تقارير
أين ثورة فبراير بعد 12 عاما من النضال في سبيل الحرية؟
بعد أن أصبح ثُوار الحادي عشر من فبراير أبطالا في قلوب الناس، وادأضاءوا الأمل في دروبهم، وحدثوا الكالحين والمجروحين عن الحرية والانعتاق من الظلم، وصرخوا بالسلمية بأصواتهم العالية؛ استجاب الشعب لهم ومضوا جميعا في مسيرة الحياة والحرية، هل استسلم الثوار للانقلاب، الذي أطاح بالدولة ومخرجات الثورة؟
بينما كان اليمنيون أقرب إلى شجرة الحرية من وريدها، وكانت الحرية وقيم العدالة عنوانا كبيرا يمتد بامتداد جغرافية البلاد وأحلام أبنائها، جاء الانقلاب الحوثي بالتحالف مع النظام السابق، فأطاح بها وبحوارها الوطني الشامل، ومخرجاته التي تُوجت بها نضالاتهم، وحلَّت العواصف والمليشيات.
اثنا عشر عاما على الثورة اليمنية السلمية، ألم يحنِ الوقت لاحتجاج شباب الثورة، ورفع الصوت عاليا أمام تجريف البلاد، أين الثوار اليوم؟ هل سيحملون صوت الشعب الرافض للظلم والتقسيم، أم أن الظلم غطى بغزارة ضلاله على وهج الحرية؟
- ثورة شعب
يقول المحلل السياسي عبدالهادي العزعزي: "ثوار فبراير اليوم هم ما يمكن اعتبارهم اليوم طليعة الشارع اليمني، وانقسموا بين مختلف المناطق والمحافظات، وأصبحوا يبحثون عن استمرار الحياة، ويتابعون أعمالهم، وهم من يدشنون الاحتفالات بالثورة داخل هذه المحافظات".
وأضاف: "أمّا الثوار هم إجمالا الشعب اليمني، الذي ما زال بعد 8 سنوات من الحرب، واثنا عشر عاما من انطلاق الثورة، على أمل بأنه سيلج إلى يمن جديد وبلد آخر عندما تسقط بنادق القوى التي تحارب على مصالحها، وتفرضها بقوة السلاح؛ لأنها أقل الأطراف تواجدا وشعبية، وأكثر فئات المجتمع خوفا من التحول الديمقراطي، وخوفا من أصوات الناخبين".
وتابع: "كان شباب الثورة الأكثر وعيا وإدراكا لكيف تتكون الدولة، وأكثر إدراكا بأن الجهاز الإداري للدولة المكون من وكيل وزارة، ونحو الأسفل، هم موظفو دولة، وهؤلاء الموظفون سيظلون إلى أن يحالوا للتقاعد أيا كان شكل الرئيس؛ أحمر أو أبيض أو أسمر".
وأشار إلى أن "الثوار كانوا يسعون لتغيير حركة اتجاه النظام نفسه، أي إذا كان النظام متجها غربا لماذا لا يتجه نحو الشمال الشرقي، أي تغيير اتجاه سياسة النظام لا يعني إزالة الأشخاص بمسمياتهم، وإنما تغيير البنى السياسية والتوجُّهات السياسية، أما الأشخاص فهم يمنيون، لهم ما لكل مواطن يمني، وعليهم ما عليه".
وأوضح أنه "كان هنالك فصل للطبقة السياسية عن الطبقة الإدارية للدولة، كان سعيا لتحريك هذه المسألة عبر المؤسسات القابلة للتغيير، ممثلة في مجلس النواب، والطبقة السياسية للدولة، التي تبدأ مما بعد وكيل وزارة إلى رئاسة السلطة التنفيذية:.
وقال: "كنا نعتقد أن لدى هذا البلد جيش مثله مثل بقية البلدان، هناك ألوية ووزارة ومسميات وتسليح يتدفق من عشرينات القرن العشرين حتى يوم أمس، وما تزال تتدفق لا ندري لصالح من، هل نحن سوق حر للأسلحة داخل البلد، وبلدنا كان فيه أجهزة تعددت مسمياتها ومهامها واختصاصاتها".
وأضاف: "الأمن القومي ذلك الاسم الكبير، أو ما يسمى بجهاز الأمن السياسي، أو الاستخبارات العسكرية، إضافة إلى أدوات الدولة الخشنة، أليست هذه من تحفظ البلدان، لماذا حضر هذا الجيش في جمهورية تونس، واستلم السلطة من بن علي، وحضر في جمهورية مصر العربية، وحضر في جمهورية السودان، فأين تبخر الجيش اليمني الذي زعموا أنهم بنوه على مدى 6 عقود؟".
وتساءل، : "هل كان على ثوار فبراير أن يكون لديهم قواعد عسكرية في الصومال، أو داخل المحيط الهندي، أو أساطيل ليفرضوا إرادتهم؟".
واعتبر أن "الثوار كانوا قوة ضغط شعبية على من زعموا زورا وبهتانا بأنهم نخبة الشعب اليمني، أعضاء النادي السياسي، ممثلة بالأحزاب التي تبخرت في عشية وضحاها، أو أصبحت الغالبية العظمى منهم كـالعهن النفيش، داخل هذا البلد، لا نعرف أين ذهب رأسهم من رجلهم، لتحضر لنا مجموعة من المراهقين من الكهوف".
وتابع: "أن تأتي مجموعة من المراهقين ليحكموا هذا البلد تعد أبشع اللعنات التي قد تنصب على هذا الجيل وقادته، أن يخرج مجموعة لا يفرقون بين الذي والتي ليسقطوا الدولة، ويستولوا على كافة معسكراتها وأسلحتها، ويجرفون البلد من أقصى شمال البلد في صعدة حتى سيف البحر على خليج عدن، وهذه لعنة لن يعفى منها اليمنيون أطلاقا، كما لم نعفَ حتى اليوم من لعنات انهيار السد".
- مؤامرة خارجية
من جهته، يقول القيادي في مجلس شباب الثورة، عبدالله بن هذال: :إن الشعب اليمني في 2011م خرج في أنقى وأطهر وأشرف ثورة على وجه الأرض، حيث ترك سلاحه في منزله، وهو شعب يمتلك السلاح الثقيل والخفيف، وحضر إلى ساحة الحرية أعزل دون سلاح، وكانت من أجمل الثورات، وبعدها تآمرت علينا القوى الداخلية والخارجية".
وأضاف: "اليمن اليوم أرضا وإنسانا يتعرض لمؤامرة خارجية وداخلية، ثرواتها تنهب، ومواردها وموانئها تتعرض للاحتلال، وتراثها يتم سرقته وبيعه، التعليم يحرَّف".
ووتابع: "الثورة لها أهداف، وهي لم تمت، ومجلس شباب الثورة أصدر بيانا قبل حوالي 20 يوما، ونحن الآن في طريقنا لحشد الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه لاستعادة الجمهورية والدولة، فالمؤامرة ليست على ثورة فبراير، وإنما حتى على ثورة 26 سبتمبر".
وأوضح أن "الإمامة اليوم تريد العودة، والإقليم والمجتمع الدولي يتآمرون على الشعب اليمني، وقابلين بسقوط الجمهورية، وانهيار اليمن، فمجلس شباب الثورة سيتبنَّى الآن نضالا سلميا وكفاحا حتى استعادة".
وعلى ذكر منع إقامة الاحتفال بالثورة في محافظة مأرب، يقول بن هذال: "أنا اعتذر باسم قبائل مأرب ومشايخ مأرب، وأبناء مأرب، ومقاومة مأرب، لجميع شباب الثورة على ما حصل أمس، وهو أمر خارج عن إطار مأرب، وليس من عاداتها ولا تقاليدها، وما حدث في مأرب هو جزء من المؤامرة على ثورة 11 فبراير".