أخبار محلية

عدن تغرق في الظلام.. فساد الطاقة يحاصر المدينة ويكشف انهيار منظومة الكهرباء

22/10/2025, 18:59:17

تعيش مدينة عدن منذ منتصف أكتوبر الجاري انقطاعاً شاملاً للتيار الكهربائي، في أزمة متفاقمة تكشف حجم الانهيار في قطاع الطاقة وفشل السلطات في معالجة واحدة من أكثر الملفات إلحاحاً في البلاد.

ورغم المناشدات المتكررة الصادرة عن المؤسسة العامة للكهرباء لتوفير الوقود وتشغيل المحطات، لم تلقَ تلك النداءات أي استجابة رسمية، ما جعل حياة السكان تتحول إلى معاناة يومية في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتدهور الأوضاع المعيشية.

ويؤكد مختصون في قطاع الطاقة أن الفساد المستشري في عقود شراء الطاقة يمثل السبب الأبرز للأزمة، إذ تُهدر ملايين الدولارات يومياً على صفقات وهمية، بينما تبقى محطات التوليد الحكومية خارج الخدمة بسبب الإهمال وانعدام الصيانة.

ويشير الخبير الجيولوجي عبدالغني جغمان إلى أن تشغيل محطات عدن يكلف الحكومة نحو خمسة ملايين دولار يومياً لشراء الديزل والمازوت، غير أن معظم هذه المحطات تعمل بأقل من نصف طاقتها، مما يدفع الحكومة إلى شراء طاقة إضافية من مقاولين خاصين بتكلفة تقارب ثلاثة ملايين دولار يومياً.

ويضيف أن هذه المنظومة الفاسدة جعلت عدن رهينة “هوامير الطاقة” من تجار وصرافين ومسؤولين نافذين، حيث تحولت تجارة الوقود إلى استثمار مربح لأطراف محددة، بينما تغرق المدينة في الظلام، مشيراً إلى أن تعطيل مصافي عدن ساهم في خلق سوق موازية للمشتقات النفطية تباع فيها الطاقة بأسعار مضاعفة.

وبحسب بيانات مؤسسة الكهرباء، تحتاج محطة الرئيس وحدها إلى سبع ناقلات وقود يومياً للتشغيل بالحد الأدنى، لكن ما يصل فعلياً لا يتجاوز أربع ناقلات بسبب توقف ضخ النفط الخام من حقول صافر والعقلة. وحذرت المؤسسة من انهيار شامل للمنظومة الكهربائية في عدن ومحافظات لحج وأبين وشبوة وحضرموت في حال استمرار الوضع الراهن.

ويعيش سكان عدن حالياً على ساعتين فقط من الإضاءة مقابل 22 ساعة انقطاع، الأمر الذي أدى إلى تعطل ضخ المياه والمخابز والمستشفيات والمصانع، فيما يلجأ القادرون إلى مولدات خاصة أو أنظمة طاقة شمسية تتجاوز تكلفتها ألف دولار، وهو مبلغ يعجز عنه معظم السكان الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر.

ويقول الخبير الاقتصادي عيسى أبو حليقة إن منظومة الكهرباء في عدن شبه منهارة كلياً، إذ تصل تكلفة تشغيلها إلى 55 مليون دولار شهرياً، بينما تغطي الإيرادات الحكومية جزءاً ضئيلاً فقط من النفقات، مؤكداً أن غياب البدائل المستدامة كالطاقة الشمسية والغاز الطبيعي جعل المدينة أسيرة الوقود المستورد والفساد الإداري.

وكانت  قدأعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن انقطاع التيار الكهربائي بصورة كاملة في المدينة  في الساعة الواحدة ظهر  الاثنين الماضي بسبب نفاد آخر كمية من الوقود لتشغيل محطة توليد الطاقة الرئيسية.

وذكرت المؤسسة في بيان أن "القدرة التوليدية في عدن بلغت ’صفر ميجاوات’ عند الساعة الواحدة ظهرا"، مشيرة إلى أن التيار الكهربائي منقطع كليا منذ 24 ساعة.

وقالت المؤسسة  في بيان إن "جميع محطات التوليد العاملة بالديزل والمازوت في المدينة المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد خرجت عن الخدمة بشكل كامل، باستثناء محطة الطاقة الرئيسية (بترول مسيلة) التي تعمل حاليا بقدرة جزئية".

وأفادت المؤسسة العامة للكهرباء  صباح أمس اليوم الثلاثاء، عن إعادة تشغيل توربين محطة الرئيس بعد وصول كمية محدودة من النفط الخام، عقب يومين من التوقف الكامل لجميع محطات التوليد بسبب نفاد الوقود.

وقالت المؤسسة في بيان رسمي، إن فرق التشغيل أعادت إدخال المحطة إلى الخدمة عند الساعة الثامنة صباحًا، فيما جرى تشغيل محطة المنصورة بقدرة توليد جزئية بعد توفير كمية إسعافية من مادة الديزل.

وأوضحت، أن المحطة الشمسية دخلت هي الأخرى الخدمة عقب استقرار مركز الأحمال واستكمال الإجراءات الفنية اللازمة، مؤكدة أن ذلك ساهم في تحسين جزئي لمستوى التوليد وتقليل ساعات الانقطاع التي شهدتها المدينة منذ الأحد الماضي.

وشددت مؤسسة الكهرباء على أن استقرار خدمة التيار الكهربائي في عدن مرتبط بشكل مباشر باستمرار تدفق كميات الوقود وتأمينها بانتظام، محذّرة من أن أي انقطاع في الإمدادات سيؤدي إلى توقف محطات التوليد مجددًا.

وكانت العاصمة المؤقتة عدن ، قد شهدت احتجاجات شعبية خلال الأيام الماضية في شوارع المدينة، جراء الانقطاع التام للتيار الكهربائي .

أخبار محلية

المرصد الأورومتوسطي: تفشي الكوليرا يهدد ملايين اليمنيين وسط تراجع التمويل واستمرار الحرب

حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، من أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن يشكل تهديداً خطيراً لحياة ملايين السكان، في ظل استمرار الصراع المسلح وتراجع التمويل الدولي، محملاً الأطراف المتحاربة والسلطات الفعلية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تفاقم الأزمة الصحية.

أخبار محلية

ارتفاع قياسي في تدفق المهاجرين الأفارقة عبر سواحل اليمن والحكومة تبحث تنسيقاً إقليمياً لمواجهة الظاهرة

شهدت السواحل اليمنية خلال الفترات الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الأفريقي، بنسبة تجاوزت 90 في المائة مقارنة بالأشهر الماضية من العام الجاري، في وقتٍ كثّفت فيه الحكومة تحركاتها الدبلوماسية مع جيبوتي والصومال لتعزيز التنسيق البحري ومواجهة شبكات التهريب والهجرة غير النظامية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.