أخبار محلية
تقرير: كارثة إنسانية صامتة بسبب خفض التمويل الأممي في اليمن
حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن خفض التمويل الإنساني في اليمن بات يهدد حياة ملايين النساء والفتيات.
وبحسب تقرير حديث، فإن الخدمات الأساسية في مجالي الصحة الإنجابية والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي تتفكك بشكل متسارع، مشيرًا إلى أن ذلك يعرّض النساء والفتيات لمخاطر متزايدة، تتمثل في الولادة دون رعاية طبية، وغياب الدعم للناجيات من العنف، وتنامي احتمالات الزواج المبكر والاستغلال والانتهاك.
وأوضح التقرير أنه في ظل هذه الظروف، أصبحت الولادة في اليمن أكثر خطورة من أي وقت مضى، حيث تموت امرأة كل ساعتين بسبب مضاعفات متعلقة بالحمل أو الولادة، بينما لا توفر سوى 20% من المرافق الصحية العاملة خدمات صحة الأم والطفل.
ولفت إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان اضطر إلى تعليق دعمه لنحو خمسين مرفقًا صحيًا، ما يعني أن آلاف النساء الحوامل قد يجدن أنفسهن يواجهن الولادة دون أدنى مستويات الرعاية أو الأمان.
وقال إن "برامج الحماية للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي تواجه انهيارًا مقلقًا، بعد أن أُجبرت 16 مساحة آمنة ومركز متخصص في الصحة النفسية على الإغلاق".
وأفاد التقرير أن قطاع التوليد والقبالة أيضًا يعاني من نقص حاد في الكوادر والدعم، في بلد تتم فيه أكثر من 60% من الولادات دون حضور قابلة أو ممرضة مدرّبة.
وأكد البيان أنه في الوقت ذاته، يبقى النظام الصحي في اليمن هشًّا إلى درجة خطيرة، حيث تشير التقديرات إلى أن 40% من المرافق الصحية إما لا تعمل إطلاقًا أو تعمل جزئيًا نتيجة لنقص الكوادر والمعدات والأدوية والمستلزمات الأساسية.
وتواجه نحو 5 ملايين امرأة في سن الإنجاب، بمن فيهن الحوامل والمرضعات، صعوبات متزايدة في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، لا سيما في المناطق الريفية والنائية التي تفتقر إلى الطبيبات والكوادر النسائية المؤهلة.
وبيّن التقرير أن المساعدات الطارئة لم تسلم من تأثيرات نقص التمويل، حيث حُرم ما لا يقل عن 220 ألف نازح من خدمات آلية الاستجابة السريعة، وهي واحدة من أبرز البرامج التي كان يقودها صندوق الأمم المتحدة للسكان لتقديم المساعدات الأساسية خلال 72 ساعة من وقوع الكوارث أو النزوح المفاجئ.
وتشير بيانات الصندوق إلى أن خطته الإنسانية لليمن لعام 2025، التي تبلغ قيمتها 70 مليون دولار، لم تتلقَ حتى الآن سوى 36% من التمويل المطلوب، ما ينذر بانهيار واسع في الخدمات المنقذة للحياة لملايين النساء والفتيات في مختلف أنحاء البلاد.