تقارير

استهداف رئيس حكومة الحوثيين في صنعاء.. هل يفتح مرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل؟

10/09/2025, 13:31:27
المصدر : موقع ذا ستار (The Star) – ترجمة خاصة

دخلت المواجهة بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن مرحلة جديدة، عقب الغارة الجوية الإسرائيلية في 28 أغسطس التي أودت بحياة أحمد الرحوي، رئيس الحكومة المدعومة من الحوثيين، إلى جانب تسعة من وزرائه.

وبحسب التقارير، كان المسؤولون الحوثيون مجتمعين في صنعاء يتابعون خطابًا متلفزًا لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي حول حرب غزة، عندما وقعت الغارات. ووفق مصدر حوثي، نفذت الطائرات الإسرائيلية عشر ضربات استهدفت مبنى في جنوب صنعاء.

وتُعد هذه أول مرة منذ بدء إسرائيل ضرباتها في اليمن في يوليو 2024 يُقتل فيها قياديون بارزون من الحوثيين، ما يثير تساؤلات حول الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، وقدرة الحوثيين على الصمود، وإمكانية توسع دائرة التصعيد الإقليمي.

رد الحوثيين

جاء رد الجماعة سريعًا ومشحونًا بالتحدي، إذ تعهدت بالاستمرار في دعم غزة وتعزيز قواتها المسلحة.

في 30 أغسطس، حذّر مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، من أن “على إسرائيل أن تنتظر أيامًا سوداء”.

كما أكد وزير الدفاع محمد ناصر العاطفي أن قوات الحوثيين “جاهزة على جميع المستويات لمواجهة إسرائيل”، فيما شدّد رئيس الأركان محمد عبدالكريم الغماري على أن “العدوان الإسرائيلي على المواقع المدنية لن يمر دون عقاب”.

وفي الأول من سبتمبر، أعلنت الجماعة استهداف ناقلة النفط سكارليت راي المرتبطة بإسرائيل في شمال البحر الأحمر، وأطلقت لاحقًا دفعات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، وصولًا إلى إيلات وتل أبيب.

إحدى الطائرات أصابت صالة الوصول في مطار رامون قرب إيلات، ما أدى إلى إصابة شخصين على الأقل وتعليق مؤقت لحركة الطيران. ويرى محللون أن الحوثيين يسعون إلى جرّ تل أبيب إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.

كما صعّدت الجماعة باحتجاز موظفين أمميين، إذ اعتقلت في 31 أغسطس ما لا يقل عن 11 موظفًا من الأمم المتحدة، ليرتفع عدد المحتجزين في مناطق سيطرتها إلى 34، وفق المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، متهمة إياهم بالتجسس لصالح إسرائيل والولايات المتحدة.

هل يتوسع الصراع؟

يرى محللون أن مقتل قيادات مدنية لن يؤثر كثيرًا على القدرات العسكرية للحوثيين، نظرًا لتمركز القيادات الميدانية في مناطق جبلية نائية شمال البلاد يصعب الوصول إليها.

ويقول الخبير العسكري اليمني علي بن هادي: “معظم القادة العسكريين الكبار يتمركزون في مناطق جبلية نائية، ما يجعل استهدافهم في غاية الصعوبة”.

ويذهب مراقبون إلى أن الضربات الأخيرة قد تكون مقدمة لحملة أوسع ضد قيادات الحوثيين، بما قد يعرقل التفاهمات الإقليمية الهشة ويفاقم حالة عدم الاستقرار.

المحلل السياسي اليمني محمد محسن قال: “إسرائيل تخاطر بالانجرار إلى صراع بلا مخرج واضح. فإذا واصل الحوثيون هجماتهم، فقد تجد إسرائيل نفسها مضطرة لتخصيص موارد أكبر، فيما تواجه تحديات أمنية متصاعدة في الداخل”.

تهديدات بحرية وتداعيات إقليمية

يحذر خبراء من أن التوترات قد تتجاوز حدود اليمن، فممرات البحر الأحمر ومضيق باب المندب الحيوية للتجارة العالمية مهددة بالمزيد من المواجهات.

ويرى محللون أن أي تصعيد قد يفتح الباب أمام مشاركة فصائل يمنية أخرى مدعومة من السعودية والإمارات، بدعم عسكري أو سياسي من واشنطن، ما قد يزج بقوى إقليمية متعددة في صراع متسع.

كما أن التوترات الحالية تضغط على ترتيبات التهدئة التي توسطت فيها واشنطن مع الحوثيين في مايو الماضي وأسفرت عن تهدئة نسبية في البحر الأحمر. لكن أي استهداف جديد للسفن الأميركية قد يقوض الاتفاق ويدفع واشنطن إلى مواجهة مباشرة مع الحوثيين.

صراع يتجاوز حدود غزة

ويخلص محللون إلى أن هذا التصعيد يؤكد أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ما يزال يؤجج عدم الاستقرار الإقليمي، ويمتد أثره ليجذب أطرافًا جديدة إلى دائرة المواجهة.

تقارير

خبراء يتوقعون ردا إسرائيليا وشيكا على الحوثيين بعد استهدافهم مطار رامون

قال خبراء أمنيون إن الهجوم الذي نفذته ميليشيا الحوثي في اليمن بطائرة مسيّرة على مطار رامون الإسرائيلي قرب إيلات يمثل “انتصاراً تكتيكياً صغيراً” للجماعة المدعومة من إيران، لكنه في الوقت ذاته قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد، في وقت لا يزال قادتها يحاولون استيعاب الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم إثر ضربة إسرائيلية استهدفت كبار مسؤوليهم، وفق ما أورده موقع "The Media line".

تقارير

الاحتلال يقصف الدوحة.. هل أصبحت السماء العربية ميدانا مفتوحا للطيران الإسرائيلي؟

قبل أن يصل السلام إلى ساحة المعركة، ليوقف نزيف الدم وحرب الإبادة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، أرادت إسرائيل أن توصل الحرب إلى طاولة المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، وهذا ما تبني عليه إسرائيل استراتيجيتها لقطع الطريق أمام أي احتمالات سلام، وإغلاق الباب أمام قطر، التي سعت أن تكون منصة حوار وتهدئة

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.