أخبار سياسية
اليمن.. سباق بين مخاوف تجدد الحرب والبحث عن خارطة السلام
مع استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتهديدات مليشيا الحوثي باستهداف الملاحة الدولية، تتحرك جهود البحث عن خارطة جديدة للسلام في اليمن.
وعبّرت الولايات المتحدة أكثر من مرّة عن مخاوفها من توسّع الحرب في غزة إلى مناطق أخرى.
وفيما تسود توقّعات بشن هجمات جوية على مواقع مليشيا الحوثي، تتحرّك جهود إحياء عملية السلام على أكثر من صعيد.
وفي هذا السياق، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إنه بحث مع عدد من المسؤولين في العاصمة العُمانية مسقط جهود السلام في اليمن.
وأضاف أنه التقى بعدد من كبار المسؤولين العُمانيين لمناقشة المساعي الإقليمية لدعم جهود الوساطة الأممية للسلام في اليمن.
مشيراً إلى أنه التقى أيضاً المتحدث باسم المليشيا، محمد عبد السلام، لبحث سُبل المضي قُدما نحو التوصل إلى اتفاق حول تدابير تحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف مستدام لإطلاق النار؛ يشمل عموم البلاد، واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، أكدت موسكو والرياض دعمهما الكامل للجهود الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن.
جاء ذلك في بيان مشترك في ختام زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى السعودية، وعقده جلسة مباحثات مع ولي العهد، محمد بن سلمان، في قصر اليمامة بالرياض.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن الرئيس الروس أشاد بجهود المملكة لتشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكل مناطق اليمن، وتقديمها الدعم المالي لمعالجة الأوضاع الصعبة، التي تواجه الحكومة الشرعية في اليمن.
وأضافت الوكالة أن بوتين رحّب باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، معرباً عن أمله في أن تُسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جهتها، كشفت مصادر صحفية عن قيام الرياض بتكثيف تحرّكاتها من أجل توقيع خارطة طريق بين الحوثيين والحكومة اليمنية؛ استباقا لاحتمال قيام أمريكا باستهداف الحوثيين، أو تصنيفهم "جماعة إرهابية".
وتوقَّعت المصادر توقيع الاتفاق، خلال الأيام القادمة، إنْ لم يحدث أي طارئ.
وبحسب المصادر، يتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تشير مرحلته الأولى إلى تنفيذ متزامن لتسليم المرتبات، وفتح المطارات في مناطق المليشيا مع فتح الطرقات، بما في ذلك محافظة تعز.
كما يتضمن الاتفاق تشكيل لجان اقتصادية وسياسية وعسكرية لمناقشة الملفات العالقة، بما فيها الإفراج عن كل المعتقلين والأسرى، وموقع البنك المركزي، وتسليم الإيرادات، وشكل القوات والانسحاب من المواقع.
وكان مصدران مطلعان أكدا أن السعودية طلبت من واشنطن ضبط النفس إزاء هجمات مليشيا الحوثي على سفن في البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه الرياض لاحتواء تداعيات حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
وأوضح المصدران، وفق وكالة رويترز، أن رسالة ضبط النفس، التي وجهتها الرياض إلى واشنطن، تهدف إلى تجنب المزيد من التصعيد، وأضافا أن الرياض راضية حتى الآن عن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الوضع.