، إذ انخفض عدد الموظفين من 2425 قبل الحرب إلى 962 فقط، دون أي تحسين يُذكر في الأجور، رغم ارتفاع تكاليف المعيشة.

وبسبب غياب مكبّ مناسب للنفايات، يتم حالياً حرق المخلفات في منطقة الضباب جنوب غربي المدينة، ما يتسبب في انبعاث أدخنة وغازات سامة تؤثر مباشرة على صحة السكان، وتزيد من حالات الربو والأمراض التنفسية، بحسب تحذيرات طبية.

في ظل هذا الوضع، يستمر الأهالي في إطلاق مناشداتهم للسلطة المحلية والحكومة والمنظمات الدولية، لإنقاذ المدينة من الانهيار البيئي والصحي الوشيك. لكن الصمت، كما يقول السكان، لا يزال هو الرد الوحيد على تلال القمامة التي تحاصر حياتهم كل يوم.

العربي الجديد

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.