أخبار محلية

مخاوف من انتشار مرض السل الرئوي بعد رصد مئات الحالات في مناطق الحوثيين

29/03/2024, 13:07:00

تعود المخاوف الطبية من عودة تفشي مرض السل الرئوي، في صنعاء ومدن أخرى خاضعة  لسيطرة مليشيا الحوثي وذلك بالتوازي مع إعلان منظمة أممية عن رصد عشرات الآلاف من حالات الإصابة.

وتتحدث مصادر طبية عن ظهور بلاغات وتقارير محلية عدة تشير إلى وجود مئات من حالات الإصابات الجديدة بالسل الرئوي تم تسجيلها في الثلاثة الأشهر الماضية بقرى ومناطق متفرقة خاضعة للحوثيين.

في غضون ذلك، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن اليمن لا يزال يعاني من انتشار كبير لمرض السل الرئوي، كاشفةً عن أنها رصدت أزيد من 16 ألف حالة إصابة جديدة في عام 2022 لوحده.

ويزداد تفاقم داء السل الرئوي وانتشاره بين اليمنيين، بمن فيهم القاطنون في المناطق الريفية، نتيجة عوامل عدة، منها الفقر وسوء التغذية والاكتظاظ المعيشي، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، بفعل استمرار الصراع الدائرة منذ 9 سنوات.

وفي بيان حديث بمناسبة اليوم العالمي للسل، الذي يصادف 24 مارس من كل عام، أكدت الصحة العالمية أن اليمن لا يزال يواجه تحديات كبيرة فيما يخص مكافحة مرض السل.

10 آلاف حالة

وسط الانهيار المتسارع للقطاع الصحي في اليمن جراء الإهمال والفساد، كان برنامج مكافحة السل والأمراض الصدرية الخاضع للحوثيين بصنعاء اعترف بتسجيل أكثر من 10 آلاف و411 حالة إصابة سل رئوي، ونحو 450 حالة إصابة أخرى بما يسمى سل مٌقاوم للأدوية المتعددة في 2022.

وتصدرت صنعاء العاصمة أعلى القائمة فيما يخص معدل الإصابات بمرض السل بتلك الفترة، تلتها حجة في الترتيب الثاني، ثم محافظة الحديدة ثالثاً، وإب في الترتيب الرابع.

وفي حين يعد هذا المرض إحدى المشكلات الصحية الكبيرة في مناطق سيطرة الحوثيين، يقدر البرنامج معدل الإصابة بنحو 48 حالة جديدة لكل 100 ألف من السكان، كاشفاً توقف 75 وحدة لمعالجة مرضى السل، بمديريات صعدة ، وفي 5 محافظات أخرى منها حجة والبيضاء وتعز والجوف وغيرها.

وبينما لفت تقرير البرنامج إلى فقدان أجهزة طبية ومعدات خاصة ببرنامج مكافحة السل في مناطق عدة، تحدثت مصادر طبية في صنعاء عن أن تلك الأجهزة والمعدات الطبية وغيرها تمت مصادرتها على يد مسلحي الجماعة الحوثية في أعقاب انقلابها واجتياحها العاصمة ومناطق أخرى.

وكشف تقرير برنامج مكافحة السل الخاضع للجماعة في صنعاء عن توقف العلاج لأزيد من 3 آلاف و600 مريض سل نتيجة نزوحهم من أماكن إقامتهم إلى مناطق أخرى، وحرمان 3 آلاف مصاب بالسل المقاوم للأدوية من التشخيص والعلاج بسبب حالة العجز التي وصل إليها البرنامج المعني بالمكافحة، الأمر الذي جعله غير قادر على تقديم خدماته للمرضى.

ويعد السل مرضاً معدياً يصيب الرئتين، ويسببه بكتيريا تنتقل عن طريق الهواء، ويمكن الشفاء منه والوقاية منه. وتهدف الأمم المتحدة إلى القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 ضمن أهداف التنمية المستدامة.

انهيار صحي

وتؤكد منظمة الطفولة الأممية يونيسف أن النظام الصحي في اليمن يواجه انهياراً بسبب نقص الأدوية والمعدات والموظفين واستمرار انقطاع الرواتب، مما يجعل الوضع كارثياً إذا لم يتم تقديم الدعم اللازم.

ويعاني اليمن منذ سنوات من أعلى معدلات سوء التغذية، كما يواجه نصف الأطفال دون سن الخامسة التقزم المتوسط إلى الشديد، بينما يحتاج أزيد من 20 مليون يمني إلى المساعدة الصحية، بما في ذلك 13 مليوناً من ذوي الاحتياجات الحادة.

وتؤكد الأمم المتحدة، في أحدث تقاريرها، أن اليمن يواجه في الوقت الحاضر تدهوراً كبيراً في الصحة العامة وازدياد هجمات تفشي الأمراض، مثل الحصبة والكوليرا والملاريا وحمى الضنك، مبينة أنه لا يزال هناك 18.2 مليون شخص يمني بحاجة ماسة إلى دعم، ومن المتوقع أن يواجه 17.6 مليون شخص نقصاً حاداً في الأمن الغذائي في 2024.

وكان أطباء وعاملون في برنامج مكافحة السل بصنعاء أكدوا أن الحرب المستمرة، وغياب دور مراكز مكافحة السل نتيجة العبث والنهب المتكرر بحقها طوال الأعوام الماضية، ساعدا بشكل كبير في انتشار حالات الإصابة، كاشفين تسجيل البرنامج في ثلاث سنوات ماضية فقط، أكثر من 40 ألفاً و190 حالة في صنعاء و6 محافظات أخرى.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.