أخبار سياسية
ما هي فرص الحسم في اليمن في ضوء المعطيات الإقليمية والدولية الجديدة؟
أكد عضو المجلس الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات عيدروس الزبيدي، أن خارطة الطريق التي توصلت إليها السعودية، وميليشيا الحوثي عبر الوساطة العمانية، انتهت صلاحيتها.
وأشار الزبيدي، في مقابلة تلفزيونية، يوم أمس، إلى أن خارطة الطريق لإنهاء الأزمة القائمة تتمثل في إنهاء ميليشيا الحوثي، لافتًا إلى أن الضربات الأمريكية غير كافية لردع الحوثيين ما لم تتزامن معها عملية برية.
ووصف الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي بأنها تباينات بسبب المشاريع السياسية، والتمترس خلفها بين الأعضاء الذين قال إنهم صادقوا على استراتيجية شاملة لردع ميليشيا الحوثي، وإنهاء نفوذها كذراع إيرانية في اليمن.
التوقعات والتمني
يقول الكاتب الصحفي صلاح السقلدي، إن عيدروس الزبيدي أطلق هذا الكلام من دون أي محددات أو مؤشرات على فشل التوافقات السعودية-الحوثية، فهو قال هذا الكلام لكن ما نسمعه من طرف الأمم المتحدة وأيضًا من طرف الحوثيين، هو العكس تمامًا.
وأضاف: يبدو أن الاتفاقيات أو الملفات التي تم التوافق عليها في مسقط قبل قرابة سنة لا تزال قائمة حتى الآن ولا يوجد أي بديل، ويبدو أن الزبيدي لا يميز ما بين التمني وما بين التوقعات.
وتابع: ما هو حاصل اليوم حتى الآن كما تعلن كل الأطراف، أن التوافقات ما تزال هي المعتمدة حتى هذه اللحظة، وأعتقد أن الزبيدي يحاول أن يهرب من الالتزامات التي أطلقها في الجنوب ويؤشر بسبابته إلى الحوثيين، وهذا ربما ينطلي لبعض الوقت، لكن في الحقيقة هناك كثير من الالتزامات، وهناك وضع متردٍّ داخل المحافظات الجنوبية، وخصوصًا داخل عدن، ولا ينفع صرف الأنظار عنها على الإطلاق.
وأردف: هناك وضع منهار ووضع بائس، وهناك استحقاقات سياسية للقضية الجنوبية، وهناك ملفات يفترض أن يلتفت إليها الزبيدي ومجلس الرئاسة.
وزاد: حتى الآن لم نسمع بيانًا أو تصريحًا من مجلس الرئاسة ككل كموقف تجاه خارطة الطريق، وما يطلق هو عبارة عن تصريحات منفردة، لم يؤكد ولا أعتقد بأن المجلس الرئاسي يقوى على مواجهة المملكة العربية السعودية ويقوى على مواجهة الدول العظمى.
وقال: الحرب في اليمن، طويت ملفاتها تمامًا، فالسعودية لها استحقاقات داخلية، ورفضت الضغوطات الأمريكية بأن تشترك في تحالف الازدهار في البحر الأحمر ضد الهجمات الحوثية، لأنها تعرف تمامًا أن عودة الحرب تعني دمارها، وإفشال خططها وطموحاتها الاقتصادية والثقافية والإصلاحية التي تقوم بها.
وأضاف: السعودية ترفض استئناف الحرب بشكل واضح، والمجلس الرئاسي متقبل أساسًا، وتجري التوافقات بشكل مباشر بين الرياض وبين الحوثيين، فيما المجلس الرئاسي والطرف الجنوبي حُيِّدوا تمامًا من إشراكهم في هذه التوافقات.
وتابع: ليس بمقدور هؤلاء أن يؤكدوا بأن خارطة ما تزال صالحة أو لا، لأنهم أساسًا لم يكونوا طرفًا فيها ولم يُستشاروا أبدًا بشأنها.
“ثلاث قبعات ارتداها الزبيدي”
يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات، حسام ردمان، إنه من المهم تفحُّص كل محاور تصريحات عيدروس الزبيدي في زيارته الأخيرة إلى دافوس، مشيرًا إلى أن الزبيدي ارتدى ثلاث قبعات وهو يتحدث في هذه الزيارة.
وأضاف: القبعة الأولى تحدث فيها الزبيدي باسم مجلس القيادة الرئاسي، ولوحظ أنه كان دائمًا يتحدث عن وجود إجماع عندما يتعلق الأمر بردع الحوثيين، وهذا واضح أنه موضع إجماع لدى معسكر الشرعية، وواضح جدًا أن ثمة خطوات متقدمة في هذا الاتجاه، ونحن قد تحدثنا سابقًا عن أهمية وجود استراتيجية مشتركة للشرعية لردع الحوثي.
وتابع: الأمر المبشّر هو أن اللواء الزبيدي أشار إلى وجود نوع من هذه الاستراتيجية للدفع إلى تكامل الجهود نحو ردع الحوثي.
وأردف: القبعة الثانية التي ارتداها الزبيدي هي قبعة المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو التعبير عن موقفه غير القابل بخارطة الطريق، وهذا ليس بأمر جديد فالمجلس الانتقالي دخل دورات ونوبات تصعيد منذ العام 2023، آخرها كان تصعيده في حضرموت في مايو 2023، كل هذه كانت تحركات وضغوطًا لمحاولة كبح المسار السعودي باتجاه خارطة الطريق، لأنه يراها غير متوازنة، وأثبت أنه الطرف الوحيد في منظومة الشرعية الذي يمتلك إمكانية أن يقول لا.
وزاد: في حين أن باقي المكونات الشرعية وإن كانت تتحفظ جميعها دون استثناء على خارطة الطريق، إلا أنها لم تستطع أن تقول لا، وهامش المناورة لدى المجلس الانتقالي يكتسبه نتيجة وجوده القوي على الأرض عسكريًا وشعبيًا، وأيضًا من تحالفه الاستراتيجي مع دولة الإمارات، التي تمكنه من توسيع هامش مناوراته.
وقال: أما القبعة الثالثة، فهي قبعة عيدروس الزبيدي نفسه، والتي أشار فيها إلى تقديراته حول الرئيس ترامب واستبشاره، بأن مرحلته قد تكون مرحلة حازمة تجاه ميليشيا الحوثي، ولكن هذا الأمر قد يكون محل نقاش، لأن السيناريوهات مفتوحة في الساحة اليمنية.