تقارير

اتفاق السلام في غزة.. بداية لنهاية الحرب أم مقدمة لسلام هش تتربص به اتفاقات عابرة؟

14/10/2025, 08:15:09

اتفاق السلام في غزة يفترض أنه يضع حدا لحرب استمرت زهاء عامين هي الأشد في تاريخها وفق المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث بدأت صباح اليوم الاثنين عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين ضمن اتفاق وقف اطلاق النار في غزة.

وعقدت يوم أمس قمة دولية في شرم الشيخ برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب وبمشاركه قادة أكثر من 20 دولة بهدف إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لكن في الواقع تبدو الأرض مدخنة بجراح الحرب وتداعياتها.

حتى وإن انسحب المقاتلون وعاد الأسرى فلا تزال رائحة الحرب لم تغادر بعد، فيما تعود الحياة للأحياء المدمرة ويمضي العائدون ومع كل بند من بنود الاتفاق يختبر الجميع معنى السلام وسط الانقاض، وتولد أسئلة أكبر من الإجابات، هل ما جرى والفعل بداية لنهاية الحرب؟ أم مقدمة لسلام هش تتربص به اتفاقات عابرة للوجود الفلسطيني بين الوسطاء الاقليميين؟

الحرب استهلكت أهدافها

يقول الباحث السياسي الدكتور معاذ العمودي، إن الحرب استهلكت أهدافها، فالاحتلال الإسرائيلي منذ نصف عام أو يزيد قليلا، كانت الحرب لأجل القتل والتدمير وإنهاء غزة بهدف التهجير وطرد الفلسطينيين من أرضهم بناء على مخططات الصهيونية الدينية ومخططات نتنياهو التي كان مساند لها ترامب ضمن رؤية اقتصادية وايضا دينية.

وأضاف: كان هناك هدفين أساسيين، الأول طرد الفلسطينيين وتهجيرهم، والثاني تمدد إسرائيل في المنطقة العربية، وفق منطق إسرائيل الكبرى، الذي طرح وبقوة وهذا ايضا أثار مخاوف الدول العربية.

وتابع: الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تحصل على الصورة حالياً، فترامب واضح أنه رئيس يتعامل بالإعلام، بتصريحات هوجاء، فيها نوع من استعراض القوة، ونوع من استعراض الحالة الشخصية والقوة الشخصية والزعامة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة المركزية في العالم، وعليه أن يفرض هذا الشيء ووجد ضالته من خلال أن الحرب استنفذت أهدافها ويجب أن يطرح هذا المبدأ وهو الذي أكد عليه اليوم أنه حان وقت السلام والناس قد تعبت في غزة.

وأكد أن مخطط التهجير فشل في النهاية.

وأردف: ربما إسرائيل كانت تريد أن تدخل في المنطقة العربية ولكن هذه المرة ليست على مبدأ الردع وإنما على مبدأ السيطرة والنفوذ داخل المنطقة العربية، أي النفوذ والتغلغل داخل المنطقة العربية وهي متسيدة أو ما يمكن تسميته علاقة الطرف المحيط أو الضلع الخاص بالغرب في المنطقة، وامتداد لمصالح الحضارة الغربية والخير والرجل الأبيض والتكنولوجيا وكل هذا الحديث في المنطقة. وهو ما أثار مخاوف الدول العربية والنظام العربي.

وزاد: نحن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية دائما تفاوض عبر وسطاء، مفاوضاتها أو اتفاقياتها تتم عبر اتفاقيات ثنائية ما بين الولايات المتحدة الامريكية مع أي دولة من الدول الأخرى.

وقال: هذه المرة وجدت الولايات المتحدة أن هناك إجماعا عربيا، ربما تشكل هذا الإجماع نتيجة الخوف العربي من التصريحات الإسرائيلية.

وأضاف: الأمريكيون وكذلك نتنياهو، يعتقدون أنه يجب القفز على مسألة الدولة الفلسطينية حاليا وأنه لا يوجد أي طريق هنا إلا لإنهاء الحرب وإيجاد حل مؤقت لسكان قطاع غزة، تحت مبدأ وقف الحرب دون الوصول إلى الدولة الفلسطينية.

وتابع: هذا المؤتمر الذي يحصل حاليا، هو إعادة تموضع للحالة المؤقتة في قطاع غزة، أن الحرب أوقفت وأوقف القتل والناس تريد أن تعيش، لكن دون الوصول للدولة الفلسطينية، وهذا هو مكمن الخطورة الكامل في هذا الاتفاق.

وأردف: كان يجب أن يتوج الفلسطينيون على الأقل بجزء من حقوقهم السياسية التي تعني دولة فلسطينية ذات مؤسسات، وإنهاء معاناة الفلسطينيين التي استمرت ليس فقط منذ السابع من أكتوبر، بل منذ عام 1917 منذ وعد بالفور والحركة الصهيونية الى الآن.

ليس مؤتمر سلام

يقول المحامي في مبادرة لاهالي للقانون والعدالة الدكتور وسيم الشنطي، ما حدث اليوم في شرم الشيخ في كل الأحوال لا يمكن اعتباره هو مؤتمر سلام كما أعلن عنه من قبل الرئيس الأمريكي، وربما اليوم شفنا بشرم الشيخ ظاهرة جديدة لم تحدث مطلقاً في عالم حل الصراعات، أنه في اتفاق يوقع عليه الضامنون دون حضور أطراف، وليست أطراف وقعوا على هذا الاتفاق بشكل علني.

وأضاف: اليوم في شرم الشيخ وقع فقط الضامنون على الاتفاق لكن أطراف الاتفاق هم غير موجودين أساساً بالمؤتمر سواء حركه حماس أو الصفة الرسمية للدولة الفلسطينية، وكان وجود الرئيس الفلسطيني شبه شكلي في هذا المؤتمر، وحتى إسرائيل لم تكن أيضاً موجودة فكيف يمكن اعتباره مؤتمر سلام كما أعلن ترامب، بأننا بدأنا الآن مرحلة جديدة في الشرق الأوسط؟

وتابع: هل هذا مؤتمر سلام وأطراف النزاع أساساً لم يكن لهم دور في هذا المؤتمر إضافة لذلك أنه لم يناقش شيء يتعلق بالسلام داخل المؤتمر؟

وأردف: نحن استمعنا إلى الكلمات التي قيلت، كلها كلمات إشادة أو شكر، ولم يناقشوا أي قضايا تتعلق بالسلام.

وزاد: حتى الآن لا يوجد شيء معلن في هذا الاتفاق، لم تعلن عن أي ضمانات، ما أعلن هو فقط خطة ترامب ذات الـ 21 بندا.

وقال: لا يعلم أحدا على ماذا تم التوقيع أصلا في شرم الشيخ اليوم، على ماذا وقع الضامنون؟ لا يوجد أحدا يعلم هل هم وقعوا على ضمان إنهاء الحرب فقط أم وقعوا على خطة سلام؟

وأضاف: على أي حال طالما أن المعلومات غير واضحة، ولم ينشر أحد معلومات حول ما تم التوقيع عليه.

وتابع: من الناحية القانونية بكل الأحوال لا يمكن اعتبار ما تم معاهدة سلام، ولا يمكن اعتبار المؤتمر الذي عقد اليوم هو مؤتمر سلام.

وأردف: نحن شفنا مؤتمرات سلام قبل ذلك مثل مؤتمر مدريد على سبيل المثال اجتمعت فيه الدول المعنية التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية، وتناقشت قضايا السلام ونتج عنه اتفاقية أوسلو، هذا يمكن اعتباره مؤتمر سلام، لكن مؤتمر شرم الشيخ عندما يأتي قادة دول ليس لهم علاقة بالقضية الفلسطينية، ويغيب قادة دول على تماس مباشر بالقضية الفلسطينية ولم تناقش أي قضايا تتعلق بالسلام فلا يمكن اعتبار هذا اتفاقية سلام.

وزاد: إضافة لذلك من الناحية القانونية يوجد نقطة مهمة، أنه أي اتفاقية حتى يمكن اعتبارها اتفاقية دولية تنطبق عليها أحكام اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات فإنه يجب أن توقع تلك الاتفاقية بين دول بمعنى أنه يجب أن تكون دولتين هي من توقع هذه الاتفاقية.

الصعوبات والتحديات

تقول الناشطة الإعلامية أنسام أبو وعودة، في الحديث عن قطاع غزة والتحديات التي تواجه قطاع غزة كثيرة ما بين إنسانية واقتصادية وصحية، وكافة مناحي الحياة معطلة، كيف يمكن لها أن تكون حية وهي بلا بيوت تأوي النازحين؟ كيف لها أن تكون حية وهناك في كل بيت شهيد وجريح وأسير؟ كيف لها أن تكون حية ومعالم الحياة من طعام وشراب لا زالت مفقودة؟

وأضافت: رغم ما صرحوا به بأنه تم إدخال بعض شاحنات المساعدات، إلا أن الحياة في قطاع غزة تحتاج للكثير منا حتى تستنهض وتقف على أرجلها مرة أخرى.

وتابعت: البنية التحتية للموارد الصحية غير متوفرة البنية التحتية لمواد البناء غير متوفرة البنية التحتية أصلاً للصحة النفسية لأهالي قطاع غزة غير متوفرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والغزاوي أنهك كلياً.

وأردفت: الآن بعد سنتين لا يستقوي على أحد أن يقول كلمته في هذا الواقع المر الذي يعيشه، لكننا من خلال تواصلنا مع أهالينا في قطاع غزة وأصدقائنا هناك، لا زال الجميع هناك يقول نحمد الله أنها توقفت الحرب بعد ذلك كل شيء يهون.

وزادت: رغم الألم رغم الصعوبات رغم ما عاشوه من اضطهاد في قطاع غزة خلال سنتين، إلا أنهم يقولون، سنعيش ونعمر ونبقى في قطاع غزة رغم الألم.

وقالت: الكثير من الأصدقاء والأصحاب كنا نطرح عليهم أن يخرجوا لفترة نزهة أو لتغيير أجوائهم لكن يقولون لنا غزة هي مأوانا ولن نرحل عن غزة رغم ما فيها من ردم وهدم و قهر وظلم وموارد صحية مفقودة.

تقارير

غياب إصلاح جاد لمجلس القيادة الرئاسي يترك اليمن لمصير الوضع القائم

تحليل لمركز "ميدل إيست فورم أوبزرفر" الأمريكي، كتبه الخبير في الشأن اليمني فرناندو كرفخال، العضو السابق في لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، يقول إن غياب إصلاح جاد لمجلس القيادة الرئاسي يترك اليمن لمصير الوضع القائم، وإن "المستقبل يبدو قاتمًا في ظل تفشي الخلافات السياسية ومعاناة ملايين اليمنيين جراء انقطاع الرواتب والخدمات الأساسية".

تقارير

90 طبيبا فقط لبلد مثقل بالأوجاع.. واقع مأساوي للصحة النفسية في صنعاء

يزداد القلق في العاصمة صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرة ميشيا الحوثي، مع تفاقم معاناة آلاف المرضى النفسيين في ظل غياب شبه تام للرعاية الصحية وانهيار مؤسسات الدعم النفسي؛ مما جعل حياة كثير من اليمنيين تنزلق إلى دوامة العنف واليأس والانتحار.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.