تقارير

بعد فتحه من قِبل العرادة.. لماذا يصر الحوثيون على إغلاق طريق صنعاء - مأرب؟

24/02/2024, 06:57:00

على وقع مطالبات شعبية واسعة بفتح الطرقات بين المدن اليمنية، تحرك هذا الملف خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن حتى اللحظة لم تتحقق الخطوة الأهم، وهي الإعلان عن فتح هذه الطرقات المغلقة منذ سنوات.

يعيش المواطنون أوضاعا إنسانية صعبة في تنقلاتهم، بين المدن اليمنية، والسفر الذي كان يستغرق دقائق فقط أصبح اليوم يستغرق ساعات طويلة، في طرق جبلية وصحراوية صعبة، معرضة لكل المخاطر..

- الحرب والانقسام

يقول الصحفي رشاد الحداد: "المعرقل الأساسي هو تداعيات وتراكمات الحرب والحصار، وتداعيات الانقسام، التي أدت إلى تعقيد هذا الملف؛ رغم أنه ملف إنساني".

وأضاف: "نحن نتحدث عن وجود تراكمات كثيرة جدا، نتيجة ما حدث من عدوان وحصار، من الاحتلال الداخلي".

وأوضح أن "هذا كان أحد أهم الأسباب التي أدت إلى انقطاع الكثير من الطرق؛ ليس فقط طريق مأرب - صنعاء، وإنما هناك عدد من الطرق: البيضاء - لودر، وكذا البيضاء - شبوة، وكذلك البيضاء - مأرب، بالإضافة إلى أن هناك طرقا ساحلية توقفت، وهناك طرق ما بين الفاخر ومريس، أيضا في محافظة الضالع".

وتابع: "هذا الملف هو ملف إنساني، ولذلك احتل أولوية في الملف الإنساني، الذي تم مناقشته من قِبل المبعوث الأممي إلى اليمن، وكذلك اللجان العسكرية المشكلة من طرفي الصراع، العام الماضي،( في أعقاب دخول اليمن في حالة وقف إطلاق النار".

واستطرد: "مع ذلك، الإشكالية ظلت -للأسف- مستمرة، والمعاناة المجتمعية كبيرة، لا يمكن لأحد إنكارها، ويتطلب ذلك أن يتم الدفع نحو إيجاد مخارج وحلول تخفف معانات الناس".

وأشار إلى أن "هناك معاناة تتعلق بالسفر، وهناك معاناة بالجانب الاقتصادي؛ تكلفة كبيرة جدا؛ بسبب السفر عبر طرق بديلة ووعرة، وطرق محفوفة بالمخاطر، وكان هناك العشرات من الضحايا سقطوا أكان في تعز أم في طريق الجوف".
 
وزاد: "هناك قراصنة وعصابات تقوم بالترصّد للمواطنين وقتل المغتربين، هناك مآسٍ كبيرة جدا"، مؤكدا أن "الملف إنساني يفترض أن نتعامل معه بشكل إنساني، ونية إنسانية، ليس بطابع سياسي ولا بجانب عسكري".

وقال: "نحن -اليمنيين- معنيون بمعاناتنا، معنيون بمعاناة إخواننا اليمنيين".

وأضاف: "يفترض أن تكون هناك حسن نوايا، ويكون هناك تقارب من قبل الطرفين".

وأوضح أن "هذه الطرق تحتاج حلولا حقيقية بقناعة ذاتية من قبل الطرفين، أو من قبل الأمم المتحدة".

وأشاد بالخطوات التي قام بها محافظ مأرب، سلطان العرادة، التابع للحكومة الشرعية، في فتح طريق مأرب - الفرضة - صنعاء، وفي الوقت ذاته أشاد بالخطوات التي قام بها محافظ مأرب التابع لجماعة الحوثي في فتح طريق صرواح - خولان - صنعاء.

- ضمانات وميثاق شرف

وقال: "الذي نريده هو كيف نوفِّق بين الخطوتين، وإيجاد طريق آمن وفقا لضمانات ووفقا لميثاق شرف؛ حتى لا يتم التعرض لملايين المواطنين، الذي يمرون من هذه الطرق وهم لا يحملون السلاح".

وأضاف أن الحوثيين "لم يرفضوا مبادرة الشيخ سلطان العرادة، وإنما تم الترحيب بها"، متوقعا أنه "إذا فتحت الطرق دون وجود ضمانات سيحدث، خلال أسبوع إلى أسبوعين، نوع من الاشتباك العسكري، ويتم إغلاق الطريق".
وتابع: "يفترض باليمنيين أن يدفعوا كامل أطراف الصراع لفتحها، وليس فقط لاستخدامها كوسيلة سياسية...".

- تهرب من المسؤولية وادعاءات

من جهته، يقول الصحفي حسين الصوفي: "الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الاتهام الجزاف، ولا إلى الكثير من الجدل، الوضع واضح وبكل وضوح".

وأضاف: "ربما أسهل من شربة ماء نستطيع أن نشير بالبنان إلى من يعرقل فتح هذه الطرقات"، في إشار إلى أن الحوثي هو من يعرقل.

وأوضح أن "الطرقات كانت محط نقاشات في كثير من اللقاءات"، مشيرا إلى أن "مثل هذه الأمور لم تكن تحدث، ليست في أعراف اليمنيين، ناهيك عن القوانين والأمور الإنسانية".

وتابع: "لم تكن من أخلاق اليمنيين أن يتم حصار الأطفال والنساء والمرضى لأسباب سياسية، أو حتى لأي سبب كان"، مؤكدا أنه "لم يحدث في تاريخ اليمن أن يتم فرض مثل هذه الحصارات".

واستطرد: "حصار تعز وصل اليوم إلى تسع سنوات، وهي مفروض عليها حصار مطبق، هذا الحصار طُرح على طاولة المفاوضات في السويد، وتم الاتفاق عليه في الأربع النقاط".

وزاد: "ملف تعز، ملف المختطفين، ملف صنعاء، فتح مطار صنعاء، إلى ضافة إلى الحديدة، حلحلت بعض الملفات إلا ملف حصار تعز".

وأشار إلى أن "من يحاصر تعز هم الحوثيون"، مبيّنا أن "الحوثي لو يخرج اليوم -في هذه اللحظة- ويبعد النقاط أو يسمح للناس بالمرور من النقاط سينتهي الحصار".

وأردف: "لو يستجيب الحوثيون مثلما استجاب أمس سلطان العرادة (خرج بشكل واضح وفتح نقطة عسكرية المسافة بينها والمكان الذي يسيطر عليه الحوثيون تقريبا لن تستغرق ربع ساعة)" سينتهي الحصار.

وأكد أن الطريق، الذي يستغرق اليمنيون لقطعِه خمس عشرة ساعة، لن يستغرق ساعة ونصف؛ إذا استجاب الحوثيون وفتحوا الطريق!!!

ويرى الصوفي أن مطالبات جماعة الحوثي بضمانات "تهرب من المسؤولية وادعاءات؛ بدليل أنهم بدل ما يفتحوا طريق صنعاء - الفرضة ذهبوا لفتح طريق جحانة الذي لا تمر فيه لا قاطرات ولا باصات النقل الجماعي".

- تذاكي على الشعب

وقال إن "ما تمارسه مليشيا الحوثي في مدينة تعز هو نفس الفصل العنصري، الذي يمارسه الكيان الصهيوني في فلسطين".

وأضاف: "لغة الحوثي والتذاكي على الشعب اليمني نفس المنهجية، التي يمارسها الكيان الصهيوني في ادعاء المظلومية، وادعاء الحصار، وادعاء أن الكل يحاربه، وهو المجرم والظالم وصاحب اليد الملطخة بالدماء، وأيضا هو الذي يتبنى الأكاذيب".
 
وتساءل: "محافظ مأرب (سلطان العرادة) وصل إلى قريب نقطة مفرق الجوف الباقي رُبع ساعة، ننتظر منهم أن يخرجوا إلى مفرق الجوف ويفتحوا نقطة فقط، هل هذا الموضوع صعب؟ وهل هذا الموضوع يحتاج إلى ميثاق شرف؟ ما هي الضمانات التي يحتاجها القناص في تبة سوفتيل حتى يرفع الحصار؟!!!".

تقارير

لحم العيد يغيب عن فقراء اليمن .. كيف أصبح الكيلو يساوي نصف راتب؟

في أحد أحياء مدينة عدن القديمة، جلست أم يوسف، وهي أرملة خمسينية، أمام بسطة صغيرة تبيع عليها أعواد البخور وبعض الخردوات، وبيدها آلة حاسبة تحاول من خلالها “حساب المستحيل”: كم يتبقى من راتب ابنها الجندي بعد دفع إيجار المنزل وفاتورة الماء؟ وهل يمكن أن تشتري نصف كيلو لحم لأطفالها في عيد الأضحى؟

تقارير

"ليس بيدنا شيء".. كيف يمكن قراءة تصريحات طارق صالح بشأن الحوثيين؟

أثار تصريح أدلى به طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ما يسمى بالمقاومة الوطنية، موجة واسعة من الجدل في الشارع اليمني، حيث ألمح في تصريحه إلى عجز سلطته عن مواجهة مليشيا الحوثي قائلا، إن أمريكا دخلت اليمن وخرجت بلا نتيجة، ونحن لا نستطيع أن نحارب الحوثي لأنه ليس بيدنا شيء.

تقارير

تسليح الجيش اليمني.. عقبات مزمنة وتحديات راهنة

مع امتلاك مليشيا الحوثيين لصواريخ باليستية وطائرات مسيرة يصل مداها إلى فلسطين المحتلة أو أي دولة خليجية، يتضح مدى اختلال موازين القوة الجوية بين مليشيا الحوثيين من جهة، والحكومة الشرعية والمكونات المناهضة للحوثيين من جهة أخرى، وهذا الخلل ما كان له أن يزداد عمقا لولا طريقة إدارة التحالف السعودي الإماراتي للأزمة اليمنية منذ اندلاع عملية "عاصفة الحزم" وحتى اليوم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.