تقارير

الحيوانات كضحايا أيضا للحوثيين.. الألغام تقتل المواشي وتصيب الزراعة

05/07/2022, 09:16:03
المصدر : قناة بلقيس - محمد حفيظ - خاص

مع الطيور باكراً، غرّدت أمينة عبد الله (23 عاما) بنشاط، تداعب أوراق الشجر، وتقتلع سيقان العلف، لتطعم مواشيها وأغنامها كالمعتاد كل صباح في منطقة الفاو جنوب مدينة مأرب، شمال شرقي اليمن. 

ذهبت برفقة أغنامها إلى الوادي، الذي تركت الحشائش فيه دون قطاف لمدة عام تقريباً، بسبب الحرب التي دارت هناك، وأدّت إلى عدم قدرة الرعاة والمزارعين على دخول مزارعهم التي زرعها الحوثيون بالألغام والعبوات الناسفة حينها.

وعلى غير العادة، عادت أمينة إلى منزلها بلعبة حديدية كروية صلبة راقت لها ألوانها، فأخذتها من وسط الأشجار.

ومع وجبة الإفطار اجتمعت أسرة أمينة، المكوّنة من أب وأم وثلاثة أخوة، في حوش المنزل الطيني ذي الطابع البدوي المأربي القديم، وتحت عريش سقفه من الصفيح وخشب البرتقال، الذي تشتهر به المحافظة الصحراوية.

وهناك تكتشف أمينة بأن لعبتها لغم قاتل، لكن بعد أن انفجر بها، وقطع ساقها ويدها، وقتل شقيقها الأصغر، أثناء اجتماع الأسرة على مائدة الطعام.

أمينةواحدة من 60 امرأة قتلت وجرحت وأصيبت بإعاقات دائمة بألغام حوثية، وعبوات ناسفة في محافظة مأرب خلال الحرب، بحسب إحصائيات مكتب حقوق الإنسان في المحافظة.

وهي واحدة من النساء والأطفال رعاة المواشي في المحافظة، التي يعتمد غالبية السكان فيها على رعي الأغنام والإبل لتوفير لقمة عيش أسرهم.

انتشرت الألغام الحوثية بكثافة في المناطق الزراعية، ومساحات الرعي في المناطق الريفية خارج المدينة، مما أعاق رعاة المواشي من دخول مساحات واسعة، وذلك خوفا من تلك الألغام المتربصة بهم.

- قتل الرعاة والزراعة

تقول إحصائيات منظمات المجتمع المدني إن جماعة الحوثي زرعت 334 لغما وعبوة ناسفة في مزارع المواطنين، الذين منعتهم من مزاولة مهنتهم، مما أدى إلى تلف تلك المزارع وهلاكها، منها 29 مزرعة في مأرب.

فيما قُتل وجُرح 2185 رأسا من الأغنام والإبل بالألغام والعبوات الناسفة، التي زرعتها جماعة الحوثي في المراعي والوديان والطرق، بحسب تقرير "الألغام كابوس يطارد اليمنيين"، الذي أعدته 10 منظمات حقوقية، استهدفت 17 محافظة يمنية، كانت مسرحا للقتال.

- هناك قتلت أغنامي 

تقول هيلة ناصر (45 عاما) -راعية أغنام جنوب مأرب- إنها فقد 10 رؤوس من الأغنام وناقة واحدة بألغام متفرّقة في مناطق اعتادت على رعي أغنامها فيها، بمديرية صرواح، جنوب مدينة مأرب.

وفي مأرب وحدها، قتلت وجرحت 302 رأس من الماشية بين أغنام وإبل بإنفجارات ألغام في مناطق متفرّقة شهدت مواجهات، ودخلتها جماعة الحوثي.

وعبّرت هيلة عن حزنها لفقدانها مواشيها بالألغام، لكنها أكثر حزنا على العشب الذي لم تعد أغنامها تستطيع الوصول إليه، في المناطق التي باتت خطرة، ويُعتقد وجود ألغام فيها، ولم تستطع فِرق نزع الألغام الوصول إليها.

وهي تشير بيدها جنوباً، ويدها الأخرى مقبضة على عصا طويلة تهش بها أغنامها، إلى أن تلك الجبال والمساحات من الوادي مليئة بالألغام.

لكن تلك المناطق لا توجد حولها إشارات تحذّر من وجود ألغام، إنما علمت العجوز بها بعد انفجارات بأغنامها وأغنام رعاة آخرين "حتى وإن وُجدت إشارات تحذير؛ الأغنام لا تقرأ الإشارات ولا تفهمها"، بحسب هيلة.

انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مئات الصور لحيوانات من إبل وأغنام مبتورة الأطراف، بلغم داسته في مرعاها، وأخرى وهي تصارع الموت بعد أن نهشت الشظايا أجسادها، وغيرها ميتة وعلى أفواهها أعشاب، وعلى مساحات الرعي.

- تكلفة المواطن وتعنت الحوثيين 

تضرر المزارعون والثروة الحيوانية بشكل واسع بسبب الحرب الدائر في البلاد، التي يعتمد معظم سكانها على عليها، وذلك لأن خصوبة الأرض سممتها الألغام، وقتلت كل من يمر فيها.

وتشير تقارير الإحصاء والأرصاد الزراعي للعام 2018 إلى تراجع حجم الثروة الحيوانية في اليمن بين عامي 2014 (بحوالي 21 مليونا و296 ألف رأس)، و2018م (19 مليونا و392 ألف رأس) بين أغنام وأبقار وإبل.

ورغم أن القانون الدولي الإنساني يجرّم استخدام الألغام، التي تستهدف المدنيين، ويُقر بالحق في الانتصاف للمتضررين، بما في ذلك التعويض العادل لخسائرهم، إلا أن جماعة الحوثي مستمرة بزراعة الألغام، والتعنّت، ورفض تسليم خرائط الألغام التي زرعتها في الوديان والطرق والمزارع، وغيرها.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.