أخبار سياسية

رئيس هيئة قناة السويس: نواجه "أزمة كبرى" جراء تصاعد هجمات الحوثيين

02/08/2025, 16:27:38

قال رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، إن الممر الملاحي الحيوي يواجه "أزمة كبرى" نتيجة تصاعد هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023، مؤكداً أن الحركة في القناة تراجعت إلى نحو النصف، ما كبّد مصر خسائر مالية فادحة.

وفي مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أوضح ربيع أن عدد السفن المارة عبر القناة انخفض إلى ما بين 30 و35 سفينة يومياً، مقارنة بأكثر من 65 سفينة قبل اندلاع الهجمات. كما تراجعت إيرادات القناة بنسبة 61% خلال النصف الأول من عام 2024، لتصل إلى 3.9 مليارات دولار فقط، مقابل 10.2 مليارات في عام 2023.

وأضاف ربيع، أن عدد السفن التي عبرت القناة منذ بداية العام بلغ 13 ألفا و213 سفينة، مقارنة بـ26 ألفًا و434 سفينة في العام الماضي، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في البحر الأحمر، لا سيما بعد استهداف الحوثيين للسفن، أجبرت العديد من شركات الشحن العالمية على اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح البديل، رغم كلفته العالية وطوله الزمني.

ورغم الضغوط الدولية، أكد ربيع أن مصر ترفض الانخراط في أي تحالفات عسكرية تستهدف جماعة الحوثي، مبرراً ذلك بأن "اليمن دولة عربية شقيقة، وليست من سياسة مصر الانضمام إلى حملات عسكرية ضد دول عربية".

وأشار ربيع إلى أن استقرار الوضع في غزة سيُسهم بشكل مباشر في وقف الهجمات الحوثية وعودة الملاحة إلى طبيعتها، مؤكداً أن شركات الشحن أبدت استعدادها للعودة إلى القناة فور انتهاء الحرب، نظراً لما تتمتع به من مزايا تنافسية لا تضاهيها أي بدائل أخرى.

وفي محاولة لجذب مزيد من الحركة الملاحية، أعلنت هيئة القناة عن حوافز وتخفيضات تصل إلى 15% على رسوم العبور لبعض فئات السفن، إلا أن ربيع أقر بأن استمرار الهجمات وارتفاع تكاليف التأمين دفع الكثير من السفن إلى تغيير مسارها بعيداً عن القناة.

وقال ربيع: "نبذل كل ما في وسعنا، لكن حتى يتحقق الاستقرار الأمني، نحن في معركة صعبة".

وكانت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بدأت منذ نوفمبر 2023 تنفيذ سلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ ضد سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، في سياق ما وصفته بأنه دعم عسكري لفلسطين في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، مستهدفة سفنًا مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها بشكل أساسي، قبل أن تتوسع لاحقًا لتشمل سفنًا مرتبطة بحلفاء الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

وقد أدت هذه الهجمات إلى اضطراب حركة الملاحة في أحد أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم، ما دفع العديد من شركات الشحن العالمية إلى تغيير مساراتها بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، واختيار طريق رأس الرجاء الصالح حول إفريقيا، رغم كلفته وامتداد زمن الرحلة.

ورغم تشكيل تحالف بحري بقيادة الولايات المتحدة لردع هذه الهجمات، استمرت تهديدات الحوثيين، وأثّرت بشكل مباشر على اقتصاديات المنطقة، خاصة مصر التي تعتمد بشكل رئيسي على عائدات قناة السويس كمصدر أساسي للنقد الأجنبي.

ويأتي هذا في وقت تواجه فيه مصر تحديات اقتصادية أخرى، بينها انخفاض قيمة العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم، ما يجعل تراجع إيرادات قناة السويس ضربة إضافية للاقتصاد المصري.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.