تقارير

الصراع في حضرموت.. بين مشروع الانتقالي ورغبة الحكم الذاتي

07/10/2025, 13:24:37

ظلت محافظة حضرموت بعيدة عن الصراع منذ بداية الحرب وانقلاب ميليشيا الحوثي، إلا أنها مؤخرًا تحولت إلى ساحة صراع سياسي وعسكري محتدم، تتقاطع فيه المصالح المحلية والإقليمية، وتتشابك فيه الولاءات بين الرياض وأبو ظبي.

منذ عام، تشهد حضرموت تصاعدًا غير مسبوق في التوترات على خلفية الموارد النفطية والتمثيل السياسي وتعدد التشكيلات العسكرية القديمة والجديدة، حيث باتت تحتضن خمسة تشكيلات بولاءات متباينة، ما جعل المشهد أكثر تعقيدًا وضبابية.

- عوامل الصراع

يقول الصحفي عبد الجبار الجريري: إن من أبرز العوامل التي حولت محافظة حضرموت، أنها تمتلك عددًا هائلًا من الثروات، خاصة الثروات النفطية، ولديها مقومات مهمة للغاية.
وأضاف: من الطبيعي أن كل طرف من الأطراف يطمع في أن يستحوذ على هذه المحافظة، ونحن استمعنا إلى محاولات من المجلس الانتقالي وبعض الأطراف للاستحواذ على محافظة حضرموت والبسط عليها بشكل كامل.

وتابع: المحافظة أصبحت مسرح نفوذ بين بعض الأطراف الخارجية، خاصة السعودية والإمارات، فلذلك هذه التجاذبات السياسية وهذا الصراع، يأتي في سياق محاولة السيطرة على هذه الثروات واستغلالها بما يعود بالنفع على هذه الأطراف.

وأردف: الانتقالي حاول مرات عديدة أن يستحوذ على حضرموت، حتى باستخدام القوة لإخضاعها، كما أخضع بعض المحافظات الجنوبية الأخرى، لكنه فشل في ذلك.
وزاد: وصول حالة الاحتدام في الصراع إلى هذا المستوى اليوم، أعتقد أنه أمر طبيعي مع حالة صراع النفوذ التي تشهدها البلاد بشكل عام.

وقال: السعودية تريد أن تضع يدها على محافظة حضرموت، وأيضًا نفس الشيء تريده دولة الإمارات، لكن أعتقد أن الأمر الأساسي والأهم هو: ماذا يريد أبناء محافظة حضرموت؟
وأضاف: نحن اجتمعنا في اجتماعات عديدة لحلف قبائل حضرموت، وشارك فيها الآلاف في مبنى المحافظة من القبائل وشرائح المجتمع الآخرين والمكونات السياسية وغيرهم، وجميعهم أكدوا على أن الحكم الذاتي هو الخيار الأفضل لمحافظة مثل حضرموت.

وتابع: المحافظة ظُلمت وهمِّشت منذ عام 1967، فلذلك أبناء المحافظة لا يريدون الآن أن يُعاد التاريخ مجددًا، وأن تشهد نفس الصراعات والأحداث السابقة المؤلمة التي شهدتها المحافظة.

- خلافات سياسية

يقول الصحفي صلاح السقلدي: لا أعتقد أن المجلس الانتقالي يفكر بهذا التفكير، لأن هذا ليس من مصلحته، وعلى أقل تقدير فهو في الوضع الراهن بحاجة إلى لملمة الصفوف، خصوصًا في محافظة استراتيجية مثل محافظة حضرموت.

وأضاف: الخلافات التي شاهدناها هي أساسًا على خلفية سياسية أكثر منها خلافات على موارد، فالموارد التي تستأثر بها حضرموت هي أساسًا ملك هذه المحافظة، والاتفاق الذي أُبرم هو بين السلطة المحلية والمحافظ، هذا المحافظ المحسوب أساسًا أنه مقرّب من المجلس الانتقالي، وبين مجلس الشيخ بن حبريش.

وتابع: أعتقد بأنه كان الأجدر بالانتقالي أن ينخرط مع هذه القوى، فهي جميعها، مهما كانت الخلافات، حضرمية، من المحافظ، من السلطة المحلية، من بن حبريش، ومن حلف أبناء حضرموت، كل هؤلاء هم أبناء المحافظة.

وأردف: أنا لا أتفق مع المجلس الانتقالي في النقطة التي قال فيها، بأن هذه التفاهمات تفتقر إلى القرار المحلي، بالعكس، هذه جميعها قوى محلية.

وزاد: لا أعتقد أن عيدروس الزبيدي فكر بالخيار العسكري، أو حتى ألمح به، لأن هذا قرار أكبر منه، فالخلافات في حضرموت إقليمية، ما بين المملكة العربية السعودية، وما بين الإمارات، قبل أن تكون خلافات محلية، ومثل هكذا قرار لتفجير الموقف عسكريًا لا يخدم أحدًا، وأولهم المجلس الانتقالي.

وقال: المجلس الانتقالي أكد أكثر من مرة بأنه في حال عودة دولة الجنوب، ستكون كل محافظة أو كل إقليم محلي له حكم ذاتي ويتصرف بثرواته المحلية، ولكن أعتقد بأن الموضوع أكثر من هذا، فهناك جهات إقليمية ومحلية تحاول أن تسلخ المكلا عن عدن وتبقيها مربوطة بصنعاء، وهذا هو الواقع الذي يتخوف منه المجلس الانتقالي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.