تقارير

توكل كرمان.. أيقونة فبراير وجذوة الثورة التي لا تنطفئ

11/02/2025, 18:17:35
المصدر : قناة بلقيس - خاص

عقد ونيف مضى من عمر أعظم الثورات الشعبية السلمية، ولا تزال أيقونة فبراير، الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، في حالة ثورية دائمة ونشاط لا يفتر.

ثمة أشياء كثيرة ولافتة في قصة الخروج إلى الساحات والميادين العامة بيقين راسخ وإيمان لا يتزعزع بحتمية التغيير.
اتخذت كرمان القرار والهواية المفضلة لإسقاط المستبدين، واعتبرت إسقاطهم مكمن وجوهر عملية السلام، هكذا تعرِّف نفسها باختصار.

قبل حيازة جائزة "نوبل"، كانت توكل هي العنفوان والذات المتمرِّدة المعروفة بثوريّتها ضد الظلم والقمع وتكميم الأفواه.
امرأة آمنت بالتغيير كسبيل لانتزاع الحقوق، منذ لحظات الوعي السياسي، بعد أن خذلته المعارضة وظلت حبيسة أدراج الخوف والحسابات السياسية الضيِّقة.

كانت بعض نخب الساسة تتابع نشاط كرمان الثوري والحقوقي من داخل غرف مغلقة، ومقايل الدفء؛ مؤثرة السلامة.

في هذا السبيل، تعرَّضت كرمان للسب والقذف والاختطاف، وتم إيداعها السجن المركزي في صنعاء لأيام، خلال العام 2011، لكن زخم التضامن والتصعيد في الشارع أجبر أنف نظام صالح على الإفراج عنها.

حملة القذف والشتائم، التي يكيلها أنصار صالح، لا تتوقف ضدها في مواقع التواصل الاجتماعي.
صالح نفسه كان قد خرج في خطابه له في ميدان السبعين، محذِّرا مما أسماه الاختلاط المحرَّم في ساحة جامعة صنعاء.
غير أن ساحات التغيير في تعز والحديدة، وحتى مأرب وعمران، ردت عليه بمشاركة فريدة وحضور لافت للمرأة التي تصدَّرت الاحتجاجات وتطبيب الجرحى، وتعرَّضت للقتل والانتهاكات.

الحقيقة أن ما فعلته توكل كرمان هو أن كسرت حاجز الخوف والرهبة المصطنعة، وعرَّت كثيرا من تلك القيادات السياسية والنّخب الحزبية بعِباراتها المرتعشة؛ خوفا وجبنا من ردات النظام.
توكل لم تتكئ على عجازات النظام، أو المحسوبيات واللوبيهات للوصول إلى المِنصات العالمية، وجائزة "نوبل" للسلام.
من الواضح أن شجاعتها الفريدة، وسط مجتمع محافظ، ونشاطها الحقوقي والثوري، شكلا ملامح جاذبة للاهتمامات الدولية والإقليمية.



تبدو اليوم، وفي كل الأوقات، متخففة من أحمال وأثقال الأنظمة والحسابات السياسية، ويخطئ من يظن بأنها ستغادر الحالة الثورية، أو سيأتي اليوم الذي تعبِّر فيه عن ندمها عن الخروج إلى ميادين الثورة.

مهما ساءت الظروف والأحوال، تبدو هذه الردات الانتقامية والخراب والدمار كاشفة للحقيقة ولصواب الطريق وحتمية الثورة.
لا هي، ولا أحد من شباب الثورة، يجهل بأن خصوم فبراير "يحاولون تزييف الحقائق وتحميلها مسؤولية سقوط الدولة"، إلا مجموعةٌ مزيفون ومدلِّسون للأحداث.

الهدف كان ولايزال واضحا؛ وهو "تبييض صفحة النظام الساقط"، كما تقول إن "أعداء ثورة فبراير كانوا يتربصون بها منذ لحظتها الأولى".
ترى أن هذه "الحملات ضد ثورة فبراير وقواها محاولة لتبرئة الانقلاب الكهنوتي، وتبرئة الدور الإقليمي المشبوه".

مليشيا الحوثي -في نظرها- "اختارت خيانة الوطن والشعب، وجرت البلد إلى مستنقع الحرب والتمزيق"، وصحيح أيضا أن "الإمامة تأتي بالمحتلين والمستعمرين، وكانت عبر التاريخ رديفا للمستعمر والوجه الآخر له".
مثل هذه التصريحات والخطابات تعد مبدأ ثابتا تلتزمه كرمان للدفاع عن حق اليمنيين في الحرية والسيادة في أرضهم ووطنهم.

لقد صدقت توكل حين رأت أننا "كنا نعيش وسط نظام متقيِّح يخفي من ملامح القبح في داخله أكبر من الظاهر".
لذلك بمجرد أن وضع هذا النظام في أول اختبار، فجّر كل براكين الغضب والحقد والانتقام ضد اليمنيين.

تؤكد الأحداث أن بوصلتها اليمن وأمنه واستقراره وسيادته، وليس بالضرورة ودائما صالح وأسرته، رغم مسؤوليتهم عن إغراق البلد في الدمار والفوضى.

لم تضل توكل السبيل، ولم تحرفها النزعات عن اعتبار صالح ونظامه شريكًا الجريمة والدّمار الماثل، وأن الانقلاب تناسلت عنه كوارث لا تزال سارية المفعول.

لا خطوط حمراء في المواجهة، ولا اعتبارات الساسة حاضرة، حتى مع مبعوثي الأمم المتحدة، إذ تصف مقارباتهم لتحقيق عملية السلام في البلد بـ"العرجاء"، حسب تصريحات سابقة.
كما تعد أن هذه المقاربة الأممية لتحقيق السلام في اليمن لن تفضي إلى أي سلام، ويجب أن تتغيّر.

يقدِّم الحوثيون دلائل إضافية يومية على أن الدلال الأممي كان خطيئة لا تغتفر، وسيتعيّن عليهم لاحقا حصد ثمار هذه السياسات، بما فيها احتجاز واختطاف موظفيهم.

بالنسبة للتغيير، ستمضي إرادته، و"كما انتصر السوريون اليوم، فإننا في اليمن، رغم الجراح، ماضون في درب ثورتنا حتى تحقيق أهدافها".

وفي الأخير البلد لكل أبنائه، وكما أكدت كرمان في كلمتها، أمس، بمناسبة ذكرى فبراير، اليمن "لن يكون في نهاية المطاف إلا كما أرادته ثورته: جمهورية واحدة وموحَّدة".

تقارير

مقتل الشيخ حنتوس.. أجندة طائفية وجريمة حرب ضد الإنسانية

شنت ميليشيا الحوثي حملة عسكرية مكونة من عشرات الأطقم العسكرية، لمهاجمة منزل ومسجد الشيخ "صالح حنتوس" بقرية نائية من قرى محافظة ريمة، فقتلته بقصف منزله بالقذائف، ثم سلطت عليه حسابات تابعة لها على وسائل التواصل الاجتماعي لتبرير جريمة القتل.

تقارير

محكمة تقضي بإعدام شاب يمني قتل مشرفًا حوثيًّا حاول الاعتداء عليه

لم يكن الشاب "أنس يوسف علي داوود الأحمدي" قد تجاوز السابعة عشرة من عمره، حين اهتزت العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي على وقع حادثة قتل غير مألوفة، راح ضحيتها أحد المشرفين للمليشيا وقائد أمن منطقتي منبه والرقو في صعدة، على خلفية اتهامات له بمحاولة اعتداء جنسي على الشاب القاصر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.