تقارير
الانتقالي يتنصل من اتفاق الرياض ويضع الحكومة تحت وصاية مليشياته
من جديد يغرّد المجلس الانتقالي الجنوبي "المدعوم اماراتيا" خارج سرب اتفاق الرياض، ويعود إلى ممارسة الابتزاز السياسي لحكومة المناصفة.
هذه المرّة استغل رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، المقيم في ابوظبي، انشغال اليمنيين بمعركة مأرب ليتنصل بشكل تام من اتفاق الرياض، ويهرول باتجاه التلويح بالانفصال.
لغة الشماتة كانت بادية في التصريحات التي ادلى بها لصحيفة "الجارديان" البريطانية، التي كشف عبرها عن ما تحاول السعودية والإمارات إخفاءه من موقف إزاء هجوم الحوثيين على مأرب.
العلاقات بين مليشيا الحوثي والمجلس الانتقالي لم تكن وليدة اللحظة، فمازال الكثير من المتابعين يتذكّر التهاني والتبريكات، التي أرسلها الزبيدي أثناء اقتحام الحوثيين العاصمة صنعاء.
كما يقوّض الانتقالي جهود الحكومة في عدن، ويضعها تحت وصاية مليشياته في استنساخ للتجربة الحوثية في صنعاء، يراهن الزبيدي على اأن هجوم الحوثيين على مأرب قد يغيّر المشهد السياسي من خلال حرمان الحكومة من آخر ما تبقى من أراضيها، حد قوله.
يعتقد الزبيدي بل ويؤمن بأن طريق الانفصال يمر بالضرورة مع فكرة تسليم المحافظات الشمالية لمليشيا الحوثي، التي لن تطالب بالجنوب، أو هكذا يتصوّر من وضعوا السيناريو له.
التماهي بين الحوثي والانتقالي يمثل خطرا حقيقيا على الحكومة اليمنية إدراك خطورته، وبالتالي مواجهته، فقد سبق أن أبدى الزبيدي استعداد الانتقالي للجلوس على طاولة الحوار مع الحوثيين، باعتبارهم سلطة الأمر الواقع، مشترطاً اعترافهم بحق شعب الجنوب، حسب زعمه.
كان الأمل من إشراك الانتقالي في الحكومة بأنه سيخفف مطالباته المتكررة بالانفصال، ويوحّد جهود المجلس مع الحكومة لمواجهة مليشيا الحوثي، لكن ما حدث هو العكس تماماً.