أخبار سياسية
العليمي ومجلسه في الرياض.. فجوة واسعة وغياب يعمق معاناة اليمنيين
يستمر رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي، من مكتب صغير في السفارة اليمنية في الرياض، في عقد لقاءاته البروتوكولية مع سفراء الدول المعتمدة لدى اليمن.
فيما لا تزال اجتماعات مجلس القيادة معطّلة تمامًا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بسبب التباينات بين الأعضاء الموزعين بالتساوي بين الرياض وأبوظبي.
ضاقت عدن على مجلس القيادة، كما تضيق من وجود مشروعي العاصمتين الخليجيتين المتسابقتين على الهيمنة والتعطيل السياسي والعسكري لأي جهد لاستعادة البلاد.
في عدن، يستمر عيدروس الزبيدي هو الآخر في عقد لقاءات واجتماعات لا تسمن ولا تغني من جوع، الغرض منها الاستمرار في الحضور الإعلامي.
مجلس القيادة، الذي وُلد خارج رحم الدولة اليمنية ومن أجل إزاحة ممانعة افتراضية كان يقوم بها الرئيس هادي، يُفترض التعامل معه حاليًا كسجين سياسي.
نجحت الرياض وحليفتها في تعميق الانقسام السياسي والاجتماعي والعسكري والأمني بامتياز، وحققتا ما فشلت مليشيا الحوثي في القيام به.
العليمي، الذي غادر عدن قبل نحو شهر، يستمر في توزيع شهاداته للسفراء حول جهود دعم الاستقرار المالي والنقدي، في إشارة منه إلى برنامج دعم العملة المحلية، وهي الشهادات ذاتها التي ساقها مسبقًا للسفير الأمريكي، في مواقف تُسوّق لفكرة أن ما حدث خلال الأسابيع الماضية تم بفرض خارجي، لا كضرورة وطنية.
العليمي، الذي لم يقم مجلسه بأي عمل يستهدف الحوثيين حتى نظريًا، جدد خلال لقائه سفيرة بريطانيا الدعوة للمجتمع الدولي للتحرك ضد ما وصفها بـ"التهديدات الحوثية"، وتوسيع العقوبات المفروضة على قيادات الجماعة.
وخلافًا لما تتحدث عنه الرياض، قال العليمي إن السلام مع الحوثيين بات ميؤوسًا منه، وإنه يجب وضعهم تحت الضغط لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.
بين ما يتمناه العليمي ومجلسه، وبين ما يُفترض منهم القيام به، ثمة فجوة واسعة تتسرب من خلالها أصناف جديدة من المعاناة لليمنيين، أقلها ما حذر منه برنامج الغذاء العالمي من مجاعة ستضرب أكثر من 70% من اليمنيين، غير أن ذلك التحذير – على ما يبدو – لم يصل بعد إلى آذان العليمي ورفاقه السبعة الآخرون.