أخبار سياسية

تلغراف: ضربات بريطانيا في اليمن خطأ فادح ولا ينبغي الانجرار خلف حروب واشنطن

02/05/2025, 05:59:06

حذّرت صحيفة تلغراف البريطانية من انجرار المملكة المتحدة إلى ما وصفته بـ”الحرب الأمريكية المتهورة” ضد جماعة الحوثيين في اليمن، معتبرة أن الضربات الجوية البريطانية الأخيرة تمثل خطأ استراتيجيًا لن يُفضي إلى أي نصر مستدام.

وفي تقرير نشرته الصحيفة، تحت عنوان “لا ينبغي لبريطانيا أن تنضم إلى حرب أمريكا المتهورة ضد الحوثيين”، قالت تلغراف إن انضمام مقاتلات سلاح الجو الملكي البريطاني إلى الحملة الأمريكية، عبر تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف حوثية تم تحديدها عبر جهد استخباراتي مكثف – كما تقول وزارة الدفاع – يثير تساؤلات حول جدوى هذا التدخل وأهدافه الحقيقية.

وأضافت الصحيفة: “مثل أفغانستان، فإن اليمن ساحة معقدة اعتاد المقاتلون فيها على الصمود في وجه القوى الكبرى، بل والانتصار عليها، لقد سبق لبريطانيا أن قصفت الحوثيين دون تحقيق نتائج ، وما يجري اليوم هو تكرار لخطأ سابق”.

وأشار التقرير إلى أن اليمن شهد تدخلات عسكرية من دول عدة خلال العقود الستة الماضية، من بينها مصر التي تورطت في حرب دامت سنوات وانتهت بمأساة، والسعودية التي دعمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، لكنها وجدت نفسها في مستنقع إنساني وأمني مع استهداف مستمر لاقتصادها النفطي بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وطرحت تلغراف تساؤلًا محوريًا: “هل نحن قادرون على هزيمة الحوثيين بطريقة فعلية ومستدامة؟”، مجيبةً: “نظريًا قد يكون ذلك ممكنًا، لكن عمليًا لا. نحن بارعون في الحروب الجوية، لكن التاريخ أثبت أن هذه الحملات لا تفضي إلى انتصارات طويلة الأمد”.

واستعرضت الصحيفة تجربة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، مؤكدةً أن تلك الحروب، التي اعتمدت بشكل كبير على الضربات الجوية، لم تنتج سوى فوضى وتطرف.

مشيرةً إلى أن إدارة ترامب نفسها لجأت إلى “أم القنابل” في أفغانستان، لكنها في النهاية سلمت البلاد لطالبان، في حين ينمو تمرد تنظيم الدولة (داعش) ويضرب أهدافًا في روسيا وإيران، ومرشح للتصعيد باتجاه أوروبا.

واختتمت الصحيفة بالقول: “إطلاق بعض الصواريخ أمر سهل ويشبه التنفيس، لكن ما هي الخطة الطويلة المدى؟ أمريكا تملّ، وتخسر في النهاية. فلماذا على بريطانيا أن تكرر الخطأ ذاته؟”.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.