تحذيرات من إغراق الموانئ الأوروبية في حال عودة الشحن عبر قناة السويس

حذّرت شركة التحليلات البحرية «Sea-Intelligence» من أن العودة السريعة لخطوط الشحن العالمية إلى استخدام البحر الأحمر وقناة السويس بعد شهور من التحويل عبر رأس الرجاء الصالح، قد تتسبب في ارتفاع حاد في حجم البضائع المتجهة إلى أوروبا يصل إلى 39 في المئة، مما قد يؤدي إلى ازدحام شديد في الموانئ الأوروبية.

وقال التقرير، الذي نشره موقع «Sourcing Journal» المتخصص في شؤون سلاسل الإمداد، إن العودة المفاجئة إلى المسار التقليدي عبر قناة السويس قد "تُغرق" الموانئ الأوروبية ببضائع إضافية في وقت قصير، وهو ما قد يعرقل عمليات التفريغ والنقل، ويؤدي إلى تأخيرات واسعة في تسليم الشحنات.

وأضافت الشركة أن إعادة تشغيل الخطوط البحرية عبر قناة السويس ليست عملية فورية، إذ تتطلب إعادة جدولة السفن وتحريك الأساطيل وإعادة توازن الشبكات التشغيلية، وهي إجراءات قد تستغرق عدة أشهر قبل عودة انتظام الحركة.

وتابع التقرير أن الشركات المشغلة لخطوط الملاحة البحرية قد تختار العودة التدريجية لتجنّب الازدحام الحاد، غير أن أي عودة متزامنة لعدد كبير من السفن قد تُحدث "اختناقات مؤقتة" في الموانئ الأوروبية تمتد لأسابيع أو حتى أشهر.

كما أشارت شركة «Sea-Intelligence» إلى أن التكدّس الناتج عن تلاقي السفن القادمة من الطريقين – حول أفريقيا وعبر قناة السويس – قد يؤدي إلى تعطيل إضافي في سلاسل التوريد وارتفاع مؤقت في أسعار الشحن البحري، مع احتمال إلغاء رحلات لنقص الطاقة الاستيعابية في الموانئ.

ويأتي التحذير في وقت يدرس فيه مشغّلو النقل البحري العالمي إمكانية استئناف العبور عبر البحر الأحمر بعد تحسّن الوضع الأمني النسبي في المنطقة، عقب التوترات التي تسببت في تحويل مئات السفن عن المسار التقليدي منذ أواخر العام الماضي.