المبعوث الأممي يعبّر عن قلقه إزاء التصعيد الأخير في اليمن

أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير في اليمن، مؤكداً أن الهجمات الإسرائيلية على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عقب هجمات الأخير على إسرائيل، تثير مخاطر كبيرة على المدنيين والاستقرار في البلاد.

وأكد غروندبرغ، في بيان، أن اليمن لا يمكن أن يصبح ساحة لصراع جيوسياسي أوسع نطاقاً، داعياً جميع الأطراف إلى وقف الهجمات فوراً واللجوء إلى القنوات الدبلوماسية المتاحة لخفض التصعيد.

وأشار المبعوث الأممي إلى وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، موضحاً أن بيانات الحوثيين تشير أيضاً إلى مقتل وإصابة عدد من كبار مسؤولي الحركة وبعض الوسطاء السياسيين.

ودعا غروندبرغ جميع الأطراف إلى الالتزام بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.

يأتي تصريح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في ظل تصاعد خطير للأحداث في اليمن منذ توسع دائرة الحرب في غزة لتشمل جبهة البحر الأحمر، فقد صعّد الحوثيون هجماتهم بالصواريخ والمسيّرات على أهداف إسرائيلية وأخرى مرتبطة بالملاحة الدولية، ما دفع تل أبيب إلى تنفيذ ضربات مباشرة داخل الأراضي اليمنية، استهدفت مواقع وقيادات سياسية وعسكرية للجماعة.

هذا التطور مثّل منعطفاً جديداً في مسار الحرب الدائرة بالمنطقة، إذ يخشى المجتمع الدولي أن يتحول اليمن إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين الحوثيين وإسرائيل، مع ما يحمله ذلك من تهديد مباشر للأمن الإقليمي والممرات البحرية الحيوية، إضافة إلى تداعيات إنسانية كارثية على بلد يعاني أصلاً من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وتأتي هذه الأحداث فيما كان المسار السياسي للأزمة اليمنية يشهد محاولات متعثرة لاستئناف المفاوضات بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين برعاية الأمم المتحدة، وسط قلق من أن يؤدي التصعيد الحالي إلى نسف جهود السلام المحدودة القائمة منذ إعلان الهدنة الأممية في 2022.