مجلة انتلجنس أونلاين: غياب السفن الأمريكية عن البحر الأحمر يثير انتقادات لعملية "الفارس الخشن"

ذكرت مجلة "انتلجنس أونلاين" (Intelligence Online) أن غياب السفن الأمريكية عن البحر الأحمر بعد الإعلان عن عملية "رافر رايدر" العسكرية أثار موجة من الانتقادات في الأوساط المؤيدة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وسط تساؤلات متزايدة حول جدوى العملية التي كلّفت الخزانة الأمريكية نحو مليار دولار.

وأوضحت المجلة أن ترامب كان قد أعلن عن العملية عقب تكثيف هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، مؤكداً أن الضربات الجوية الأميركية ستضع حدًا لتلك الهجمات وتعيد الأمن للممرات البحرية الاستراتيجية. غير أن بيانات الشحن الأخيرة أظهرت أن عددًا محدودًا فقط من السفن الأمريكية أو المرتبطة بالولايات المتحدة عادت إلى الملاحة في المنطقة، في تناقض واضح مع التوقعات.

وأضافت المجلة، أن منتقدي الإدارة يرون أن النتائج الميدانية لا تتناسب مع حجم الإنفاق العسكري، معتبرين أن غياب الانتشار البحري الأميركي المباشر أضعف من تأثير العملية على الأرض، في وقت يستمر فيه خطر الحوثيين في تهديد الملاحة الدولية.

وختمت المجلة بأن غياب السفن الأميركية يشكل تحديًا بارزًا أمام البيت الأبيض في تبرير فعالية "الفارس الخشن"، خصوصًا مع تزايد الضغوط الداخلية لإثبات أن الكلفة المرتفعة للعملية انعكست فعليًا على أمن الممرات البحرية الدولية.

يشار إلى أن عملية "الفارس الخشن" التي أطلقها ترامب في مارس 2025 كلفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار منذ مارس، وتضمنت استخدام آلاف الذخائر وخسائر في المعدات، بينها سبع طائرات مسيّرة وطائرتان مقاتلتان.

وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، استخدم البنتاغون نحو 2000 قنبلة وصاروخ، بتكلفة تجاوزت 775 مليون دولار، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين، وشملت هذه الترسانة مئات القنابل زنة 2000 رطل، تُقدّر تكلفة الواحدة منها بـ85 ألف دولار، إلى جانب ما لا يقل عن 75 صاروخ توماهوك يُقدّر سعر الواحد منها بـ1.9 مليون دولار، و20 صاروخ كروز من طراز AGM-158 يُطلق جوًا وتبلغ تكلفة الواحد منها حوالي 1.5 مليون دولار، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الذخائر.

ورغم الغارات الأمريكية المتواصلة، واصل الحوثيون تنفيذ هجماتهم على الملاحة الدولية، ما دفع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الإعلان عن اتفاق مفاجئ، جرى التوصل إليه بوساطة عمانية، يقضي بتعليق العمليات العسكرية مقابل توقف الحوثيين عن مهاجمة سفن الولايات المتحدة، من دون أن يمتد الاتفاق ليشمل السفن الأخرى أو الاعتداءات على إسرائيل.