تقارير

الجارديان: محادثات الرياض تهمّش الجنوب وتقرر تقاسم إيراداته مع الحوثيين

21/09/2023, 07:50:44
المصدر : الجارديان - ترجمة: عبد الله قائد

قال قادة حركة استقلال جنوب اليمن إنهم استبعدوا من المحادثات الحرجة، التي عُقدت في الرياض بين المملكة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين، حول مستقبل اليمن.

وحذَّروا من أن أي اتفاق سلام لا يمكن فرضه على الجنوب، قائلين إن السيطرة الإيرانية المحتملة على الممرات المائية الإستراتيجية في باب المندب على المحك.

فبعد خمسة أيام غير مسبوقة من الاجتماعات مع وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، عاد قادة الحوثيين، يوم الثلاثاء، إلى عاصمتهم صنعاء، قائلين إن المحادثات كانت إيجابية.

وكان هذا أول اجتماع رسمي بين السعوديين والمتمردين الحوثيين، منذ التدخل العسكري السعودي في عام 2015، ويعكس هذا تصميم المملكة العربية السعودية على إنهاء الصراع.

يقوم وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن، ومن خلال محادثات مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بالضغط على الدولتين الخليجيتين للعمل معا لتأمين انفراجة، غير أن الإماراتيين، الذين يدعمون المجلس الانتقالي الجنوبي، يخشون أن تكون المملكة العربية السعودية مستعدة لإبرام أي اتفاق مع المتمردين الحوثيين طالما أنهم يضمنون وقف الهجمات، وخاصة ضربات الطائرات المسيَّرة العابرة للحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية.

اللواء عيدروس الزبيدي، زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، الذي يسعى إلى استقلال الجنوب، قال لصحيفة الغارديان: "لقد تم تهميشنا وتنحيتنا من هذه المحادثات. لا نعرف ما يحدث إلا من خلال وسائل الإعلام".

كما جرى استدعاء زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الرياض، الأسبوع الماضي، وبقي هناك لمدة يومين دون مقابلة مع المفاوضين السعوديين.

وقال الزبيدي، الذي يتواجد في نيويورك للمرة الأولى بشكل أساسي كعضو من الوفد اليمني الرسمي للحكومة، إن "مطالب الحوثيين، بما في ذلك فتح الطرق والموانئ ودفع رواتب موظفي الخدمة المدنية المعينين من قِبلهم (الحوثيين)، كلها تأتي في سياق اليمن الموحَّد المفترض".

وردا على سؤال حول التقارير، التي تفيد بأن السعودية تقترح أن تذهب 80٪ من الإيرادات في الجنوب إلى الحوثيين، وأن يطلب من جميع القوات الأجنبية مغادرة اليمن، قال: "الجنوب وحده هو الذي يمكنه أن يقرر مصير موارد الجنوب. إن إعطاء عائدات من الجنوب للحوثيين يقوِّض حقنا في تقرير المصير".

وقال الزبيدي إن عائدات النفط الحالية لا تكفي حاليا لدفع رواتب الحكومة اليمنية في الجنوب: "إذا لم تكن الإيرادات كافية بالنسبة لنا، فكيف يمكن تقاسمها مع الشمال؟".

وقال الزبيدي إن الوضع الراهن للعنف المنخفض المستوى أفضل من اتفاق سيئ، مضيفا: "يجب أن يسبق المفاوضات وقف كامل لإطلاق النار من قِبل الحوثيين".

وتابع: "إذا جرى دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية المعلقة نيابة عن الحوثيين وفتحت جميع الموانئ قبل وقف إطلاق النار، فهذا يعني أن ابتزاز الحوثيين يكون قد نجح!"، رافضا انسحاب قوات التحالف العربي.

وفي إشارة إلى كيفية اكتساب القضية الجنوبية شرعية دولية، يتواجد الزبيدي في نيويورك مع الوفد الرسمي للحكومة اليمنية، الذي يرأسه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي.

وقال الزبيدي: "إذا تم التوصل إلى اتفاق سيئ يسمح فعليا باستيلاء الحوثيين على السلطة، فإن إيران -من خلال الحوثيين- ستسيطر على آبار النفط في الجنوب وطريق باب المندب التجاري، الذي تتدفق عبره مليارات الدولارات من النفط".

جرى تعيين العليمي زعيما لمجلس القيادة الرئاسي بشكل كبير من قِبل السعوديين، غير أنه لا يبدو أنه يتمتع بالدعم الشعبي نفسع في جميع أنحاء الجنوب  مثل المجلس الانتقالي الجنوبي.

جرى توحيد اليمن فقط في عام 1990، إلا أن بضعة من اللاعبين الدوليين، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، كانوا مهتمين بإحياء دولة جنوبية منفصلة.

وقال الزبيدي: إن "الأزمة الإنسانية ما تزال على وشك الكارثة"، وبيَّن أن "مسألة استقلال الجنوب يجب أن تحل من خلال استفتاء تُشرف عليه الأمم المتحدة.

وأضاف أنه يريد أن يرى قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في اليمن لمراقبة أي وقف لإطلاق النار، وتسمح لأن تؤدي المفاوضات إلى تسوية دائمة.

ويبرز النزاع إلى أي مدى أن الصراع اليمني نابع من الخلافات الداخلية حول إدارة البلاد، وليس مجرد حرب بالوكالة، أو نتيجة للتدخل العسكري السعودي، المسمى "عاصفة الحزم"، في عام 2015.

بدأت الحرب في اليمن عندما نزل الحوثيون من معاقلهم في شمال اليمن، واستولوا على العاصمة صنعاء في عام 2014، مما أجبر الحكومة المعترف بها دوليا على الفرار إلى الجنوب، ثم إلى المنفى في المملكة العربية السعودية.

تعمل المملكة العربية السعودية على تقليل نزاعاتها الإقليمية، بما في ذلك من خلال استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، الدولة التي تفعل الشيء الكثير لدعم تقدُّم الحوثيين.

لقراءة المادة من موقعها الأصلي: الجارديان

تقارير

للهروب من أصحاب الديون.. طرقات متعرجة للوصول إلى المنزل

ما بين السخرية من مشاهد الهروب اليومية، وسرد تفاصيل الألم، يجلس مجموعة من الأصدقاء ليحكوا معاناتهم مع مرارة الديون التي تتراكم كل يوم مع انقطاع مصادر الدخل، وغلاء المعيشة، وتبعات الحرب وحالة عدم الاستقرار.

تقارير

الحديث عن السلام يتراجع في اليمن مع تهديدات الملاحة الدولية

وزارة الخارجية الأمريكية تقول في بيان، إن ليندركينغ سيسافر هذا الأسبوع إلى الخليج لبحث التنسيق الإقليمي بشأن حماية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن في ظل الهجمات الإيرانية والحوثية على خطوط الملاحة الدولية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.