أخبار سياسية
الولايات المتحدة والحوثيون.. سياسة العصا والجزرة (تحليل)
لماذا لا تضغط واشنطن والعواصم الغربية على إسرائيل لإيقاف مذبحتها بحق الفلسطينيين فيتوقف الحوثيون عن استهداف الملاحة البحرية؟
سؤال يحمل وجهة نظر الحوثيين، وتدحض الإجابة عنه أيضا ادعاءاتهم من وجهة النظر المقابلة.
لكن التعامل الدولي مع الأزمات لا يتم وفق هذه المعادلة البسيطة، فموازين القوة الغربية لا تقبل الخضوع لما تراه ابتزازا من أي جماعة أو جهة.
وهي أيضا لا تخفي انحيازها لجهة ما، وإن كانت تلك الجهة تنتهك كل الأعراف والقيم وحقوق الإنسان، فالغرب وأمريكا بالذات لديهم الاستعداد لتغيير منهجياتهم، وحتى خلع جلودهم دعما للكيان الصهيوني، وليس لدى أحد من العالم القدرة على إيقاف هذا الدعم اللا إنساني، حتى الرأي العام الداخلي من السهل مغالطته.
تتعامل الولايات المتحدة مع تهديدات الحوثيين بنمط كلاسيكي في العُرف السياسي الدولي؛ يطلق عليه "سياسية العصا والجزرة"، فهي لا تريد تدميرهم لغرض إستراتيجي في نفسها له علاقة بتصوّرها لموازين القوى في المنطقة العربية، لكنها أيضا غير راضية عن استمرار تهديداتهم وابتزازهم، فلجأت إلى أمرين: الأول، الضغط من أجل تأجيل التسوية السوية السياسية بينهم والسعودية،
والثاني شن ضربات عسكرية محدودة تستهدف قواعد الصواريخ والطائرات المسيّرة المُعدة للإطلاق، واتبعت ذلك بإدراجهم ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
الحوثيون ورغم تصريحاتهم المتواترة باستمرار هجماتهم ضد السفن المرتبط بإسرائيل، إلا أن الملاحظ تراجع حجم استهدافهم الأراضي المحتلة، قد يكون السبب نوع من التهدئة، أو أن تلك الضربات لم تعد مجدية، وليس بمقدرها الوصول إلى أهدافها؛ نتيجة الكم الهائل من المضادات الجوية المنتشرة في البر والبحر.
التحركات الأمريكية الغربية للحد من هجمات الحوثيين اتخذت مسارات سياسية ودولية أخرى، فبريطانيا الحليف الأهم للولايات المتحدة في الضربات العسكرية على الحوثيين طلب وزير خارجيتها، ديفد كاميرون، من الصين الضغط على إيران لكي تطلب الأخيرة من الحوثيين كف تهديداتها في البحر الأحمر، وخليج عدن.