أخبار محلية

حملة حوثية جديدة لنهب الأراضي شمال صنعاء .. مسلحون يطوقون قرى ويصادرون مساحات زراعية شاسعة

05/11/2025, 15:51:42

استأنفت ميليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية أعمال السطو المنظّم على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الواقعة شمال غربي العاصمة صنعاء، في واحدة من أكبر حملات الاستيلاء التي تستهدف أكثر من 2.6 مليون متر مربع ضمن مخطط ممنهج لتغيير ملكية الأراضي وتحويلها إلى قيادات الجماعة.

حملة يقودها قيادي حوثي

أكدت مصادر محلية أن القيادي الحوثي محمد أحمد الجمل، المكنّى بـ“أبو صلاح”، قاد حملة مسلحة إلى قرية الغرزة في مديرية همدان، استخدمت خلالها العربات العسكرية والعتاد الثقيل لبسط السيطرة على نحو 60 ألف لَبنة زراعية (ما يعادل 2.667.000 متر مربع)، تعود ملكيتها لعشرات الأسر من أبناء المنطقة.

وأوضحت المصادر أن عناصر الميليشيا اختطفت 15 مواطنًا من أهالي الغرزة والقرى المجاورة، بعد اعتراضهم على عمليات السطو، وتم نقلهم إلى سجن مجمع همدان.

خطة ممنهجة وتوجيهات عليا

المصادر نفسها كشفت أن هذه الحملة جاءت بتوجيهات من قيادات عليا في الجماعة ضمن خطة جديدة لتحويل الأراضي في ريف صنعاء إلى أملاك خاصة بالنافذين الحوثيين.

وأشارت إلى أن الجماعة دأبت خلال السنوات الماضية على تنفيذ حملات مشابهة في مناطق مختلفة من مديرية همدان، واجهها السكان بالرفض، لكن الرد كان بالقمع والاعتقالات.

غضب شعبي واحتجاجات مرتقبة

أهالي همدان عبّروا عن غضب واسع واستنكار شديد لهذه الاعتداءات، واتهموا القيادات الحوثية بمحاولة نهب ما تبقى من أراضيهم الزراعية. وأعلن المتضررون نيتهم تنظيم احتجاجات واسعة في صنعاء وريفها خلال الأيام المقبلة، مؤكدين استعدادهم للدفاع عن حقوقهم وممتلكاتهم.

وفي شكاوى متداولة على مواقع التواصل، دعا الأهالي المنظمات الحقوقية والجهات المعنية إلى التحرك العاجل للضغط على الجماعة لسحب حملاتها العسكرية من المنطقة، وإعادة الأراضي المنهوبة.

ذرائع واهية وتجاهل للوثائق

القيادي الحوثي “أبو صلاح” برّر الحملة بأنها تهدف إلى استعادة أراضٍ تابعة لوزارة الدفاع في حكومة الجماعة، وهي ذريعة وصفها الأهالي بأنها “واهية” لتبرير النهب.

وقال أحد سكان المنطقة – فضّل عدم ذكر اسمه – إن الميليشيا تتجاهل الوثائق الرسمية والقانونية التي تثبت ملكية السكان لتلك الأراضي، مؤكدًا أن نفوذ القيادي الجمل وعلاقاته الواسعة مع قيادات الصف الأول في الجماعة حالت دون أي استجابة للشكاوى المقدمة.

نهب منظم وتغيير ديموغرافي

يرى مراقبون أن ما يجري في همدان يأتي ضمن حملة نهب ممنهجة تنفذها الجماعة منذ سنوات، وتشمل أراضي وعقارات في صنعاء وريفها ومناطق أخرى، بهدف تغيير التركيبة السكانية وتوسيع نفوذها الجغرافي والاجتماعي.

وتشير تقارير حقوقية يمنية إلى أن الجماعة واصلت خلال الأشهر الأخيرة الاستيلاء على ممتلكات المواطنين في مديرية همدان، وارتكبت سلسلة من الانتهاكات تمثلت في مداهمة المنازل، واختطاف السكان، ومصادرة الأراضي بالقوة المسلحة، ما يكرّس سياسة العقاب الجماعي ويعمّق معاناة الأهالي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.