أخبار سياسية
ردود متباينة.. ترحيب وإدانة لقرار تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"
تواصلت ردود الفعل الكبيرة على قرار واشنطن تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية".
وفي مقابل الترحيب بالقرار، واعتباره خطوة ضرورية نظير الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي، أدان البعض القرار واصفا إياه بالمخاطرة بالعمل الإنساني، ويضع عقبات كثيرة أمام استمرار العمل السياسي في اليمن.
ترحيب سعودي
وفي هذا السياق، رحبت السعودية بقرار تصنيف الخارجية الأمريكية مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، ووضع قياداتها ضمن قوائم الإرهاب.
وعبّرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، عن أن القرار يسهم في وضع حدٍ لأعمال مليشيا الحوثي وداعميها من خلال إيقاف تزويد الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وأكدت أن هذا التصنيف سيؤدي إلى دعم وإنجاح الجهود السياسية القائمة في اليمن.
كما أشاد مجلس النواب اليمني بالقرار، قائلا في بيان له "إن العالم قد أدرك وتأكد له حقيقة الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران".
وأشار المجلس إلى ما تقوم به المليشيا الحوثية من تدمير لليمن أرضاً وإنساناً، وما تشكله من خطرٍ على السلم والأمن الدوليين، والتي كان آخرها الجريمة الإرهابية التي نفذتها بمطار عدن الدولي.
ودعا الكونجرس الأمريكي بمكونيه (الشيوخ والنواب) إلى القيام بمسئوليته التاريخية بإصدار القرار الذي سيكون له مردود كبير على السلم والأمن الدوليين.
وعتبر أن القرار سيدفع مليشيا الحوثي للجلوس على مائدة المشاورات واحترام الاتفاقات والمعاهدات، التي كانت تضرب بها عرض الحائط، بعد كل توقيع مباشرة عليها.
وناشد مجلس النواب برلمانات العالم دعم هذه الخطوة، ودفع حكومات بلدانها إلى اتخاذ موقف تدين فيه مليشيا الحوثي ومن يقف وراءها من أجل أن تنعم الإنسانية في اليمن بالأمن والاستقرار، ويزول الخطر الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين.
"مخاطرة بالعمل الإنساني"
إلى ذلك، أكدت الأمم المتحدة مواصلة العمل مع جميع الأطراف في اليمن لاستئناف ومواصلة عملية سياسية شاملة للتوصل إلى تسوية تفاوضية شاملة لإنهاء الصراع.
وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن خطوة واشنطن لتصنيف الحوثي "جماعة إرهابية" تجعل العمل الإنساني والسياسي للأمم المتحدة في اليمن أكثر تعقيدا.
وأوضح أن الخطر المتزايد للمجاعة في اليمن يتطلب ضرورة أن تمنح الولايات المتحدة -بسرعة- التراخيص والإعفاءات اللازمة لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية المبدئية إلى جميع الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
كما وصف سفير الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق إلى اليمن، جيرالد فيرستين، إدراج جماعة الحوثي في اليمن على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية ب"الخطأ الكبير".
وقال في تصريحات لقناة "سي إن إن": إن الإقدام على هذه الخطوة يعتبر مشكلة لأمريكا من ناحية لعب دور في حل النزاع،
موضحاً أن الحوثيين -نوعا ما- لن يكونوا متأثرين بذلك، ومن الواضح أن إيران لا تكترث إن تم تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية" من عدمه، حسب تعبيره.
وأضاف أن إدارة ترمب تقول إن هؤلاء الحوثيين إرهابيون ، وهذا يتطلب من إدارة بايدن القول إنهم ليسوا كذلك، وهو أمر ليس بالسهل، حيث سيكون لديها الكثير من الأمور، والحوثي على سُلم أولوياتها.
وفي السياق ذاته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي الديمقراطي، جريجوري ميكس، إن تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية" قُصر نظر، ويعرّض حياة الشعب اليمني للخطر.
وأضاف، في بيان، أن سلطات العقوبات الأميركية قويّة، ولهذا يجب على الولايات المتحدة أن تستخدمها بشكل فعّال ومناسب، وعدم تسييسها تحت أي ظرف من الظروف، كما هي الحال مع هذا التصنيف.
وقال إنه "إذا تم إلغاء التصنيف بسرعة من قبل إدارة بايدن، فسيحدث الضرر، مع تأثير مخيف على شركاء الولايات المتحدة المنفذين في اليمن، والمزيد من عزل الحوثيين كفاعلين سياسيين"، مؤكدا أن "إطلاق هذه التصنيفات لا يمثل مخرجا من الحرب في اليمن".
"حياة الأبرياء في خطر"
بدورها، قالت منظمة "أوكسفام" الأمريكية إن تصنيف واشنطن للحوثيين "منظمة إرهابية" سيعرّض حياة الأبرياء للخطر.
وأضاف مسؤول السياسات الإنسانية لدى المنظمة، سكوت باول، أن ذلك لن يساعد في حل النزاع أو تحقيق العدالة بخصوص الانتهاكات، بل "سيؤدي إلى تصعيد معاناة ملايين اليمنيين".
وأشار إلى أنه "بسبب هذا التقرير ستُمنع المساعدات الإنسانية وكذلك السلع والأفراد القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية من دخول شمال اليمن، حيث يعيش 70٪ من السكان، كما ستُقلص ذلك بشكل كبير في بقية أنحاء البلاد".
وانتقد المجلس النرويجي للاجئين توقيت تصنيف الخارجية الأمريكية مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، باعتبار أن اليمن على حافة الانهيار، "جراء ضعف المساعدات الإنسانية".
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، لجان إيغيلاند، في تغريدة له على "تويتر"، إن "اليمن يعيش على حافة الانهيار، فيما تعاني وكالات الإغاثة من ضعف المساعدات الإنسانية ونقص التمويل".
وأضاف أن "القرار الأمريكي في هذه المرحلة يمكن أن يكسر شريان الحياة للملايين". وأكد على ضرورة أن تكون الإعفاءات الخاصة بأعمال الإغاثة والإمدادات المدنية واضحة تماما.
وكانت الخارجية الإيرانية قد اعتبرت القرار "دليل إفلاس".
وقالت إن جهود أمريكا لوضع الحوثيين على قائمة الإرهاب "تعبير عن إفلاس إدارة ترمب المنتهية صلاحيته".
وقال عضو المجلس السياسي للمليشيا، محمد علي الحوثي، إن جماعته تحتفظ بحق الرد على أي تصنيف أمريكي لهم.
وقال، في تغريدة على "تويتر"، إن "ما تقدم عليه إدارة ترمب من سياسات تعبّر عن أزمة في التفكير، وهو تصرف مدان".
وأضاف الحوثي أن الولايات المتحدة مصدر الإرهاب، و"سياسة إدارة ترامب إرهابية"، حسب قوله.