تقرير دولي: هجمات الحوثيين تثير مخاوف متزايدة بشأن الملاحة الدولية

ذكرت منصة "لويدز ليست"، المتخصصة في شؤون الملاحة والتأمين البحري، أن الهجمات الحوثية الدامية أثارت موجة من القلق في أوساط قطاع الملاحة الدولية بشأن فعالية وتحديث تقييمات المخاطر في البحر الأحمر.

وأشارت المنصة، في تقرير لها، إلى الهجوم الذي نفذته جماعة الحوثي ضد سفن شحن تجارية في البحر الأحمر، وعلى رأسها الهجوم على السفينة اليونانية التشغيل "إتيرنيتي سي".

وبحسب التقرير، قُتل ثلاثة بحارة على متن السفينة "إتيرنيتي سي"، التي ترفع علم ليبيريا وتبلغ حمولتها 36,830 طنًا، جراء سلسلة من الهجمات المتواصلة، لتُسجل بذلك ثاني استهداف مباشر لسفينة تجارية في أقل من 24 ساعة، بعد أشهر من التوقف النسبي في العمليات الهجومية.

وأشارت المنصة إلى أن الهجمات طالت أيضًا سفينة الشحن "ماجيك سيز" في اليوم السابق، وقد تبيّن أن كلتا السفينتين تنتميان إلى أساطيل تجارية نفذت زيارات متكررة لموانئ إسرائيلية خلال العام الماضي، الأمر الذي تعتبره جماعة الحوثي مبررًا لاستهدافها.

وكشفت المنصة أن السفينة "إتيرنيتي سي" كانت تُشغّل من قبل شركة "كوسموشيب مانجمنت" (Cosmoship Management) اليونانية، التي تدير أيضًا سفينة الحاويات "إتش إس إل نايك" (HSL Nike)، التي كانت متجهة إلى ميناء حيفا في الوقت نفسه الذي كانت فيه "إتيرنيتي سي" تبحر في منطقة عالية الخطورة.

وأوضح التقرير أنه برغم تواجد فريق أمني مسلح مكوّن من ثلاثة أفراد على متن "إتيرنيتي سي"، إلا أن أسئلة جدية بدأت تُطرح حول دقة تقييمات المخاطر المُعتمدة، ودور الشركات الأمنية في تقديم النصح المناسب للمشغّلين.

وفي هذا السياق، نقلت المنصة عن رئيسة وحدة الاستخبارات في شركة "فانجارد" (Vanguard) لإدارة المخاطر البحرية، إيلي شافيك، القول: "هذا الحادث المأساوي يسلّط الضوء من جديد على أهمية الالتزام بالتدقيق المستمر والقيام بتقييمات مخاطرة دقيقة وشاملة، الهدوء النسبي في الشهور الماضية ربما أدى إلى تراجع الشعور بالإلحاح لدى بعض الجهات، لكن ذلك لا يعني أن نوايا الحوثيين قد تغيّرت".

وفيما يواصل بعض المشغلين العودة التدريجية إلى المسار البحري عبر البحر الأحمر بعد فترة من إعادة التوجيه، أعرب رئيس قسم السلامة والأمن في منظمة "بيمكو" (BIMCO) العالمية، جاكوب لارسن، عن قلقه البالغ، مشيرًا إلى أن استهداف سفن لها ارتباطات بإسرائيل يعكس "استهانة الحوثيين المتواصلة بأرواح البحارة"، على حد تعبيره.

وأضاف لارسن: "سقوط قتلى من البحارة يضع المسؤولية كاملة على عاتق المشغلين لاتخاذ قرارات مبنية على تقييمات واقعية وواضحة للمخاطر. إن إجراء فحوص دقيقة للارتباطات المعلنة والمحتملة بالسوق الإسرائيلية يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من أي تخطيط عبور في هذه المنطقة".

كما نقل تقرير منصة "لويدز ليست" عن مصادر أمنية بحرية أن بعض الشركات التي توفر خدمات الحماية المسلحة تصرّفت خلال العامين الماضيين بـ"قدر من التهاون"، عبر مواصلة مرافقة سفن تُعد "أهدافًا واضحة"، دون تقديم تحذيرات كافية للعملاء بشأن حجم الخطر.

وشدّدت المنصة على أن التهديدات ضد السفن ذات الصلة الفعلية أو المُتصورة بإسرائيل ستبقى مرتفعة، ما يستدعي من جميع المعنيين إعادة النظر بجدية في معايير العبور والسلامة في البحر الأحمر.