تقارير
بعد فوزه بجائزة كتارا.. حميد الرقيمي لـ"بلقيس": الأدب الحقيقي لايحتاج شهرة، يكفي أن يكون صادقاً
حصد الروائي اليمني الشاب حميد الرقيمي على جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الـحادية عشرة لعام ٢٠٢٥م والتي أعلنت عنها المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" يوم الخميس الماضي ١٦ أكتوبر الجاري عن روايته "عمى الذاكرة" وذلك ضمن فئة الروايات المنشورة، خلال حفل أقيم في العاصمة القطرية الدوحة.
ويُعد الرقيمي من الأصوات الروائية اليمنية الصاعدة، ويمثل جيلًا جديدًا من الكتّاب الذين يسعون إلى إعادة تعريف المشهد الأدبي اليمني، ويمتاز بأسلوبه الواقعي وقدرته على تحويل المأساة إلى سؤال إنساني مفتوح.
ويمثل فوزه بجائزة كتارا محطة مهمة في مسيرته الأدبية، وفي ضوء ذلك تواصلنا مع الروائي حميد الرقيمي للحديث عن شعوره بعد الفوز بالجائزة وعن مشواره الأدبي، وإلى نص الحوار..
. بدايةً، نبارك لك هذا الفوز .. حدثنا عن كواليس استقبال خبر حصولك على جائزة كتارا للرواية العربية؟
جائزة كتارا بالنسبة لي تتويج لتجربة إنسانية حملتها الرواية قبل أن تكون تكريماً أدبياً. إنها منصة عربية مهمّة تحتفي بالكلمة الصادقة، وكان من الجميل أن تكرم روائيّاً جاء من الظل، وحوّل فوضى الحرب التي ملأت بلاده إلى مرافعة تستحق التوقّف عندها. وقد كان التكريم تأكيداً على أن النص الصادق يجد طريقه، حتى وإن جاء من جغرافيا منسيّة.
. إلى أيّ مدى أسهمت خلفيتك الفكرية والثقافية في تشكيل تجربتك الأدبية وإبرازها على الساحة اليوم؟
كان للتفاعل بين القراءة والواقع دور كبير في تشكيل شخصيتي، وأنا أؤمن بأن التجربة الميدانية التي مررت بها كانت مدرستي الكبرى، كما أن شعوري بالآخر أسهم كثيراً في تجربتي الروائية.
.ما هي أهم الرموز والثيمات اللي سعيت لتقديمها من خلال الرواية، حتى أصبحت نصاً يستحق الجائزة؟
الرواية مشحونة بثيمات الذاكرة والحرب والفقد والعائلة والحب. هي رواية عن أولئك الذين يعيشون بين الحياة والموت بحثاً عن أنفسهم، عن الضياع والمنفى، وعن الشعور القاتل بالغربة والانكسار.
. برأيك، ما الذي يميز الأدب اليمني اليوم؟، وهل ترى أن هناك هوية أدبية يمنية بدأت تتشكل رغم الظروف التي يعيشها البلد؟
الأدب اليمني يعيش اليوم مرحلة استعادة الوعي بنفسه، رغم الحرب والشتات. بدأ الشباب يخلقون هوية أدبية متفرّدة نابعة من تجربة إنسانية مريرة. والكتابة، كما أراها، فعل مقاومة لكل أشكال الواقع المرفوض. نحاول، بقدر ما نستطيع، أن نقدّم صوتاً أدبياً جديداً في المشهد العربي.
. كيف يمكن للمؤسسات الثقافية اليمنية والعربية دعم المواهب الشابة لتصل إلى منصات عربية مثل كتارا؟
مهام المؤسسات الثقافية كثيرة، ومن المهم أن تعزّز حضورها عبر تمكين المثقّف ومنحه مساحة آمنة وثريّة، وبيئة داعمة للتطوّر تساعد المواهب الشابة على تحسين مهاراتهم.
. ما جديدك على الساحة الأدبية؟ وكلمة أخيرة تقولها لجمهورك في اليمن وخارجه، وللكتّاب الشباب الذين يرون فيك نموذجًا للإصرار والإبداع؟
حالياً أعمل على كتابة رسالة الماجستير، وهناك العديد من الأفكار التي تتخمّر في ذهني، وسيأتي وقتها بإذن الله.
ورسالتي للشباب أن لا تتوقفوا عن المضيّ قدماً، ولا تسلّموا أحلامكم الكبيرة للواقع المحبط. أنا اليوم أقف على أهم منصة عربية في الرواية، وذلك بعد عشرة أعوام من الشتات.
سيأتي الوقت الذي تكرّم فيه جهودنا جميعاً، وعلينا أن نسعى بصدق، ونعمل بإيمان، ونحمل الشعلة في صعودنا المتعب.
وشكل الفوز بجائزة "كتارا" والتي تعد واحدة من أهم الجوائز الأدبية في الوطن العربي مفاجأة للروائي الشاب حميد الرقيمي والذي سبق أن صدرت له ثلاثة أعمال أدبية: "حنين مبعثر" – وهي نصوص أدبية ذات طابع وجداني وإنساني.ـ ورواية "الظل المنسي" بالإضافه إلى رواية "عمى الذاكرة" وهي الرواية الفائزة بالجائزة.