الدبلوماسي الأمريكي السابق نبيل خوري: صراع الرياض وأبوظبي يقوض السلام في اليمن

قال نائب السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن، نبيل خوري، إن ماوصفه بـ«الانحدار المأساوي» لليمن نحو الفوضى والفقر والكوارث الإنسانية هو نتيجة لتورط جميع الأطراف، المحلية والإقليمية والدولية، في حربٍ مدمّرة.

وأضاف خوري في مقال تحليلي بعنوان «اليمن بين التفكك الداخلي والتوترات الإقليمية» نشر في موقع «المركز العربي واشنطن دي سي» أنه «لا يمكن فصل الصراع على السلطة بين الحوثيين وخصومهم في مجلس القيادة الرئاسي عن التنافس الحاد بين السعودية والإمارات، إذ يدعم كل طرف منهما فصائل مختلفة، مما يقوّض أي إمكانية لتوحيد الجبهة المناهضة للحوثيين».

وقال خوري إنه «بعد أكثر من عقدٍ على اندلاع الحرب الأهلية في اليمن، لا يبدو أن نهاية هذا الصراع تلوح في الأفق. فخطوط السيطرة بين الطرفين الرئيسيين المتحاربين بالكاد تغيّرت، بينما ما تزال أوضاع الشعب اليمني مأساوية للغاية».

وأضاف خوري: «وتستمر الحكومة المعترف بها دوليًا، بقيادة مجلس القيادة الرئاسي، في أداءٍ هشٍّ ومتصدّع، إذ يتكوّن المجلس من تحالف غير متماسك من القوى السياسية والعسكرية اليمنية المدعومة على نحو متفاوت من السعودية والإمارات العربية المتحدة، والمعارضة لجماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران، والتي تسيطر على المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء».

واوضح خوري أن مجلس القيادة الرئاسي الذي وصفه بـ«المتشرذم» لم يتمكّن من هزيمة التمرّد الحوثي أو توفير الخدمات الأساسية، ناهيك عن تقديم أي أملٍ في تسوية سلمية دائمة.

وتابع خوري: «ويواصل اليمنيون المعاناة في ظل اقتصادٍ منهار، وأزمة إنسانية خانقة، وبيروقراطية فاشلة سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أو المجلس الرئاسي».

وأردف خوري قائلا: «وتدور ولاءات العديد من الفصائل السياسية والجماعات المسلحة حول رعاةٍ إقليميين متنافسين، تتجلّى خصوماتهم في صراع النفوذ داخل هذا البلد الواقع في موقعٍ استراتيجي حساس».

وفيما يتعلق بجهود الأمم المتحدة في الوساطة والمساعدات الإنسانية، قال خوري إنها «تعاني من ضعف الدعم الدولي»، مشيرا الى أن «مصير اليمن بات رهينة الانقسامات الداخلية والتجاذبات الجيوسياسية».

وأشار خوري إلى أن «انخراط الحوثيين في الحرب الداعمة للفلسطينيين التي يصفونها بأنها "واجب أخلاقي وإنساني وديني"، يزيد تعقيد الأزمة اليمنية»، لافتا الى أن هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر ثم على إسرائيل بعد اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023 أدت إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين ردّتا بشنّ غاراتٍ جوية متكررة.

وأكد خوري أنه «حتى الآن، لا تبدو أهداف الضربات الأمريكية والإسرائيلية في اليمن واضحة بما يكفي لتقييم نتائجها».

وقال خوري: «إذا كان الهدف تغيير النظام في صنعاء أو إسقاط الحوثيين، فإن التجربة أثبتت أن ذلك غير واقعي. أما إذا كان الهدف إضعاف الحوثيين أو تحييدهم إقليميًا، فإن الهدوء النسبي الحالي يمكن اعتباره نجاحًا جزئيًا – وإن كان مرتبطًا بوقف إطلاق النار في غزة وبقرار إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تعليق الغارات، أكثر من كونه نتيجةً لنجاح عسكري».

ورأى نائب السفير الامريكي الأسبق لدى اليمن، نبيل خوري، أنه «مع كل هذه التحديات، لا يبدو أمام المجتمع الدولي خيارٌ آخر سوى مواصلة جهود الوساطة الخلّاقة في محاولةٍ لنسج خيوط تسويةٍ من بين تشابكات الأزمة اليمنية والإقليمية».