تقارير

المونيتور: الاقتتال في شبوة فضح هشاشة مجلس القيادة الرئاسي

14/08/2022, 18:05:56

تناول تقرير حديث لموقع المونيتور المعارك الأخيرة  التي اندلعت خلال الأيام القليلة الماضية، وخلفت العشرات من القتلى والإصابات،  بين القوات الموالية للحكومة في عتق، عاصمة شبوة، وهي مقاطعة غنيّة بالنفط في جنوب اليمن وقوات أخرى مدعومة من الإمارات.

في 19 يوليو، نجا قائد قوات الأمن الخاصة، العميد عبد ربه لعكب، من محاولة اغتيال في عتق، قتل اثنان من حُراسه الشخصيين بالهجوم، لكنه هرب سالما.

واتهم لعكب القوات الانفصالية الجنوبية، التي تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة، بتنظيم الهجوم. 

ارتفعت التوترات بسرعة، عندما أقال محافظ شبوة، عوض بن الوزير، العميد لعكب، واتهم الوحدات العسكرية، تحت قيادة لعكب، بالتمرّد، وحذّر من أن أولئك الذين ينتهكون الأوامر سوف يتحمّلون العواقب، مشيرا إلى أن جنود لعكب ينتمون إلى حزب الإصلاح اليمني. 

يكشف الصراع الدائر في شبوة هشاشة مجلس القيادة الرئاسي، والتنافر بين القوات الموالية للحكومة، التي تقاتل عدوا مشتركا: جماعة الحوثيين المدعومة من إيران. 

منع الاقتتال بين القوات اليمنية المناهضة للحوثي يمثل أولوية بالنسبة لمجلس القيادة الرئاسي. ومع ذلك، فإن الأعمال العدائية الأخيرة لا تبشّر بالخير لليمن، كما توضّح أن القيادة الجديدة غير قادرة على توحيد مختلف القوات المسلّحة في جنوب البلاد.

علي عبد الرحمن، أحد سكان عتق، يقول لـ"المونيتور": "إن القوات الانفصالية والوحدات العسكرية المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة تصادمت فيما بينها، خلال الأيام الثلاثة الماضية، مما حوّل بعض شوارع المدينة إلى ساحات للقتال"، ملفتا إلى أن المواطنين لم يتوقّعوا حدوث هذا الرعب. 

وأضاف: "لقد كانت عتق في مأمن من النزاعات لسنوات عديدة، واعتقدنا أنه سيكون أفضل تحت القيادة الجديدة"، مشيرا إلى أنه "لسوء الحظ، حدث العكس".

وباعتباره القيادة المعترف بها من قِبل الأمم المتحدة في البلاد، تدخّل مجلس القيادة الرئاسي، يوم الثلاثاء، وأقال بعض القادة العسكريين، في محاولة لتهدئة الوضع، ووقف الاقتتال الداخلي.

هذه الخطوة لم تفلح، واستمرت الاشتباكات، يوم الأربعاء، استولى من خلالها المقاتلون الانفصاليون الجنوبيون، المعروفون باسم "قوات العملاقة وقوات الدفاع شبوة"، على عتق بعد ظهر الأربعاء.

ونتيحة لذلك، انسحبت الوحدات العسكرية المعارضة إلى مناطق أخرى في المحافظة نفسها. 

يقول عبد الرحمن: "الوضع لا يزال مقلقا، ولست متأكدا من أن الاشتباكات ستتوقف في شبوة".

بعد ذلك تم الاحتفال من قِبل الجنوبيين، الذين يأملون في الانفصال عن شمال اليمن، بالسيطرة على المحافظة. 

أحمد ناجي، أحد سكان شبوة المؤيدين للانفصال، قال لـ"المونيتور": "إن الجنوب يتّجه نحو الاستقلال"، مشيرا أن تحرير شبوة أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف.

وتابع "لقد جرّبنا الوحدة منذ ثلاثة عقود، وقد سئمنا ذلك. لم نكسب شيئا. إن انتصار القوات الجنوبية في شبوة سيساعدنا على المضي قدما في استعادة بلدنا المستقل".

وأضاف: "بغضّ النظر عن المدة التي سيستمر فيها كفاحنا، لن نستسلم. سنضحّي بما في وسعنا لاستعادة الاستقلال، وأن نكون دولة مستقلة معترفا بها من قِبل المجتمع الدولي".

بينما يحتفل الانفصاليون الجنوبيون، يرى العديد من اليمنيين أن العنف هو نكسة أخرى لليمن، وفشل صريح لمجلس القيادة الرئاسي. 

الباحث السياسي اليمني والمؤلّف، عادل دشيلة، يقول للمونيتور: "إن ما حدث في شبوة يبشّر بمستقبل قاتم لليمن، ويشهد على حجم التأثير الأجنبي على البلاد". 

وأضاف: "أصبح مجلس القيادة الرئاسي أداة في يد التحالف العربي. ولا توجد شراكة سياسية أو عسكرية حقيقية بين قيادة اليمن والتحالف"، مشيرا إلى أن "ما يخطط له التحالف ويقترحه سيتم تنفيذه من قِبل مجلس القيادة الرئاسي".

وهذا في نظر دشيلة "سوف يعمّق الكسور، ويزيد من تعقيد الصراع". 

عبد العزيز جباري، نائب رئيس البرلمان اليمني، قال إنه ناقش الاقتتال في شبوة مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في مكالمة هاتفية. 

وأضاف قائلا لرئيس المجلس: "أخشى أن يكون مجلسكم أداة لتقسيم اليمن إلى مقاطعات"، مشيرا إلى أن العليمي أجاب: "لا يوجد مثل هذا الكلام إلا في روؤسنا". 

"يحرص إخواننا [المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة] على وحدة اليمن واستقرارها، ومع ذلك فإن سلوك المقاتلين الجنوبيين بعد سيطرتهم على شبوة، يوم الأربعاء، يكشف ميولهم الانفصالية. لقد أسقطوا علم اليمن الموحّد، ورفعوا علم الدولة الجنوبية قبل الوحدة"، يقول محلل سياسي في شبوة، واصفاً الاستيلاء على عتق بأنه آخر مسمار في نعش وحدة اليمن. 

وأضاف للمونيتور: "اعتاد الانفصاليون على حضور قوي في جميع المناطق الجنوبية باستثناء شبوة. لقد سيطروا الآن على هذه المحافظة، والطريق إلى الانفصال عن شمال اليمن أسهل من ذي قبل". 

وأشار إلى أن الانفصاليين سيكونوا قادرين على تحقيق هدفهم إذا استمر الدعم السعودي - الإماراتي. 

وأضاف: "هذا الاقتتال الداخلي في شبوة يمثل صدمة لليمنيين في جميع أنحاء البلاد، وقد كشف أن القيادة الجديدة غير قادرة على إخراج اليمن من الفوضى، على الأقل في المناطق الخالية من الحوثيين".

في حين أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودولا أخرى في جميع أنحاء العالم ما زالوا يعترفون بشرعية الحكومة اليمنية، التي يقع مقرها الرئيسي في عدن، فإن شعبيّتها وشرعيّتها تتآكل، تمشيا مع هيمنة الحوثيين في شمال اليمن، وانتشار الانفصاليين في الجنوب.

قناة بلقيس - ترجمة خاصة
تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.