تقارير
ثورة الدستور.. أول خطوة في طريق الجمهورية وإسقاط الإمامة
في ذكراها السبعين، يستذكر اليمنيين ثورة 1948، أو ما تُعرف بثورة الدستور التي اندلعت من داخل القصر الملكي ضد الإمام يحيى حميد الدين حاكم الدولة اليمنية آنذاك.
رغم فشل ثورة 48 في تحقيق أهدافها الأساسية، إلا أنها نجحت في بعض أهدافها، المتمثلة بتحويل نظام الحكم من ملكي إلى دستوري، وتمزيق هالة القداسة التي كان أئمة الجور يحيطون أنفسهم بها.
أكثر من سبعة عقود، واليمنيون يبحثون عن الجمهورية، ليبقى السؤال: لماذا يفشل اليمنيون في الحفاظ على مكتسبات ثوراتهم؟
-ثورة مستمرة
وفي السياق، يقول الكاتب والباحث السياسي، نبيل البكيري: "إن الثورة اليمنية هي أطول ثورة بالنسبة لليمن، كون المسار الثوري ما زال مستمرا منذ فبراير 48 إلى فبراير 2011، وحتى فبراير 2022".
وأضاف البكيري، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "هذه المسيرة الثورية هي مسيرة واحدة تتمثل بالبحث عن الدولة والقانون والدستور كذلك".
ويرى البكيري أن "صيرورة التغيير طال أمد انتظارها في الحالة اليمنية، خصوصا بعد فشل اليمنيين عند وصولهم إلى بعض محطات الاستقرار السياسي، ومرحلة بناء الدولة، كما أن كل محطة حاولت تصحيح ما قبلها كذلك".
ويفيد البكيري أن "فبراير 48 هي فاتحة الروح الوطنية والعمل الوطني، وكذلك الهوية الوطنية، كون اليمن قبل فبراير كان يعيش تمزقاً في شماله وجنوبه".
ويشير البكيري إلى أن "48 كانت الخلاصة والبداية لولادة فكرة الهوية الوطنية التي وحدت كل الجهود، وبينت أن مقارعة الإمامة لا تكون بالاحتجاجات المطلبية أو القبلية".
ويوضح البكيري أنه "عندما اجتمعت الروافد الوطنية، وقررت التخلّص من أساس المشكلة، المتمثلة بالإمامة والإمام، بدأت تتشكل الحركة الوطنية والهوية الوطنية، كما ظهرت فكرة الدستور والدولة، وكذلك النظام والشورى أيضا".
ويرى البكيري أن "ما يجري الآن لا يعد فشلا، كون مقارنة فبراير 48 بفبراير 2011، وإلى الآن، يولّد معرفة الفرق بين الثورتين، وذلك من حيث إن ثورة 48 كانت ثورة نخبوية قام بها نخبة ممن تأثروا بالقاهرة وبغداد وبيروت وعدن".
ويعتقد البكيري أن "الثورة اليوم لم تعد نخبوية، وإنما أصبحت هاجسا ومطلبا شعبيا، وهذا هو الفرق الكبير".
-ثورة متكاملة
من جهته، يقول عضو حركة الأحرار اليمنيين، محمد عبدالله الفسيل: "إن ثورة 48 بدأت بتشكيل منظمة الشباب من قِبل محمد محمود الزبيري والنعمان والمسمري وثلاثة من أبناء المحضار في 38".
ويضيف الفسيل أن "منظمة الشباب واصلت مسارها حتى تحوّلت إلى ثورة 48"، مؤكدا أن "ثورة 48 كانت ثورة حقيقية ومتكاملة".
ويرى الفسيل أن "قتل الإمام يحيى كان مشكلة كبيرة أمام الثورة، كون الإمام يحيى كان شبيها بالمقدّس عند الناس، وهو ما ولّد ردة فعل ضد الثورة، والقائمين بها كذلك".
ويشير الفسيل إلى أن "ثورة 48 لم تستطع أن تتخلّص من الإمامة، كون عبدالله بن أحمد الوزير ظل باقياً كإمام بدلا عن الإمام يحيى".
ويعتقد الفسيل أن "الإمام يحيى كان أكثر مرونة من الإمام الدستوري، كون بيت الوزير كانوا يشكّلون الجانب الرجعي من الثورة، بينما الأحرار يمثلون الجانب التقدّمي منها".
ويرى الفسيل أن "ثورة 48 كانت ثورة حقيقية من ناحية أهدافها وتشكيلها ودستورها، بينما لم تكن ثورة حقيقية بمعنى الثورة، وإنما كانت انقلاباً قام به عبدالله الوزير ضد الإمام يحيى".
ويتابع موضحا: "ثورة ثمانية وأربعين هي ثورة من الناحية النظرية، ولكنها لم تكن ثورة من الناحية العملية".