أخبار محلية

نهب منظم للآثار في مناطق سيطرة المليشيا.. مواقع تاريخية تختفي تحت الحفريات

06/08/2025, 14:22:58

تتصاعد التحذيرات الحقوقية والميدانية من اتساع رقعة الاعتداءات على المواقع الأثرية والمخطوطات التاريخية في اليمن، في ظل تنامي ظاهرة المتاجرة بالآثار، لا سيما في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، حيث تسجّل تقارير محلية ودولية ضلوع مسؤولين حوثيين وعناصر أمنية في هذه الانتهاكات، التي تتم في كثير من الأحيان تحت غطاء البحث عن “كنوز مزعومة”.

في محافظة ريمة، جنوب غربي العاصمة صنعاء، استنكرت الهيئة العامة للآثار بشدة ما وصفته بـ”الاعتداء الصريح” على أحد المعالم الأثرية المهمة في قرية الرباط، عزلة ذرحان بمديرية بلاد الطعام.

وأفادت الهيئة أن الموقع تعرّض لعملية حفر غير قانونية بغطاء رسمي، تحت مزاعم بوجود كنز أثري داخل غرفة قديمة.

ووفق محضر الواقعة، قاد العملية شخص يدعى صالح إسماعيل، وشاركه فيها مدير مكتب الأوقاف بالمحافظة، وممثل عن السلطة المحلية، إضافة إلى متعاون مع مكتب الآثار وعدد من الشخصيات الاجتماعية.

وأكدت الهيئة أن الحفر وصل إلى عمق مترين قبل أن يتم إيقافه، بعد تحذيرات من انهيار محتمل للمبنى. كما أعلنت عن إقالة المتعاون بغوي إبراهيم الذي يعمل في مكتب الآثار، على خلفية تورطه في الاعتداء.

وفي محافظة البيضاء، رُصدت اعتداءات على العناصر الزخرفية والأبواب الأثرية لجامع ومدرسة العامرية التاريخية بمديرية رداع.

وأشارت مصادر في قطاع الآثار إلى ضلوع عناصر أمنية حوثية في تلك الانتهاكات، فيما وجّهت الهيئة العامة للآثار مذكرة رسمية لمحافظ الجماعة في البيضاء، تطالبه باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الموقع.

كما دعت الهيئة الجهات المحلية والمجتمعية إلى تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على التراث الوطني، ومنع الممارسات العشوائية التي تهدد هوية اليمن التاريخية.

في محافظة إب، التي تحتضن مواقع أثرية تعود للدولة الحميرية والصليحية، تتعرض المواقع الأثرية لحملات نهب منظم منذ سيطرة الحوثيين.

ووفق مصادر محلية، تعرّض موقع العصيبية في جبل عصام بمديرية السدة لعمليات حفر ليلي غير قانونية، نتج عنها استخراج تماثيل ومسكوكات ذهبية، بمشاركة متنفذين محليين.

وأكدت الهيئة العامة للآثار أن حراس الموقع المتعاونين تصدوا للمهاجمين، ووقع تبادل لإطلاق النار أسفر عن ضبط اثنين من المشتبه بهم. وأفاد مدير إدارة الآثار في المديرية برصد أربع حفريات عشوائية في الجهة الجنوبية من الموقع، مؤكداً متابعة التحقيق لضبط بقية المتورطين.

وفي مديرية سنحان بمحافظة صنعاء، وثّقت الهيئة العامة للآثار تدميرًا كاملاً لموقع أثري في جبل القانع بقرية بيت الجاكي، نتيجة أعمال حفر عشوائية نفّذها أفراد محليون دون أي رقابة أمنية أو ردع من الجهات الرسمية.

ويُعتبر الموقع مستوطنة أثرية تعود لما قبل الإسلام، تحتوي على مبانٍ مدفونة وجدران حجرية يبلغ ارتفاع بعضها متراً كاملاً. ووفق مختصين، دمّرت أعمال الحفر البُنية المعمارية للموقع بالكامل، وسط صمت مطبق من السلطات المحلية والأجهزة الأمنية.

ورغم وضوح القوانين اليمنية التي تجرّم العبث بالمواقع الأثرية، إلا أن التعامل مع هذه الانتهاكات لا يزال ضعيفًا، في ظل تواطؤ قيادات حوثية وتجاهل متعمّد من السلطات المحلية.

وتفيد شهادات من سكان المناطق المتضررة أن عصابات التنقيب تعمل غالبًا ليلًا تحت حماية غير معلنة، فيما تلتزم الجهات الأمنية الصمت أو تتدخل بشكل محدود ومتأخر.

وجددت الهيئة العامة للآثار دعوتها إلى وقف جميع أعمال الحفر غير القانونية ومحاسبة المتورطين، بمن فيهم المسؤولون المتسترون وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حماية الآثار كمكوّن أساسي لهوية اليمن.

ويؤكد ناشطون في مجال التراث أن الاستنزاف المستمر للذاكرة التاريخية لليمن يمثّل جريمة لا تقل خطورة عن الحرب نفسها، مطالبين بتحرك محلي ودولي جاد لإنقاذ ما تبقى من حضارة البلاد.

أخبار محلية

تقرير حقوقي: أكثر من 480 مدنيًا تعرضوا للاختطاف في إب خلال عامين ونصف على يد الحوثيين

كشفت منظمة “رايتس رادار” لحقوق الإنسان، ومقرها لاهاي، عن تنفيذ ميليشيا الحوثي حملات اعتقال واختطاف طالت أكثر من 480 مدنيًا في محافظة إب، وسط اليمن، خلال العامين والنصف الماضيين، بينهم نساء وأطفال، في واحدة من أوسع موجات القمع التي تشهدها مناطق سيطرة الجماعة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.