أخبار سياسية

تقرير: أكثر من 220 قتيلاً مدنياً في اليمن خلال 2025 جراء الضربات الأمريكية

18/06/2025, 18:01:40

قالت منظمة "إير وورز" (Airwars)، إن أكثر من 220 قتيلاً مدنياً سقطوا خلال شهرين فقط من القصف الأمريكي على اليمن، في حصيلة "غير مسبوقة" للضحايا المدنيين في اليمن جراء الضربات الجوية الأمريكية عام 2025.

وأشارت المنظمة في تقرير لها، إلى أن الحملة التي قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد جماعة الحوثي أودت بحياة عدد من المدنيين خلال 52 يومًا يعادل تقريبًا ما سقط خلال 23 عامًا من العمليات الأمريكية السابقة في اليمن.

ووفقًا للتقرير، فقد وثقت "إير وورز" مقتل ما لا يقل عن 224 مدنياً خلال شهرين فقط من القصف المكثف الذي بدأ في مارس 2025، وانتهى باتفاق لوقف إطلاق النار في مايو. يأتي هذا بعد أن سجلت المنظمة مقتل نحو 258 مدنياً فقط خلال الفترة الممتدة من 2002 حتى بداية الحملة الأخيرة.

وأكدت المنظمة أن الهجمات الأمريكية لم تقتصر على استهداف المواقع العسكرية، بل شملت أيضًا مناطق مدنية مكتظة بالسكان، وسط تزايد التحذيرات من تجاهل معايير حماية المدنيين. ففي إحدى أبرز الهجمات التي وقعت في 17 أبريل، قصف الطيران الأمريكي ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 84 مدنياً، بينهم مسعفون تابعون للهلال الأحمر اليمني والدفاع المدني.

ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن المديرة التنفيذية لـ"إير وورز"، إميلي تريب، القول إن "قصص المدنيين في الحروب غالبًا ما يتم تجاهلها، لكن فهم ما حدث في اليمن أمر حاسم، خاصة مع تصاعد التوترات في المنطقة واستعداد الولايات المتحدة للتدخل في نزاعات أخرى".

وأوضحت تريب أن الولايات المتحدة، باعتبارها القوة العسكرية الأكبر عالميًا، تتحمل مسؤولية وضع معايير الحروب، مضيفة: "إذا لم يتم محاسبة هذه الحملة الدموية، فمن سيحاسب الحكومات في النزاعات المستقبلية؟".

وكان الرئيس ترامب قد أعلن في مايو عن اتفاق يقضي بوقف الضربات الجوية الأمريكية على اليمن، مقابل التزام الحوثيين بوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر. إلا أن الجماعة أكدت استمرار استهدافها للسفن والمصالح الإسرائيلية، تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة.

وفي تطور لافت، شن الحوثيون خلال عطلة نهاية الأسبوع ضربات جديدة على إسرائيل، بالتزامن مع هجمات شنتها إيران على أهداف إسرائيلية.

من جهته، قال ويس براينت، الضابط السابق في القوات الخاصة الأمريكية، إن الإدارة الأمريكية لم تتبع على الأرجح الإجراءات الكافية لحماية المدنيين خلال الحملة الجوية الأخيرة في اليمن. وأكد أن شدة الضربات، إلى جانب غياب القوات الشريكة على الأرض، جعل من شبه المستحيل تطبيق معايير تقليل الأضرار المدنية بشكل فعّال.

وفي وقت سابق، كشف تقرير دولي أن العمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي أسفرت عن مقتل نحو 400 عنصر حوثي، في واحدة من أعنف الحملات الجوية الأمريكية في البلاد منذ سنوات.

ووفقاً لتقرير صادر عن «مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح» (ACLED)، فإن عملية «الفارس الخشن» التي أطلقتها الولايات المتحدة بين 15 مارس/آذار و5 مايو/أيار 2025، شملت 461 غارة جوية وهجوماً بطائرات دون طيار استهدفت مواقع متعددة للمليشيات الحوثية.

وأوضح التقرير أن العملية أسفرت عن مقتل 515 شخصاً على الأقل، بينهم 131 مدنياً، و384 مقاتلاً حوثياً، في إطار الرد الأمريكي على هجمات المليشيات ضد طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وضد إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد قدمت دعمًا واسعًا للحملة العسكرية التي قادتها السعودية ضد الحوثيين في 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف المدنيين، حسب بعض التقارير، قبل أن تتراجع حدة الحرب بشكل كبير بعد هدنة عام 2022.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.