أخبار سياسية
صحيفة إسرائيلية: الجمعية العامة للأمم المتحدة أمام اختبار بشأن الحوثيين وأجندة إيران الإقليمية
اعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست في افتتاحية عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تمثل "فرصة حقيقية" لاختبار قدرة المنظمة الدولية على مواجهة ما وصفته بـ"الإرهاب الحوثي" والأجندة الإقليمية لإيران.
وقالت الصحيفة إن مداهمة الحوثيين لمقار تابعة للأمم المتحدة هذا الأسبوع واحتجاز ما لا يقل عن 11 موظفاً من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف، تمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" وتكشف هشاشة الرهانات على دور الأمم المتحدة كوسيط سلام في اليمن.
وأشارت الافتتاحية إلى أن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أدان بشدة هذه الاعتقالات والاقتحامات، محذراً من أن اليمن "لا يحتمل أن يتحول إلى ساحة لصراع جيوسياسي أوسع". لكنها تساءلت عن "غياب الفهم" لطبيعة الصراع الذي يدخل عامه الحادي عشر، مخلفاً أكثر من 350 ألف قتيل بينهم عشرات الآلاف من الأطفال جراء الجوع وسوء التغذية.
وربطت الصحيفة بين الأزمة اليمنية والدور الإيراني في المنطقة، معتبرة أن أي تحرك جاد من قبل المجتمع الدولي يجب أن يتناول "الدعم العسكري والتمويلي الذي تقدمه طهران لوكلائها من اليمن إلى غزة وليبيا".
وأضافت أن الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، بما في ذلك استهداف ناقلات إسرائيلية قبالة ينبع غرب السعودية، تسببت في تعطيل التجارة العالمية وارتفاع تكاليف الشحن بعد اضطرار شركات النقل إلى تغيير مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح.
وانتقدت الصحيفة ما وصفته بـ"غياب الإدانة الدولية" لهجمات الحوثيين المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل، رغم أن اليمن لا يملك حدوداً مشتركة معها ولم يخض أي حرب معها من قبل. واعتبرت هذه الهجمات "إرهاباً خالصاً" على حد تعبيرها.
وأكدت الصحيفة أن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي أدت إلى مقتل قيادات حوثية بارزة، بينهم رئيس حكومة الجماعة، كانت "رداً ضرورياً" على هذه التهديدات.
وختمت جيروزاليم بوست افتتاحيتها بالتأكيد على أن الأمم المتحدة، بعد استهداف موظفيها، لم تعد تملك رفاهية الصمت، مشيرة إلى أن التجربة الإسرائيلية في التعامل مع احتجاز الرهائن يجب أن تدفع المنظمة الدولية إلى تحرك عاجل "حتى لا تواجه عائلات موظفيها معاناة مماثلة لما عاشه رهائن إسرائيليون على مدى نحو 700 يوم من الأسر".