أخبار سياسية

مصالح اليمنيين خارج حساباتهم.. برلمانيون في عدن لتنفيذ المهمات الجاهزة

14/08/2022, 15:33:50

وصل مؤخراً رئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، ومعه عشرات البرلمانيين في محاولة لاستئناف جلساته التي بدأت بجلسة يتمية في أبريل الماضي عند إعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي. 

من بين جدول أعمال مجلس النواب، إقرار الموازنة العامة للدولة، والاطلاع على آخر المستجدات في المشهد اليمني، الذي أصبح البرلمانيون خارج سياقه طوال سنوات الحرب الماضية، وباتوا بعيدين عن كل ما يهم المواطنين ومصالحهم في وقت يفترض أنهم هم الممثلون الحقيقيون لهمومهم. 

- مستجدات وخلافات 

تزامن وصول هيئة البرلمان إلى عدن مع معارك شبوة التي انتهت بسيطرة قوات مدعومة من الإمارات على المحافظة، بعد قصف طائرات مسيّرة إماراتية مواقع الجيش. وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "بلقيس"، فقد غادرت الكتلة البرلمانية الموالية لطارق صالح عدن خلال اليومين الماضيين، وذلك كتعبير احتجاجي على ممارسات المجلس الرئاسي، وطريقة إصداره للقرارت والتعيينات لصالح المجلس الانتقالي. 

رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، لم يتردد هو الآخر عن مهاجمة قوات الجيش في شبوة، في محاولة لكسب ود السعودية والإمارات. وقد اجتمع برئيس مجلس النواب البركاني، ورؤساء اللجان البرلمانية، دون إطلاعهم على حقائق ما جرى، بل إن الأمر لم تتم مناقشته في الاجتماع، بحسب مصادر سياسية لموقع "بلقيس". 

وفيما يُتوقع أن تنجز اللجنة البرلمانية تقريرها عن الموازنة، تمهيداً للتصويت عليه من قِبل النواب، أفاد مصدران برلمانيان بأنه لم يتم بعد تحديد موعد عقد الاجتماع، لكنهما توقعا أن يكون في الأيام القريبة المقبلة بعد التنسيق لعودة العشرات من النواب الموجودين خارج البلاد، أو في مناطق يمنية أخرى.

وتشير آخر المعلومات إلى أن جلسات البرلمان في عدن ستقتصر على اجتماعات اللجنة البرلمانية الخاصة بدراسة ومراجعة الموازنة العامة للدولة لعام 2022، دون الذهاب إلى التطرّق إلى أي مواضيع أخرى حلال المرحلة الراهنة. 

- إهمال مصالح الناس

يؤكد متابعون، تحدث إليهم موقع "بلقيس"، أن أعضاء البرلمان -خلال سنوات الحرب- باتوا بعيدين كل البُعد عن كل ما يهم المواطنين، وأكثر ما يمكن القول عنهم إنهم "باتوا أدوات لتمرير المشاريع والصفقات السياسية الجاهزة، التي تشرعن للسعودية والإمارات ممارساتهما في اليمن، وآخرها الطريقة التي جرى من خلالها نقل السلطة في اليمن، وإعلان مجلس رئاسي يرتهن قراره للتحالف". 

وإضافة إلى إغفال أعضاء البرلمان القضايا الخدمية، التي تتعلق بحياة الناس ووضعهم الإنساني خلال الحرب، تتصاعد مخاوف اليمنيين من أن يذهب مجلس النواب إلى ما هو أبعد من تنفيذ أجندة التحالف السعودي - الإماراتي والمشاركة في انتهاك سيادة البلاد، والسكوت عن تمزيق الجغرافيا. 

وحول هذا الارتهان الكامل، الذي وصلت إليه النُّخب اليمنية، يقول الصحفي والمحلل السياسي عبدالعزيز المجيدي: "الجميع وقع تحت ضغط مخطط خارجي يسعى لتصفية ما تبقى من ملامح الجمهورية اليمنية، وهذا الأمر بالتأكيد له تداعيات خطيرة على البلاد بشكل".

ولفت إلى أن "التحالف لم يكن يخفي أجندته طوال هذه السنوات، ولكنه كان يستغفل نخبة السياسيين اليمنيين، ويقودهم من حفرة إلى أخرى، وتقريبا وصلنا إلى الأشواط الأخيرة من تصفية الجمهورية اليمنية".

وأوضح أن "هذا الأمر يتم بشكل واضح وصريح وبتواطؤ الجميع"، مشيرا إلى أن "المجلس الرئاسي ليس له حول ولا طول، وأصبح مجرد أداة لتصفية الجمهورية اليمنية، وتمرير مخططات السعودية والإمارات".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.