أخبار محلية

مخاطر صحية ومعيشية تهدد حياة النساء الحوامل في اليمن

30/01/2025, 06:20:01

تواجه النساء الحوامل في اليمن، تحديات صعبة تهدد حياتهن وحياة أطفالهن، مع استمرار الأزمة الإنسانية منذ نحو عقد، نتيجة الحرب وتراجع الاقتصاد، وانخفاض المساعدات المقدمة من جهات الإغاثة.

وأوضحت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، انشراح أحمد، أن “نسبة الوفيات بين الأمهات باليمن، هي الأعلى في المنطقة”.

وقالت في مقابلة مع الجزيرة مباشر، إن “5.5 مليون من النساء في سن الإنجاب يواجهن تحديات في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية. وخلال عام 2024 ظلت نحو 2.7 مليون من النساء الحوامل والمرضعات في خطر التعرض لسوء التغذية الحاد”.

فيما قال وكيل مساعد وزارة الصحة لقطاع السكان، الدكتور عبد الرقيب الحيدري إن معدل وفيات الأمهات الحوامل باليمن خلال 2024، بلغ 293 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية”.

واقع مؤلم

ووصف مدير إدارة الصحة الإنجابية بمحافظة البيضاء، الدكتور صالح المسوّع، واقع النساء الحوامل في اليمن، بأنه “مؤلم”، مرجعًا السبب إلى الحرب والنزوح، مشيرا إلى أن “الأمن الغذائي والاستقرار حاجة أساسية للحامل”.

وتحدث المسوّع، عن زيادة في عدد وفيات الحوامل والأطفال، بسبب انعدام الاستقرار والأمن الغذائي المتكامل، وكذا غياب المراكز المتخصصة برعاية الأم الحامل، خصوصًا في مناطق النزوح.

عن وضع الحوامل النازحات، قالت استشارية النساء والولادة، الدكتورة سميرة الخياط، التي تعمل في مستشفى مخيم الميل شمال مدينة مأرب، إن “التغذية سيئة جدًا، والتدفئة منعدمة”.

وأضافت   “نستقبل ما لا يقل عن 50 حالة يوميًا تشمل النساء والولادة والطوارئ ورعاية الحوامل. نكتب لهن علاجات، لكنهن يرجعن بالشكوى نفسها لأنهن لا يستطعن شراء الأدوية”.

وتابعت “أبرز المشاكل التي نواجهها هي التغذية. لا تستطيع النازحات الحصول على أبسط أنواع الخضار والفواكه، وحتى ماء الشرب النظيف. هذه أبسط الاحتياجات، ويمكن القياس عليها بما هو أكبر”.

وإلى جانب نقص الغذاء والدواء، تحدثت الخياط، عن نقص في التوعية، فمثلًا “عندما تكون الحالة فيها مضاعفات وبحاجة إلى متابعة طبية أو عملية قيصرية ترفض الحامل ذلك لعدم وعيها بضرورة هذه الإجراءات، ثم تتدهور حالتها إلى مضاعفات خطيرة”.

وأضافت الخياط أيضًا “تفضل الكثيرات منهن الولادة في المنزل، رغم تجهيز المستشفى، وتقديمه خدمات مجانية”.

نقص الخدمات الأساسية

وتحدث الحيدري، عن “وجود أكثر من 358 ألف امرأة حامل سنويًا في اليمن، معظمهن يعشن ظروفًا صعبة تتسم بنقص الخدمات الصحية الأساسية”.

وقال إن “لدى حوالي 96% منهن حمل طبيعي، بينما 4% منهن يواجهن حالات معقدة كالنزيف، وتسمم الحمل، وأمراض مصاحبة أخرى”.

وأظهرت بيانات الفحص الغذائي أن نحو 34% من الحوامل في اليمن يعانين فقر الدم، و12% يعانين سوء تغذية حاد.

وقال الحيدري إن “نسبة التغطية الصحية غير كافية، حيث أن 65% من الحوامل تقدم لهن خدمة رعاية الحوامل كزيارة أولى، وتتناقص النسبة بشكل ملحوظ في الزيارات التالية، وصولًا إلى 26% فقط في الزيارة الرابعة”.

وأضاف أن “هذه الأرقام تعكس ضعف نظام الرعاية الصحية، مما يعرض حياة الأمهات للخطر”.

وبشأن الارتفاع “الكبير” في معدل وفيات الأمهات باليمن، أوضحت ممثلة صندوق الأمم المتحدة، أنه “يعود لعدة أسباب متداخلة منها معدل الخصوبة المرتفع والبالغ 4.4 مواليد لكل امرأة، وكذلك محدودية الوصول إلى خدمات الرعاية التوليد ورعاية الأطفال حديثي الولادة في حالات الطوارئ”.

بالإضافة إلى “انهيار النظام الصحي بسبب الصراع، فمن بين كل 5 مرافق صحية تعمل في البلد، يقدم واحد فقط خدمات الأمومة والطفولة الصحية”.

وعن أثر احتمال تراجع أو نقص التمويلات الدولية، قالت المسؤولة الأممية، إنه سيؤدي إلى “تداعيات خطيرة على صحة وحياة النساء والفتيات في اليمن”، موضحة أن ملايين النساء في سن الإنجاب سيفقدن الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، بما فيها خدمات رعاية الحوامل، الولادات الآمنة، رعاية ما بعد الولادة، ورعاية المواليد.

وحول ما ينبغي فعله لتفادي هذا، شددت على “استمرار توفر هذه الخدمات باستمرار الدعم الإنساني، وتجنب تقلصها أو توقفها حتى لا تقوض الجهود، والتقدم المحرز في سبيل الحد من وفيات الأمهات والمواليد”.

وأكدت أهمية “عدم تجاهل أثر الأزمة على النساء والفتيات، وعدم تجاهل احتياجاتهن الإنسانية، لا سيما وسط الأزمات الطارئة كتصاعد الصراع أو الأحداث المناخية المُدمرة التي شهدها وقد يشهدها اليمن”.

أخبار محلية

قبل سريان قرار تصنيفها منظمة إرهابية.. مليشيا الحوثي تصدر تعميما للبنوك في مناطق سيطرتها

استبقت مليشيا الحوثي بدء سريان تصنيفها «منظمة إرهابية أجنبية» من قبل الحكومة الأميركية، وأعلنت عدم الاعتراف بأي عقوبات دولية على الأفراد والكيانات إلا بموافقة مسبقة منها، وسط مخاوف من إقدام المليشيا نفسها على الاستيلاء على البنوك التجارية؛ لمنعها من الانتقال إلى مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.