أخبار سياسية
ذا ناشيونال: غياب السلام في اليمن يهدد حياة المهاجرين في البحر الأحمر
قالت صحيفة "ذا ناشيونال" إنه لا يمكن تجاهل أن غياب الاستقرار والسلام في اليمن يزيد من معاناة المهاجرين القادمين من القرن الإفريقي، والذين يستخدمون البلاد كممر عبور نحو دول الخليج.
ووفق الصحيفة، يُعد الحادث المأساوي الذي وقع يوم الأحد قبالة سواحل جنوب اليمن، والذي أسفر عن غرق عشرات المهاجرين، تذكيرًا صارخًا بهذه الحقيقة القاسية، ويمثل صورة مصغرة للفوضى التي يشهدها اليمن منذ سنوات. فالصراعات بين الجماعات المسلحة والتشظي السياسي ساهما في تعميق الفقر والبطالة في هذا البلد الذي يُعد من أفقر دول المنطقة.
واعتبرت الصحيفة أنه في ظل هذا الواقع، تزداد صعوبة تنفيذ الدعوات الدولية، مثل تلك التي أطلقتها المنظمة الدولية للهجرة بعد الحادث، والتي طالبت بتعزيز عمليات البحث والإنقاذ، ومحاسبة المهربين والمتاجرين بالبشر. لكن تحقيق هذه الأهداف في بلد ممزق وتفتقر مؤسساته إلى السيطرة، يبدو أمرًا بعيد المنال.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يزيد من مأساوية الوضع أن هذه الحوادث ليست جديدة. ففي يونيو 2021، غرق قارب آخر يقل مهاجرين من القرن الإفريقي، مما أدى إلى مقتل 25 شخصًا. وفي مارس من العام ذاته، قُتل عشرات المهاجرين وأُصيب أكثر من 170 آخرين إثر حريق في مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء، تديره جماعة الحوثي، التي اتُهمت بارتكاب انتهاكات جسيمة، بما في ذلك إشعال الحريق بعد احتجاج المحتجزين على ظروفهم اللاإنسانية.
وقالت الصحيفة: رغم أن اليمنيين أنفسهم يعانون من ويلات الحرب والانهيار الاقتصادي، فإن المهاجرين غير النظاميين يواجهون وضعًا أكثر هشاشة. فإلى جانب مخاطر الطريق، يتعرض كثير منهم لاستغلال بشع من قبل المهربين والمسلحين في ظل غياب القانون، بما في ذلك العنف الجسدي والنفسي والجنسي.
وأكدت الصحيفة أنه لم يعد بمقدور المجتمع الدولي الوقوف موقف المتفرج أمام هذه الكارثة الإنسانية المستمرة. إن الطريق إلى حماية هؤلاء المهاجرين يبدأ بإعادة الاستقرار إلى اليمن، وتمكين مؤسساته من التعامل مع هذه التحديات المتفاقمة.
وبحسب الصحيفة، فإنه في ظل تراجع مستوى العنف داخل اليمن، واحتمالات الانفراج السياسي التي أشار إليها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في يوليو، تبدو الفرصة سانحة لاستئناف العملية السياسية. كما أن انشغال إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، بأزماتها الداخلية قد يفتح نافذة لتقليص نفوذها ودعم جهود السلام.
واختتمت الصحيفة بالقول: "لكن من دون إطار شامل للسلام والتنمية، ستظل المنظمات الإنسانية وحدها تقاوم تداعيات أزمة كان من الممكن منعها، وكان ينبغي التعامل معها بمسؤولية أكبر".