تقارير

الفرصة الأخيرة.. هل تمتلك الشرعية القدرة على إدارة معركة اليمنيين عسكريًا وسياسيًا؟

29/04/2025, 09:01:54

الضربات الأمريكية ضد ميليشيا الحوثي تفتح باب التساؤل من جديد حول خيارات الحرب والسلام في اليمن، فبينما تبدو العمليات العسكرية في ظاهرها ردعًا للحوثيين، يدرك اليمنيون أن المعركة تُخاض وفق مصالح خارجية، لا ترتبط بمشروع وطني، ومصالحهم فيها غير مرعية، ودماؤهم فيها غير ذات قيمة.

وفوق ذلك، يعيش اليمن مأزقًا أعمق: فلا سلطة مسؤولة، ولا قيادة قادرة على توحيد الجبهات في الحرب، ولا على إدارة شؤون الناس في السلم. وسط هذا المشهد، يبرز سؤال جوهري: هل يمتلك اليمنيون اليوم القدرة على إدارة معركتهم عسكريًا وسياسيًا؟ وماذا يعني رفع شعار استعادة الدولة، بينما تتآكل أركانها أمام العجز والتفكك؟

تبدو الخيارات قاتمة بين القبول باستمرار الانقلاب كأمر واقع، أو خوض حرب بلا إسناد حقيقي، وبلا مشروع سياسي يحشد الناس حوله.

 

الفرصة الأخيرة

يقول المحلل السياسي عبد الهادي العزعزي: بعد عشر سنوات من الحرب، منذ العام 2015 إلى اليوم، نكمل عشر سنوات من عمر جيل داخل هذا البلد، جيل لا يزيد عمره على 30 عامًا.

وأضاف: عشر سنوات نهبها الحوثي من عمر هذا الجيل، ولم يقدم لنا إجابة: لماذا فجّر هذه الحرب في 2015؟ لكي نطرح نحن أسئلة: كيف يمكن الخروج من المشهد الذي دخلنا فيه؟ وكيف تحالفت الشرعية مع الإقليم؟ ووفق أي رؤية، وأي برنامج؟ وكيف يمكن أن نلزم الإقليم؟ وما هي نصوص قرار مجلس الأمن 2216؟ وما هيئاته التنفيذية؟ ومن كلف هذه البلدان بالتدخل العسكري؟ وتحت أي مبرر؟ وإلى أين نتجه اليوم؟

وتابع: منذ أن أُعلن مجلس الرئاسة الثُماني، والذي يتشابه مع النجمة الثُمانية للعالم الإسلامي، ربما ليس معنا سوى الأركان من هذه النجمة، لكن عملًا على الأرض لا يوجد شيء إطلاقًا.

وأردف: منذ أن شُكل هذا المجلس، ونحن اليمنيون مقسمون بين نصفه الجنوبي ونصفه الشمالي، بين أولئك المحسوبين على الإمارات، وأولئك الواقفين في المنتصف أو المحسوبين على المملكة العربية السعودية.

وزاد: هناك صراع يُدار بين أعضاء هذا المجلس لتغطية صراع إقليمي أكبر، واليوم وقد حضرت سيدة العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، بآلاتها وحديدها، لحماية خط التجارة الدولي، حيث استجلبها الحوثي كما استجلب قبلها التحالف العربي بانقلابه “الغبي” في تلك الفترة في عام 2015.

وقال: هذا الانقلاب الغبي هو من جلب الإقليم إلى الجمهورية اليمنية، وهذا الانقلاب الغبي، واستمراره في عبطه، هو من أتى بالولايات المتحدة الأمريكية إلى المنطقة.

وأضاف: الشارع اليمني اليوم، والذي أنا أحد المواطنين الموجودين فيه، يطرح أننا لم نعد نثق بأحد، وأننا لا نثق في قيادة الشرعية، كما لا نثق في قيادة الأحزاب السياسية، التي أفرغها الإقليم من مهامها.

وتابع: هذه السلطة الشرعية فشلت منذ عام 2015 في إدماج المجتمع داخل المعركة، وفشلت في أن تقوم بمهامها التي تصدرت هي بنفسها لأن تقودها.

وأكد أن على السلطة الشرعية أن تعي، بأنه إذا مرت هذه الفرصة، وهي الفرصة الأخيرة للخلاص من هذا الانقلاب، فلا أعتقد أن المجتمع سوف يسمح ببقائها، سواء من يروجون أنهم سوف يخلقون “جنة عدن” في الجنوب، أو من سوف يخلقون “جنة عدن” في الشمال.

مسار جديد ومختلف

يقول الكاتب والباحث ثابت الأحمدي: نحن في الشرعية مررنا بعدة مراحل منذ العام 2014 وحتى اليوم، ولكن لم أجد مرحلة فيها من الجدية، وفيها من الاندفاع، وفيها من الاستعداد، كالمرحلة التي نحن فيها اليوم. وأجزم أن أيام الحوثي باتت على وشك الانتهاء، ونهايته قريبة جدًا.

وأضاف: هناك إجماع محلي وإقليمي ودولي لإنهاء هذه الجماعة، ويتجه اليمنيون إلى مسار جديد، بعد أن عرفوا حقيقتها.

وتابع: صحيح، حصل تلاعب أو حصلت عدة تلاعبات بالملف اليمني من وقت مبكر، تلاعبات داخلية وإقليمية ودولية، ودفع الجميع الثمن بلا استثناء، محليًا وإقليميًا ودوليًا، واليوم عرفوا وأدركوا حجم الخطر الذي استهدفهم جميعًا.

وأردف: ميليشيا أصبحت اليوم في مرمى النيران. هؤلاء المجتمعون، الأحزاب السياسية اليمنية، مجتمعة بتكتل وطني لرسم مسار جديد، وكذلك القيادة الشرعية، متأهبة ليلًا ونهارًا لرسم خارطة اليمن الجديد.

وزاد: فيما يتعلق بالحكومة، للأسف الشديد، هناك فشل حكومي ذريع، لا أحد ينكره، سواء حكومة معين عبد الملك السابقة، أو حكومة أحمد عوض بن مبارك، الأكثر فشلًا من سابقتها، ولكن القيادة السياسية والنخبة السياسية بشكل عام، ربما خلال الفترة القادمة سنشهد تغييرًا حكوميًا لتدارك الخطر.

وقال: الحكومة الشرعية تعمل في ظرف استثنائي، والظروف الاستثنائية لها حكمها وأحكامها، ولا تزال حتى الآن مقاومة، وصامدة في وجه هذا المشروع، بل تسعى لخلاص اليمنيين أجمع.

وأشار إلى أن الفشل جزئي، يتعلق بالحكومة على وجه التحديد، وليس بمنظومة الشرعية كاملة.

وأضاف: إلى قبل أكثر من شهر تقريبًا، كانت هناك جهود جادة لتغيير الحكومة أولًا، ثم التوجه نحو الجبهات لاستكمال التحرير، لكن الذي يحصل اليوم أن هناك اندفاعًا باتجاه استكمال التحرير، والترتيب النهائي مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وقد يأتي على هامش هذا النشاط تغيير الحكومة، وقد يتأجل نوعًا ما.

وتابع: المساران الآن في الطريق، والملفان موضوعان على أجندة القيادة السياسية، وعلى أجندة الأحزاب السياسية التي يمثلها التكتل الوطني برئاسة الدكتور بن دغر.

تقارير

محكمة تقضي بإعدام شاب يمني قتل مشرفًا حوثيًّا حاول الاعتداء عليه

لم يكن الشاب "أنس يوسف علي داوود الأحمدي" قد تجاوز السابعة عشرة من عمره، حين اهتزت العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي على وقع حادثة قتل غير مألوفة، راح ضحيتها أحد المشرفين للمليشيا وقائد أمن منطقتي منبه والرقو في صعدة، على خلفية اتهامات له بمحاولة اعتداء جنسي على الشاب القاصر.

تقارير

معركة ضد القرآن.. جريمة قتل الشيخ صالح حنتوس تكشف بشاعة مليشيا السلالة على حقيقتها

لم يكن الشيخ صالح حنتوس يحمل سلاحًا أو يقود جماعة مسلحة، ولم يُحرض على القتال، فهو رجل سبعيني كرّس حياته الطويلة لتعليم القرآن الكريم وتربية أجيال من أبناء اليمن على القيم التي تحفظ للإنسان إنسانيته.

تقارير

هل ينجح غروندبرغ في كسر الجمود وإعادة الملف اليمني إلى طاولة الحلول؟

تلوح أيادي مبعوث الأمم المتحدة بالتحية من اليمن مجددًا بعد زيارته أواخر مايو الماضي، إذ حط هانس جروندبرج رحاله في عدن على أمل تحريك الجمود السياسي القائم. لكن هذه الزيارة تبدو غير مباشرة، فميليشيا الحوثي ترفض استقباله، في حين تؤكد الأخبار أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي لا يزال رافضًا للقائه أيضًا، ليعود جروندبرج إلى عدن في ظل ظروف محلية وإقليمية مختلفة عن آخر مرة كان فيها.

تقارير

ما وراء إعلان "حلف قبائل حضرموت" تشكيل لواء عسكري جديد؟

تعيش محافظة حضرموت حالة حساسة من تعدد التشكيلات العسكرية ذات الولاءات المتنوعة، من قوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتيًا، إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة، مرورًا بالوحدات الأمنية المحلية وكتائب حماية المنشآت، وختاما بتشكيل لواء عسكري وإعلان قيادة له من قبل حلف قبائل حضرموت.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.