فايننشال تايمز: تهديد الحوثيين بتصعيد الهجمات يرفع المخاطر على الملاحة الدولية

حذّرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية من أن إعلان مليشيا الحوثي تصعيد هجماتها في البحر الأحمر يُهدّد بشكلٍ كبيرٍ الملاحة البحرية على أحد أهم طرق التجارة العالمية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية، والتي شهدت مؤخّرًا غرق سفينتين في يوليو 2025، أدّت إلى تراجعٍ كبيرٍ في أعداد السفن التي تستخدم الممرّات التقليدية، مما أجبر العديد من مالكي السفن على اللجوء إلى الطرق البحرية الأطول والأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح.

وذكرت الصحيفة أن هذه التطوّرات تؤدّي إلى زيادة في كلفة النقل وتأخيرٍ في حركة البضائع، ما يؤثّر سلبًا على الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد، لا سيّما مع التوتّرات السياسية المرتبطة بالوضع في غزة والتداعيات الإقليمية المترتّبة عليها.

وأشارت الصحيفة إلى احتجاز الحوثيين لعددٍ من طاقم إحدى السفن، مع غياب أيّ مفاوضاتٍ جاريةٍ لإطلاق سراحهم، مما يضيف طبقة من التعقيد والتوتّر على الأوضاع الأمنية البحرية في المنطقة.

وقال خبراء أمنيّون إن تصعيد الحوثيين قد يشمل استهداف سفنٍ ترتبط بدولٍ مختلفة، مما قد يوسّع نطاق المخاطر ليطال السفن التي لها صلات بالولايات المتحدة ودولٍ أخرى، ما يزيد من تعقيد الوضع الدولي ويضع ضغوطًا إضافية على الأمن البحري.

وحول ذلك، قال مارتن كيلي، رئيس قسم الاستشارات في مجموعة EOS Risk: "تصريح الحوثيين يشير إلى تحوّلٍ في النوايا قد يقود إلى هجماتٍ وشيكةٍ في الفترة القادمة".

ونقلت "فايننشال تايمز" عن خبيرٍ أمنيٍّ بحري، ذكرت أنه طلب عدم الكشف عن هويته، القول إن تصعيد الحوثيين يأتي في ظلّ غضبٍ دوليٍّ واسعٍ إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، مما يمنحهم ذريعةً لتكثيف هجماتهم على السفن.

ومساء أمس الأحد، أعلنت مليشيا الحوثي أنها ستهاجم السفن التابعة لأيّ شركةٍ تتاجر مع إسرائيل "بغضّ النظر عن جنسية تلك الشركة".